سوق الذهب ينتعش... رغم أنف "كورونا"

مايكل إبراهيم: أرباح تجار الذهب "القطّاعي" تأتي
من خلال المصنعية

راميش فايد: الأسعار تخضع للعرض والطلب والأوضاع السياسية

أمير المنصور: أميركا والكثير من الدول تطبع عملات نقدية بلا سند

فايز: بعت خاتمي بعدما فقدت وظيفتي

عوض: الذهب أفضل استثمار ويعتبر مخزوناً ستراتيجياً


تحقيق - ناجح بلال:


رغم أزمة "كورونا" التي خيمت على البلاد منذ عدة أشهر يعيش سوق الذهب حاليا حركة انتعاش لامثيل لها، حيث سجل ارتفاعا هائلا في أسعاره خلال الاشهر الاخيرة بصورة لم يسبق لها مثيل. كما نشطت بعض المواقع على وسائل التواصل الاجتماعي في بيع الذهب المستعمل.
"السياسة " استطلعت آراء عدد من تجار محلات الذهب ومحللين اقتصاديين الذين بينوا بأن ارتفاع سعر الذهب في الكويت هو انعكاس لارتفاعه عالميا. كما استطلعت آراء مستهلكين أقبلوا على بيع وشراء الذهب. وإليكم التفاصيل:
بداية، يقول زايد فايز إنه جاء لسوق الذهب لبيع خاتمه الذهبي نظرا لارتفاع اسعار الذهب حاليا وحتى يتمكن من الانفاق على معيشته بعدما فقد وظيفته في الفترة الاخيرة.
ويشير سلام عوض الى أن الذهب هو افضل استثمار حيث يعتبر مخزونا ستراتيجيا للبعض الاسر الميسورة حيث تبيعه وقت العسرة، مبينا بأن الذهب ارتفع بصورة عالية جدا خلال الشهور الاخيرة.
وأكد أنه باع بعض المشغولات الذهبية التي تملكها زوجته من أجل دفع الايجار حيث إنه يعمل في مهنة سائق تاكسي وتوقف رزقه منذ بدايات أزمة "كورونا"، متأملا أن تنفرج أزمة "كورونا" نهائيا حتى تعود الحياة الى طبيعتها.
والتقينا تاجر الذهب مايكل ابراهيم، الذي قال إن أرباح تجار الذهب "القطّاعي" خاصة في المحلات لاتأتي من ارتفاع أو هبوط سعر الذهب نهائيا بل ربحهم الاساسي يأتي من خلال المصنعية موضحا بأن سعر مصنعية الغرام تبدأ من 2 دينار الى أعلى حسب مستوى جودة ومهارة صناعة القطعة الذهبية
وافاد ابراهيم بأن هناك شركات تصنيع الذهب في الكويت تمدهم بالذهب حسب الاحتياج وتأخذ مقابله الذهب الجديد الذهب الذي يشتريه من الزبائن، ولذا فمحلات الذهب لاتستفيد نهائيا بارتفاع سعر الذهب أو انخفاضه.
ويرى تاجر الذهب راميش فايد ان الاسعار تخضع للعرض والطلب ولبعض الاوضاع السياسية ونتيجة انخفاض او ارتفاع الدولار، لافتا الى ان سوق الذهب الكويتي تحرك رغم وجود ازمة "كورونا".

إقبال على البيع والشراء
ويقول تاجر الذهب أشرف محمود إن هناك حالة انتعاش حاليا في سوق الذهب، حيث يقبل الكثير من الوافدين على البيع، بينما يقبل المواطنين على الشراء نتيجة ازمة "كورونا" التي جعلت الكثير من الوافدين يبيعون ماعندهم من اجل دفع الايجارات المتراكمة أو من أجل المعيشة، ولكن بالنسبة للمواطنين فأغلبهم يقومون بالشراء، وهناك منهم من باع الذهب للاستفادة من ارتفاع سعر الغرام حاليا لمستويات لم تصل اليها من قبل.
وأشار الى أن أسعار الذهب في الكويت تتأثر بسعره عالميا وليس للتجار أي دخل في هذا المردود، موضحا بأن اوقية الذهب كانت في مارس الماضي بحدود 1400 دولار أميركي ووصلت الان بحدود 1800 دولار، لافتا الى أن سعره لن يعود للتراجع في ظل ازمة كورونا وبسبب بعض التوترات السياسية في المنطقة.
وبين محمود أن سعر غرام الذهب عيار 24 بحدود 17 دينارا وكان قبل أشهر قليلة بـ 14 دينارا ونصف، لافتا الى ان سعر الغرام عيار 22 الذي كان قبل ازمة "كورونا" بحدود 13 دينارا تعدى الان 16 دينارا، وبالنسبة لعيار 21 فكان سعره قبل ازمة "كورونا" بحدود 11دينارا ونصف وصل سعره الان مايقارب 16 دينارا. كما ان غرام عيار 18 الذي كان يباع بـ 9 دنانير وصل إلى 13 دينارا تقريبا وهذا يؤكد أن اسعار الذهب اصبحت تصاعدية. واشار الى ان معظم تجار الذهب "القطاعي" في المحلات يعتمدون بالدرجة الاساسية على المصنعية، مفيدا بأن المواقع التي تبيع الذهب المستعمل بنصف دينار للمصنعية تؤثر سلبا على أصحاب المحلات.

لا عودة للأسعار
ومن جانبه، يقول المحلل الاقتصادي أمير المنصور بأن سعر الذهب لن يعود للوراء مجددا طالما أن الولايات المتحدة الاميركية وبعض الدول الاوروبية وغيرهم يقومون بطباعة عملات نقدية دون أن يكون لها أي سند كمي، مشيرا الى أن أزمة كورونا أيضا ساهمت وبقوة في رفع قيمة الذهب حيث إن الكثير من الشركات الدولية التي تراجعت مبيعاتها بسبب أزمة "كورونا" مثل اتجاه هذه الشركات لشراء الذهب كملاذ آمن لها بعد الانهيارات المالية التي تكبدتها.
وأوضح المنصور أن سوق الذهب الكويتي انتعش مع أزمة "كورونا" حيث لم تتوقف حركة البيع والشراء، لافتا الى أن الكويتيين اتجه بعضهم لشراء الذهب، خاصة وان رواتبهم تصلهم كما هي دون نقصان، فضلا عن أن المبالغ المالية التي كانت معدة لموسم السفر قامت بعض الاسر بشراء ذهب بدلا من السفر مما ساهم ايضا في نشاط حركة الذهب في السوق المحلي.
ولفت الى أن سعر أوقية الذهب عالميا بحدود 1800 دولار ومتوقع ان يصل إلى 2600 دولار خلال السنوات العشر المقبلة، موضحا بأن سعر الاوقية لن يعود لما هو أقل من 1000 دولار كما كان في السابق.