سوق سوهاج!

طلال السعيد

بعد أقل من شهر لن تجد في "سوق سوهاج" قوطي حليب واحد من حليب التموين يباع في تلك الأسواق، لأن المهربين المحترفين باختصار شديد رأوا العين الحمراء!
إجراءات "التجارة" الأخيرة اذا طبقت فهي ممتازة، سحب الترخيص وتحويل المالك إلى النيابة بتهمة تهريب مواد مدعومة، ويا ليتهم أضافوا مصادرة السيارة التي تضبط عليها الممنوعات المهربة، وإلغاء إقامة السائق وإبعاده، لأن السيارة حتى وإن سجلت باسم شركة النقل، إلا أنها في الواقع هي ملك السائق الذي يعمل عليها، طلع فلوسها من تهريب المواد المدعومة!
لو حصل هذا بالفعل لرأيت بقية الحرامية يهربون من الشارع الذي فيه قوطي حليب مدعوم مرمي على الأرض!
وكل ما نرجوه أن تكون صحوة حكومية تعيد للبلد هيبته، وتردع شتات الأرض من الإخوة الوافدين محترفي السرقة، الذين إن لم يجدوا ما يسرقونه، فيسرق بعضهم بعضا!
ونحمد الله أن الحكومة عرفت ان التهريب كل لا يتجزأ، فمهرب المخدرات لا يختلف عن مهرب المواد الغذائية المدعومة في مخالفة القانون، واذا شدد العقاب على هذا خاف ذاك، أما اذا كان الامر فوضى، والعقاب بسيط تمادى كل مهرب، خصوصا تلك النوعية التي تخاف ولا تستحي، وها نحن نرى العقارب والحيات عادت الى جحورها بعد حملات الداخلية الأخيرة، لكنهم بانتظار فترة الركود التي تمر بها الأجهزة الأمنية، لكي يخرجوا من جحورهم من جديد، وهذا ما تعودوا عليه في وقت سابق، إلا أن هذه المرة المسألة مستمرة حتى تنظف الكويت من آخر مخالف للقانون!
كانوا في السابق يداهمون سوق الحرامية فيزيلونه عن وجه الأرض، ومن يهرب منهم أكثر بكثير ممن يلقون القبض عليه، وما هي الا يومان ثم تعود السوق كما كانت في السابق، بزبائنها وحراميتها وبضائعها المشكوك فيها، لأنهم أمنوا العقاب بعودتهم الى جحورهم، بينما المطلوب تجفيف المنابع بشكل كامل حتى نشعر ان هناك يدا من حديد تخيفهم وتحمينا... زين.

[email protected]