سورية: كندا وهولندا تقاضيان نظام الأسد أمام محكمة العدل الدولية

دمشق، لاهاي، عواصم - وكالات: أعلنت محكمة العدل الدولية أمس، أن كلا من هولندا وكندا رفعتا قضية على الدولة السوريّة بخصوص التعذيب والمعاملة اللا إنسانية في السجون، بناءً على نطاق اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1984 وتضم سورية. وقال الحقوقي السوري عضو مجلس إدارة المجلس السوري البريطاني إبراهيم العلبي إن هذه المرة الأولى الذي يصل فيها ملف التعذيب ضد النظام السوريّ إلى محكمة دولية، آملا أن يمهّد الطريق لمسارات وخطوات مشابهة وأن يكون جزءا من مسار العدالة والمحاسبة الطويل في سورية. واعتبر أن إعلان محكمة العدل الدولية أكبر خطوة في تاريخ التعذيب بسورية، إذ هذه المرة الأولى التي تصل فيها جرائم النظام إلى محكمة تتبع للأمم المتحدة، موضحا أن المسار موجه ضد النظام السوري كدولة ويغطي كل جرائم التعذيب، وتقوده دول وليس من جانب الأفراد، مضيفا أن وصول ملف التعذيب إلى العدل الدولية يزيد الضغط على النظام، ويعيد مسألة الجرائم على الساحة وموضوع سورية على الطاولة.
في غضون ذلك، أكد مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية سفير روسيا في دمشق ألكسندر يفيموف، أن اجتماعات اللجنة الرباعية السورية التركية الروسية الإيرانية تحقق نتائج إيجابية، قائلا إن انتقال سورية وتركيا إلى اتصالات عامة مباشرة بعد نحو 10 سنوات من تجميد العلاقات الثنائية بينهما يُعدُّ بحد ذاته نجاحاً كبيراً.
وتحدث عن خريطة الطريق الخاصة بتطوير العلاقات السورية التركية، لافتا إلى أنه يجري حالياً وضع مسودتها ومن المقرر أن تجري المناقشة الأولى لنص الوثيقة قريبا، مضيفا بشأن مسار تطبيع العلاقات السورية - العربية، أنه في هذه المرحلة يمكن اعتباره أكثر من مُرْضٍ حيث قررت معظم دول المنطقة العودة إلى الاتصالات البناءة مع سورية.
على صعيد آخر، قتل جندي روسي وأصيب آخرون في قصف تركي شمال سورية فجر أمس، وقال مصدر في الجيش الوطني السوري المعارض الموالي لتركيا إن عربة تابعة للشرطة العسكرية الروسية تعرضت لقصف مدفعي بين قريتي حربل وأم حوش جنوب مدينة عزاز بريف حلب الشمالي، مؤكدا أن استهداف العربة الروسية ربما يكون عن طريق الخطأ باعتبار المنطقة تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد"، لافتا إلى أن المنطقة تشهد حالة من التوتر وقصفا مدفعيا منذ ساعات الصباح الأولى بعد القصف المدفعي الذي شنته قسد على مناطق سيطرة الجيش الوطني وبعض القذائف سقط في الأراضي التركية.
من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بان قصفا بريا تركيا بالمدفعية الثقيلة استهدف رتلا روسيا بريف حلب الشمالي، ما أدى إلى مقتل عنصر من القوات الروسية وإصابة أربعة آخرين، مشيرا إلى أن ذلك جاء وسط تحليق لطيران مروحي روسي في أجواء المنطقة، لنقل الجرحى والقتيل. ووفق المرصد، استهدفت مسيّرة تركية دراجة نارية بالقرب من محطة وقود في مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي.
على صعيد آخر، أفادت مصادر سورية بمقتل مدني وإصابة آخرين برصاص القوات الأميركية، خلال تنفيذها عملية إنزال جوي بريف الحسكة الجنوبي، ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" عن المصادر المحلية قولها إن طائرات الاحتلال الأميركي نفذت عملية إنزال جوي واسعة، بمساندة مسلحي ميليشيا "قسد" المرتبطة به في قرية صلهام جنوب شرق الشدادي بريف الحسكة الجنوبي بمحاذاة الحدود السورية العراقية، رافقها إطلاق نار كثيف وعشوائي على منازل الأهالي والأراضي الزراعية، ما أدى لاستشهاد مدني وإصابة آخرين.