منوعات
"سياسة الدفاع الأوروبي"... يناقش علاقة أوروبا بحلف شمال الأطلسي
الخميس 08 سبتمبر 2022
5
السياسة
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب "سياسة الدفاع الأوروبي". تأليف كريم مصلوح، يتألف الكتاب من 448 صفحة، ويشتمل على ببليوغرافية وفهرس عام.يعرض المؤلِّف سياسة الدفاع الأوروبي في أبعادها المختلفة، ويُناقش المقاربات التي جرى اللجوء إليها لفهمها وتفسيرها من خلال إبراز أهمّ عناصرها، وبيان هشاشة الحدود المنهجية والمعرفية التي تفصل بينها. كما يناقش المؤلف علاقة أوروبا بحلف شمال الأطلسي، ويقف على حدود الاستقلال الستراتيجي الأوروبي من خلال استمرار تلك العلاقة، ويسلط الضوء على دور دينامية مسلسل الدفاع الأوروبي البطيئة والمترددة في تأجيل حسم الهوية الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي.يُظهر الكتاب أن قدرة الاتحاد الأوروبي على تشكيل فهم جديد للسياسة الدولية تبقى محدودة، فهو يصوغ فهمه لها من خلال بنيات غير متجانسة مكوّنة له، ومن ثقافة العمل البيروقراطي المتعدد الأطراف في حلف شمال الأطلسي، ومن خلال بنيات دولية قائمة ومتغيرة.بيئة سياسة الدفاع الأوروبي تبلوَر الدفاع الأوروبي من الناحية السياسية من مركّب ثلاثي العلاقة: علاقة فرنسية- أوروبية، وعلاقة فرنسية- أطلسية، وعلاقة أوروبية- أطلسية، من ثمّ فإنّ سياسة الدفاع الأوروبي تشكلت في إطار البيئتين الأوروبية والأطلسية.ومن الناحية الثقافية، تقتسم أوروبا والولايات المتحدة الأميركية الكثير من المشتركات، لكن لا تخلو من كثير من التباينات في التفاصيل. ولعلّ تعريف أوروبا شخصيّتها قد يعرف تباينًا، مقارنةً بتعريف الولايات المتحدة شخصيّتها.لا يُمكن فهم مسار الدفاع الأوروبي من دون فهم علاقة المركب الثلاثي المذكور، كما أنّ التحولات التي يشهدها الاتحاد الأوروبي لا يُمكن فصلها عن التحوّلات التي تشهدها البيئة الأوروبية والروابط الأوروبية– الأميركية، وهي تشمل الجوانب الأمنية والعسكرية مثلما تشمل المفاهيم الثقافية لتعريف شخصية كلّ واحد منهما ودوره.وإذا ألقينا نظرة على الماضي، فسنجد أن فرنسا قد استخدمت ديبلوماسية ذكية إزاء البلدان الأوروبية، كما استخدمت علاقاتها الجيوسياسية والمادّية والثقافية لتجاوز هزيمتها الستراتيجية في الحرب العالمية الثانية، فقامت أولًا بحيازة السلاح النووي، وثانيًا بالمساهمة القوية في الاتحاد الأوروبي، وثالثًا بضم كلّ من المملكة المتحدة وألمانيا إلى زواج ثلاثي مميّز، ما زالت مساراته متوتّرة.وهذه سياسة ذكية كما يبدو، تشهد على دور السياسيين الفرنسيين بالرغم من العوائق التي تعترض مكانة فرنسا في عالم اليوم.