سورية تعود إلى شغل مقعدها الدائم في جامعة الدول العربية

دمشق، القاهرة، عواصم - وكالات: تبنت جامعة الدول العربية قرارا أمس، بعودة سورية إلى شغل مقعدها الدائم في الجامعة، بعد تعليق عضويتها منذ العام 2011 على خلفية القمع الدموي للنظام السوري لشعبه، حيث أعلنت الجامعة في بيان رسمي أنها اتخذت قراراً باستعادة سورية عضويتها واستئناف مشاركتها في اجتماعات مجلس الجامعة، اعتبارا من أمس.
وقالت إن مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، قرر استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، فيما دعا البيان إلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج حول حل الأزمة وفق مبدأ الخطوة مقابل الخطوة، وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254 بمواصلة الجهود التي تتيح توصيل المساعدات الإنسانية لكل المحتاجين في سورية.
وطالب بتشكيل لجنة اتصال وزارية مكونة من الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، لمتابعة تنفيذ اتفاق عمان والاستمرار بالحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للأزمة السورية يعالج جميع تبعاتها.
من جانبه، قال المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية جمال رشدي إن القرار جرى اتخاذه خلال اجتماع مغلق لوزراء الخارجية في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، بينما قال المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف إن ديبلوماسيّة الحوار ومساعي التكامل العربي التي تبنّاها العراق كان لها جهد حقيقي في عودة سورية للجامعة العربية.
بدوره، كشف مراسل قناة "العربية/الحدث" السعودية أن الوزراء اتفقوا خلال اجتماعهم التشاوري المغلق على عودة مشروطة لسورية، موضحا أن مشروع القرار نص على استئناف مشاركة الوفود السورية باجتماعات الجامعة اعتباراً من أمس.
من جهته، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري ضرورة إيجاد حلول عربية للقضايا العربية، مشيرا إلى أن السبيل الوحيد للتسوية في سورية هو الحل السياسي دون إملاءات خارجية، قائلا إن التدخلات الخارجية المستمرة عقدت الأزمة السورية، وجدد تأكيد الوزراء على وحدة سورية وسيادتها، مضيفا أن جميع مراحل الأزمة أثبتت أنه لا حل عسكرياً، وأن السبيل الوحيد هو الحل السياسي بملكية سورية خالصة دون إملاءات خارجية.



وأشار إلى أن معاناة الشعب السوري استمرت نتيجة تعثر التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة، ودعا إلى ضرورة تنفيذ مخرجات اجتماع عمان ودعم المجتمع الدولي لها، والوفاء بالتزاماته لتعود سورية كما نحب أن نراها، علينا جميعا مسؤولية تاريخية بالوقوف إلى جانب الشعب السوري وطي صفحة حزينة من تاريخه.
وأضاف أن على الحكومة السورية كذلك الالتزام بمخرجات اجتماع عمان، وتتحمل المسؤولية الرئيسية في التوصل لحل سياسي وكذلك القوى الوطنية، وعليها العمل علي عودة اللاجئين السوريين في أقرب وقت، مشيرا لضرورة القضاء على جميع صور الإرهاب، مشددا على أن مصر حذرت منذ بداية الأزمة من خطورة تطور الأوضاع.
وفيما أفادت وسائل إعلام عربية بوجود توافق عربي على عودة مشروطة لسورية فوراً، بالتزامن مع انطلاق الاجتماع الوزاري، كشفت مجلة "المجلة" السعودية أن مسودة قرار اجتماع المندوبين الدائمين التحضيري أول من أمس، نصت على استئناف مشاركة وفود سورية في اجتماعات جامعة الدول العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتباراً من يوم أمس، موضحة أن وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد تبلغ أول من أمس، مضمون عناصر مسودة القرار باتصالات من وزراء خارجية عرب، ممن أجروا سلسلة اجتماعات وزارية في الأسابيع الأخيرة لتنسيق المواقف وصولاً إلى توفر إجماع داخل الجامعة العربية.
وتضمنت المسودة ترحيباً ببيانات اجتماعات وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق في جدة في 14 أبريل الماضي، ووزراء خارجية السعودية ومصر والأردن والعراق وسورية في عمّان في الأول من الشهر الجاري، التي تضمنت خريطة طريق لحل الأزمة السورية بموافقة دمشق.
وقبل الإعلان الرسمي عن القرار، كان محللون سياسيون رجحوا لموقع قناة "الحرة" الأميركية أن نتيجة التصويت ستكون لصالح عودة سورية لمقعدها في جامعة الدول العربية، رغم وجود بعض الرفض أو التحفظ من دول عربية، حيث يعتقد محللون أن عودة سورية ستعزز من مناخ الاستقرار في المنطقة، وأن جميع الدول العربية عليها التناغم مع فكرة أنه لا حل للأزمة في سورية من دون وجود بشار الأسد كرئيس في دمشق.
لكن آخرين يرون أن إعادة دمشق لعضوية الجامعة العربية يعد بمثابة "المكافأة" لنظام الأسد، الذي ارتكب مجازر بحق شعبه طوال سنوات الحرب، وقال المعارضون الذين تحدثوا لموقع "الحرة" إن الأسباب التي أدت لاستبعاد النظام من الحضن العربي لا تزال قائمة.