الأربعاء 25 سبتمبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

سورية…فخ الطوائف والعشائر باعلام

Time
الأحد 27 أغسطس 2023
View
110
عدنان قاقون

طريقي

لا يمكن فصل التظاهرات الاحتجاجية في السويداء، عاصمة جبل العرب المعروف بـ"جبل الدروز" عن التطورات الاقليمية المتسارعة.
كما لا يمكن لمتابع ان يفصل بين هذه التظاهرات والاهداف المرصودة لها عن "الكباش"الاميركي - الروسي في المنطقة.
سورية، كما في لبنان والاردن والعراق والاراضي الفلسطينية، وغيرها من الدول يطوقها شبح الافقار لتمرير مشاريع واجندات اقل ما يمكن ان يقال عنها انها تستهدف وحدة الدولة السورية.
من حق الناس ان ترفض البقاء في دوامة الحاجة والعوز، ومن حقها حين تجوع ان تلجأ الى الشارع لتعبر عن معاناتها، وتستصرخ ضمير الوطن.
اليوم، سورية، او كما يصفها التاريخ "وطن الاربعين حضارة" تواجه الامرين: مرّ الضغوط الدولية المتضاربة، وقد تحولت مناطق شاسعة منها ساحات لتصفية الحسابات.
والثاني مرّ الوضع الاقتصادي الخانق الذي تدفع فاتورته صورا مختلفة منها ما يجري في السويداء.
نعم، من حق المواطن السوري ان يصرخ مستنجدا بالوطن، بيد انه من حق الوطن على مواطنيه، ايضا، ان يتبصروا حقيقة الازمة، والمشروع الذي يستهدف وحدة وطنهم.
ما كانت سورية لتعيش مثل هذه الازمة الاقتصادية الخانقة لو قدر لها ان تبسط سيطرتها على حقول النفط في شرق البلاد، وشمالها.
حقول النفط في الحسكة ودير الزور تحت سلطة القوات الاميركية، وبالتبعية ميليشيا سورية الديمقراطية (قسد). وكان حريا ان يتكاتف الشعب السوري برمته، ويزحف الى المناطق الخارجة عن سيطرة السلطة، وتحرير لقمة عيشه.
من حق الوطن على مواطنيه ان يرفضوا الجزر والبؤر الامنية المتناقضة التوجهات، التي لا تريد سلاما لسورية ، ولا وطنا موحدا لابنائها!
السويداء، عاصمة الجبل الذي انطلقت منه شعلة الحرية والتحرير، تحت راية سلطان باشا الاطرش، وستبقى بابنائها المدينة التي تتكسر على مداخلها كل مشاريع الفتنة والتقسيم، والحذر ثم الحذر من الدخول في نفق الطوائف، والعشائر باعلام على حساب وحدة الوطن والشعب.
ان اغلاق الطرق لن يفتح ابواب الافران، وتعطيل المدارس لن يسطر مشاريع الحلول، وتعطيل المؤسسات يعني ان الوطن في خطر.
مطالب اهل الجبل محقة، ولا بد من اجراءات لمواجهة اجندات التفقير الممنهج، ليس في سورية فقط، انما في المنطقة ككل، لكن وسط هذا الموج المتلاطم من التناقضات الاقليمية والدولية افليس من الافضل ان نتبنى الحوار منهجا؟
سورية اليوم في عين العاصفة، وتداعيات الصراع الاميركي- الروسي لن ترحم احدا، فالمراهنون على تفتت الشعب السوري الى مجاميع سورية كثر، وهذا ما يجب ان يعيه العقلاء في سورية، وخارجها، لان شظايا الانفجار التقسيمي اذا ما وقع ستطال الجميع.
هي رسالة الى اهلنا في السويداء: الحذر ثم الحذر من الانسلاخ عن الدولة، والوقوع في فخ الطوائف والعشائر باعلام.
محلل سياسي

[email protected]

عدنان قاقون

آخر الأخبار