الأحد 21 سبتمبر 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

سياسيون وأكاديميون: لا حرب أميركية- إيرانية وما يحدث مغازلة سياسية

Time
الأربعاء 29 مايو 2019
السياسة
* د.الغانم: إرسال ترامب عناصر من القوات البحرية أو المشاة هدفه ردع إيران
* د.العيسى: لا توجد حرب حسب المؤشرات الراهنة و"الخليجي" سيجني فاتورة الخلافات
* د.المناع: ترامب لن يخاطر بمستقبله والانتخابات الرئاسية العام المقبل
* الرشيد: لا أستبعد أن يكون هناك تنسيق بين إيران وأميركا لابتزاز دول المنطقة


تحقيق ـ ناجح بلال:


استبعد أساتذة علوم سياسية وأكاديميون نشوب حرب بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران في الوقت الراهن لا سيما أن قيادتي البلدين اتجهتا للتهدئة حاليا لإدراكهما خطورة الحرب إذا وقعت وأن تداعياتها وخسائرها سيتجرعها الجميع.
وأشاروا في تحقيق لـ"السياسة" إلى أن المطلوب من إيران إن كانت جادة في تفعيل مبادرة عدم الاعتداء أن تنأى بنفسها عن التدخلات في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي بأي شكل من الأشكال وأن تراعي حسن الجوار.
وذكروا ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الصعب أن يجازف بمستقبله السياسي لخوض هذه الحرب وبخاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الاميركية، مؤكدين أن "تحرك الولايات المتحدة الهدف منه انصياع إيران للتفاوض حول برنامجها النووي وحتى لا تمتلك صواريخ بالستية كتلك التي ترسلها للحوثيين"، وفيما يلي التفاصيل:
بداية، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبدالله الغانم: إن المؤشرات حول الأوضاع الراهنة بالمنطقة تبين أنه لا توجد أي حرب بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران على المدى القصير رغم استمرار الحرب الكلامية بينهما لافتا الى أن إرسال ترامب عناصر من القوات البحرية أو المشاة للمنطقة عبارة عن عملية ردع لإيران ولتوجيه رسالة بأنها ستدفع الثمن غاليا في حالة اقترابها من المصالح الأميركية في المنطقة.
وبين د.الغانم أن إيران بعدما شعرت بالتهديد اتجهت للتهدئة وبعثت برسالات لدول الخليج عبر وزير خاريتها جواد ظريف تفيد بأن إيران يهمها حماية دول مجلس التعاون الخليجية وطرح مبادرة عدم الإعتداء ولكن من ازداوجية إيران في التعاطي السياسي وجدنا نائب رئيس الحرس الثوري الإيراني يشن هجوما على المملكة العربية السعودية ويقول انها تدعم الارهاب، وبهذا فإيران تبرد الأجواء من جانب وتشعلها من جانب آخر وهذا مايثير القلق لدى دول الخليج من تلك السياسية الضبابية التي تتعامل بها إيران.
واشار د.الغانم أن ترامب ليس بحاجة لافتعال هذا الموقف لإبتزاز دول الخليج لأنه يحصل على مايريد من خلال شراء الاسلحة دون أن يفتعل الحرب مع ايران مبينا أن الولايات المتحدة الأميركية معروف عنها أنها عندما تريد التفاوض ولابد أن تستخدم معها القوى العسكرية حتى يكون تفاوضها قويا، معتبرا أن الحرب إذا وقعت فستكون خسائرها طائلة على الجميع ولذا فالكل لا يتمنى وقوعها
ويرى استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.شملان العيسى أن الحرب لن تتم حسب المؤشرات الراهنة ولكن كل مايحدث الآن عبارة عن عملية مغازلة سياسية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران وجس نبض لاسيما انهما يدركان أن الحرب إذا وقعت لن تخدم أي أحد ولعل المثال الأوضح على ذلك ماحدث في اليمن.
وذكر د.العيسى أن دول مجلس التعاون الخليجية ستجني فاتورة الخلافات السياسية بين إيران وأميركا مستغربا من تناسي عملية صفقة القرن في تلك الأوقات الحساسة التي تمهد لها الولايات المتحدة الأميركية.

ضغط على إيران
ومن جانبه، يرى المحلل السياسي و أستاذ العلوم السياسية د.عايد المناع أن تحرك الولايات المتحدة الأميركية الهدف منه انصياع إيران للتفاوض حول برنامجها النووي وحتى لايكون لديها صواريخ بالستية كتلك التي ترسلها للحوثيين.
وبين د.المناع أن العقوبات الاقتصادية الامركية على إيران من الطبيعي أنها ستؤثر على الوضع الإيراني لانها ستقلل تصدير النفط الايراني كما أن هذا الوضع سيؤدي كذلك لعدم اتجاه دول المنطقة للتعامل الاقتصادي مع ايران.
ولفت د.المناع إلى أن اميركا ربما يكون هدفها كذلك أن يتخلص الشعب الايراني من النظام الحالى الذي يسبب المعاناة للشعب الايراني، لافتا إلى أن هذا الأمر يذكرنا بما حدث مع العراق التي تم اجتياحها في ايام قليلة رغم أن حرب تحرير الكويت استمرت ما يقرب من 40 يوما وهذا يدل كذلك على أن هناك اطرافا عراقية كانت تريد التخلص من صدام حسين وقتها.
وبين د.المناع أن إيران في حالة الضغط عليها ربما تلجأ لغلق مضيق هرمز وفي تلك الحالة لن تصمت الولايات المتحدة الاميركية لان تصدير النفط الخليجي هنا سيتوقف فضلا عن أن ايران إذا استهدفت القواعد الاميركية في المنطقة فبطبيعة الحال سيكون رد الاميركان قويا.
وذكر د.المناع أن عدم حصول ترامب على إذن من "الكونغرس" الاميركي بشأن توجيه ضربة لإيران ليس بالامر الصعب، حيث يمكنه الحصول عليه في أي وقت لاسيما أن حزب اليمين معه ويسانده في ذلك كما أنه سيقنع "الكونغرس" أن توجيه الضربة لإيران يدخل ضمن ملاحقة الارهاب خاصة وأن الكل يعلم أن ايران هى من تمد الحوثيين بالسلاح وكذلك جماعة حزب الله.

الانتخابات الأميركية
واشار الى ان الانتخابات الاميركية الرئاسية ستجري في العام القادم، ولهذا فالرئيس الامريكي ترامب من الصعب أن يجازف بمستقبله السياسي، حيث انه اذا دخل الحرب وخسرها فهذا الامر سيؤثر عليه حتما، وسيخسر الانتخابات، لافتا الى أن إيران إن كانت جادة في تفعيل مبادرة عدم الاعتداء، فعليها أن تبتعد عن التدخلات في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجية بأي شكل من الأشكال خاصة وانها تستهدف السعودية والبحرين والامارات على وجه الخصوص.
بدوره، اعتبر المحلل السياسي رئيس المنتدى الخليجي أنور الرشيد أن ما يحدث الان في المنطقة معروف سلفا، حيث أن الولايات المتحدة الأميركية تحاول ابتزاز دول المنطقة بأي وسيلة لافتا الى ان أميركا هى من ستحافظ على ايران التي تبيض لها الذهب.
ولم يستبعد الرشيد أن يكون هناك تنسيق غير مباشر بين ايران وأميركا حتى يتم ابتزاز المنطقة بأي صورة كانت خاصة وأنهما اتجهتا للتهدئة في الوقت الراهن بعدما رفعتا أصوات الحرب.
آخر الأخبار