سورية والعراق يُنسِّقان لمواجهة الإرهاب... ودمشق لدعم عربي

دمشق، بغداد، عواصم - وكالات: أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ضرورة التعاون بين العراق وسورية، من أجل ملاحقة فلول الإرهاب وضبط الحدود ومكافحة المخدرات بما يرسخ الأمن والاستقرار في المنطقة، مشددا خلال استقباله وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس، على عمق العلاقات بين العراق وسورية وضرورة تعزيزها وتوثيقها في مختلف المجالات، والتشاور والتنسيق حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، وأهمية دور العراق في حل المشاكل في المنطقة.
وقال إن العراق كان يؤكد أهمية عودة مقعد سورية في الجامعة العربية إدراكا منه بأهمية ذلك على صعيد المنطقة ككل، كما بذل أقصى جهوده من أجل تحقيق مشاركتها في القمة العربية الأخيرة"، مجددا وقوف العراق بجميع مدنه ومحافظاته في دعم الشعب السوري في كارثة الزلزال مما يعكس الترابط الاخوي بين الشعبين.
من جانبه، ثمّن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مواقف العراق إزاء سورية، ودوره الديبلوماسي اللافت من أجل إعادة مقعدها إلى الجامعة العربية، وقال المقداد إن بلاده تتطلع لتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين، والعمل المشترك لمواجهة الإرهاب وتعزيز التبادل الاقتصادي والتجاري، مشيدا بالتطورات التي يشهدها العراق على الصعيد السياسي والتنموي والأمني الذي انعكس إيجابا على المستويين الإقليمي والدولي.
وقبل ذلك، أعرب المقداد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين عن الأمل في اتخاذ موقف عربي لدعم تطبيع الأوضاع في بلاده وإنهاء ما وصفه بالاختلالات فيها، وذكر أن محادثاته مع نظيره العراقي تطرقت الى التنسيق بين البلدين في محاربة الارهاب ومكافحة تهريب المخدرات والعمل على انهاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية.
بدوره، أشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى أهمية وحدة الأراضي السورية بالنسبة للعراق، وترابط الأمن الوطني العراقي بأمن سورية، مؤكدا الاستعداد التام لمساعدة الشعب السوري في تجاوز معاناته وأزماته.
من جهته، قال وزير الخارجية فؤاد حسين إن محادثاته مع المقداد سلطت الضوء على الوضع الانساني داخل سورية وكيفية إدخال المساعدات إليها وحل أزمة اللاجئين، وأضاف أنهما بحثا كذلك دعم العمل المشترك بين البلدين في محاربة تجارة وتهريب المخدرات، مؤكدا ان السيطرة على هذه الآفة لن تنجح الا بالتنسيق مع الدول المحيطة.
على صعيد آخر، أعادت قوات سورية الديمقراطية "قسد" 50 سجينا عراقيا من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي و168 عائلة من عائلات التنظيم، من سورية إلى العراق، حيث أفاد مصدر حكومي عراقي فضّل عدم كشف هويته، بأن السلطات العراقية تسلمت 50 عنصرا من تنظيم "داعش" من قوات سورية الديمقراطية، مضيفا أن المتطرفين سيتم التحقيق معهم ومحاكمتهم أمام القضاء العراقي.
وأعيدت كذلك وفق المصدر الحكومي العراقي "168 عائلة سيتم إيداعها في مركز الجدعة" الواقع جنوب الموصل، على أن تخضع "لمرحلة تأهيل نفسي، وبعد التأكد من عدم وجود حالات انتقامية من قبل شيوخ العشائر في مناطقهم، ستتم إعادتهم إلى مناطق سكنهم". وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، كان هؤلاء المتطرفين محتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية في محافظة الحسكة، شمال شرق سورية.