سورية تودع "شيخ الكار" هشام شربتجي... والعزاء في دمشق والقاهرة

ودعت سورية المخرج الكبير هشام شربتجي في دمشق، الذي رحل عن 75 عاماً، بعد مسيرة إخراجية حافلة أسس فيها مدرسة بارزة في الكوميديا، وتعاون خلالها مع ألمع الكوميديين السوريين.
ونعاه ابنه يزن، عبر منصات "الميديا": "شكراً على كلّ شيء، الرحمة لروحك"، فيما نعته أيضاً نقابة الفنانين السوريين واصفة إياه بـ"المخرج القدير".
وشاركت عائلة المخرج الراحل ورقة النعي وفيها مواعيد التشييع والدفن والعزاء، حيث شيع أمس من جامع المزة الكبير ودفن في مقبرة باب الصغير في دمشق، وتتقبل الأسرة العزاء حتى الجمعة في دمشق وكذلك في القاهرة بمسجد الحامدية الشاذلية في المهندسين.
درس الفنان الراحل هشام شربتجي في المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة، ثم تابع دراسته الأكاديمية في ألمانيا، قبل أن يعود إلى سورية ويتعاون مع فنانين كوميديين بارزين، مثل دريد لحام وياسر العظمة وأيمن زيدان وغيرهم.
تزوّج هشام شربتجي من امرأة مصرية، وله ثلاثة أبناء، بينهم المخرجة رشا شربتجي التي ورثت المهنة عن أبيها وتأسست على يديه، وأصبحت من ألمع المخرجات في العالم العربي.
ويُطلق الفنانون والممثلون على شربتجي لقب "شيخ كار الكوميديا السورية"، لما له من علامات فارقة عبر مسلسلات حفرت في الذاكرة السورية ولاقت رواجاً عربياً كبيراً، أبرزها مسلسل "مرايا" الذي أطلقه مع الممثل ياسر العظمة العام 1984، ومسلسلات شهيرة أخرى بينها "عيلة خمس نجوم" و"يوميات مدير عام" و"بقعة ضوء" وغيرها الكثير.
وسارع المئات من أصدقائه وجمهوره لنعيه، مستذكرين مقاطع من مسلسلاته ومشاهد كثيرة من أعماله.
سلاف فواخرجي: "رحل الكبير وترك لنا إرثاً فنياً عظيماً ودروساً يعرفها كل من حظي بالعمل معه قد تبدو صغيرة في البدء ولكنها تبقى معنا طول العمر.. هشام شربتجي السلام والرحمة لروحك.. أحرّ التعازي للحبيبة رشا والغالي يزن ولكل أفراد العائلة".
باسم ياخور: "وداعاً يا صانع الضحكة وداعاً يا صانع الدراما وداعاً يا معلم المهنة وشيخ كارها وداعاً هشام شربتجي.. كل العزاء لعائلة الفقيد رحمه الله واسكنه فسيح جناته الصبر والسلوان".
شكران مرتجى: "أستاذي صانع الفرح... نساج الحكايات الماهر يا من صنعت للكثيرين ذكريات وللجميع أنت في الذاكرة.. اليوم أفقد أحد أفراد عائلتي والله والله ذهبت يا أستاذ أيامنا الحلوة... كان الأستاذ يحب اقتناء الساعات والآن توقف الزمن.. أرقد بسلام إنا لله وإنا إليه راجعون".
أيمن رضا: "المعلم قد رحل رحمة الله عليك يا أستاذ شو مانقال بحقك من مديح قليل والعزاء للعائله الكريمة وكل محبينك".
أمل عرفة: "شيخ الكار صاحب الفضل على الكثيرين من الممثلين والممثلات ( وأنا منهم) والفنيين وعلى الدراما السورية اليوم يرحل ... اليوم ترتاح روحه من عناء مرض طويل... تاريخك باقٍ معنا حتى نرحل نحن أيضاً.. هشام شربتجي في ذمة الله... الفاتحة".
قصي خولي: "شيخ الكار.. لم تطلق مجانا أبدا على هشام شربتجي... لكل شيء يسأل في هذه المهنة، لكل تفصيل ابتداء من الكاميرا، الصوت، الصورة، العدسات، المونتاج، التقنيات الاحدث والاقدم، عن ادارة الممثل، النص واخيرا الاخراج كان جوابه عندك. كل التفاصيل كانت تلقي تحت هذا الحاجب الشامخ ونظرة الصقر التي لن ننساها جميعا. لا أحد يستطيع ان ينكر شيخ الكار وما ترك في درامانا السورية والعربية. سنفتقد كثيرا ولكن الكبار امثالك ارثهم حاضر دائما. وداعا استاذي وداعا يا شيخ الكار وداعا هشام شربتجي".
وكتب الممثل السوري بسام كوسا: "الرحمة لروح شيخ الكار والمخرج الكبير هشام شربتجي".

رسالة وداع مؤثرة من رشا لوالدها

نعت المخرجة رشا شربتجي، والدها ومعلمها المخرج الراحل، عبر صورة في حساباتها الاجتماعية أرفقتها برسالة مؤثرة، قائلة: "رحل عني من كان معلمي الأول، رحل جسداً فقط لكن روحه ستبقى عالقةً معي بكل تفاصيلي، في كل لحظةٍ علمني فيها كيف أقف خلف الكاميرا وأدير حركتها، في كل لحظةٍ ناديتُها فيه ووجدته بجانبي، في كل كلمةٍ قالها لي يوماً وتقبلتُها أو حتى رفضتُها، في كلِّ عناقٍ وحبٍّ وفخر".
وأضافت: "أنا مدينة لك بكل لحظة نجاح عشتها، لأن الفضل كان لك فيها، مدينة لك بكل هذه السمعة الطيبة التي ورّثتني إياها وحمّلتَني مسؤوليتها أضعاف مضاعفة، مدينة بكل لحظة صدق وأمان وأمانة ونصيحة في كل عمل كنتُ أقدمه للناس ليكون بأبهى صورة". وتابعت: "كنتَ لي الملجأ والعز والسند، سأكمل الطريق بعدك وأبقى حريصة على تنفيذ كل تعليماتك التي رسّختَها فِيَّ، وأعدك أني سأكون أمينة على عملي وأصبح أفضل، لكني أعرف أني لن أكون مثلك لأنك شخص لا يتكرر.. شيخ كار المخرجين وبكل فخر والدي هشام شربتجي في ذمة الله، ادعوا له بالرحمة والمغفرة".

ياسر العظمة: استعذبنا البدايات وأذللنا الصعاب

استذكر الفنان ياسر العظمة، صديقه المخرج الراحل هشام شربتجي، وكتب في حساباته الاجتماعية: "بدأنا مسيرة الفن معاً.. فاستعذبنا البدايات، واقتحمنا الدروب الشائكة، وأذللنا الكثير من الصعاب".
وشارك العظمة متابعيه صورتين جمعتاه بالراحل في شبابهما، وأرفقهما بتعليق مؤثر قال فيه إن الراحل صديق بداياته وشريك الدروب الصعبة، معلقاً أنهما لم يبخلا يوماً في تقديم المساعدة لزملائهما، وكتب: "ومهدنا الطريق الوعر لكل من مشى معنا".
وبدا العظمة، حزينا على صديقه الراحل هشام شربتجي، في اليوم الذي يوافق عيد ميلاده، معلقاً: "في يوم ميلادي يرحل صديق عزيز.. أسكنه الله فسيح جناته".
وفي رسالته المؤثرة قدم العظمة التعازي لعائلة الفقيد: "رحمة الله عليك يا صديقي الغالي هشام.. وتعازينا الحارة لابنته المخرجة رشا شربتجي وابنه المخرج والمصور يزن".