فهد الشعلة: لابد من تطبيق اللوائح لضبط علاقة السلطتينفيصل الحربي: ما حدث شوّه صورة الديمقراطية الكويتية أنور الرشيد: حركات صبيانية وأستغرب أنها اختيارات الشعبمحمد المهيني: ما حصل سيترك تداعيات اجتماعية سلبية على البلد خضر البارون: السلوكيات الشاذة داخل المجلس تؤذي الأبناء تحقيق - ناجح بلال:أعرب عدد من السياسيين وخبراء علم نفس واجتماع عن امتعاضهم لجلسة مجلس الأمة، أول من أمس، التي وقعت فيها هوشات وملاسنات غير لائقة مؤكدين على أن تلك الممارسات غير الايجابية تؤدي لإفساد المجتمع وتولد العنف خاصة لدى الاجيال الصاعدة وقالوا في تحقيق لـ"السياسة" أنه يفترض إن يكون نائب البرلمان قدوة للشعب وليس العكس منبهين على ضرورة استغلال الفترة المتبقية في عمر هذا المجلس في التعاون وإضفاء أجواء التهدئة لتحقيق الإنجازات لصالح الدولة والشعب. واليكم التفاصيل: يقول وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وزير البلدية السابق فهد الشعلة أن العلاقة الإيجابية المتوازنة بين كافة الأطراف في جلسات مجلس الأمة سواء أكانت بين الحكومة والنواب أو ما بين النواب والنواب تؤثر إيجابيا في الأجيال الصاعدة حيث إن الأبناء عندما يشاهدون معتركات سياسية غير طبيعية تدور داخل البرلمان فهذا الأمر يلقي بظلال وخيمة على المجتمع ككل.ويرى الشعلة أن الدستور الكويتي أكد على فصل السلطات من دون أن تطغى سلطة على أخرى ولذا لابد أن يكون الاحترام متبادلا بين كل الأطراف داخل المجلس لتحقيق الصالح العام، خاصة وأن الفترة المتبقية من هذا المجلس وجيزة جدا ولابد من إستغلالها بالصورة الأمثل لإنجاز كافة القوانين والاقتراحات وما خلافه حيث أن الصراعات عندما تخرج عن مجراها غير الطبيعي تؤخر وتعرقل مصالح الدولة والشعب معا.وشدد الشعلة على ضرورة الالتزام بنصوص اللائحة وإحترام كل الآراء وإحترام التصويت. من جانبه، يقول الإعلامي والمراقب لآداء مجلس الأمة فيصل الحربي أن ماحدث في قاعة عبدالله السالم أول أمس يعتبر كارثة بكل المقاييس وإهانة للشعب الكويتي متسائلا هل يعقل أن تصل الأمور إلى هذا الحد الذي يشوه صورة الديمقراطية الكويتية، مفيدا أن هذا المجلس مضى عليه ثلاثة أعوام ونصف ولم ينجز أي إصلاح للبلد وللشعب وأصبح هم معظم النواب دغدغة مشاعر الناخبين على حساب الصالح العام. وذكر الحربي أن نواب التأزم هؤلاء يخربون جيلا كاملا من خلال طرحهم المتشنج، موضحا أن الشباب الصاعد عندما يرى هذه السلوكيات الضارة في مسيرة الحياة السياسية فمن الطبيعي أنه سيقلد ذلك في الانتخابات الجامعية وغيرها.في السياق، استنكر الحقوقي الدولي أنور الرشيد ماحصل في مجلس الأمة، واصفا "الهوشات" بحركات هي اقرب للصبيانية واجمل ما فيها هو انكشاف موقف "قوى الفساد" من دور المؤسسة التشريعية التي أصبحت عبئاً عليهم من كثر إبتزازه أعضاء المجلس لهم، حيث يتم التلاعب بمقدرات أهل الكويت من دون النظر لمصالحهم ولا لمستقبلهم لابل هي المسؤول الأول والأخير عن ما آلت اليه الأوضاع. وقال الرشيد إن الجميع يدرك أن المجلس لا يمثل الإرادة الشعبية الحقيقة والذين يروجون بأن هذا نتيجة لسوء اختيار الشعب فهم مع الأسف يشوهون الحقيقة ويدعمون قوى الفساد على حساب الحقيقة، حيث إن الشعب لم يختار السيئين والقبيضة من النواب، مبينا أن قوى الفساد هي التي أوصلت هؤلاء برعاية حكومية ومن خلال موافقتها على نقل الأصوات وبتقسيم الدوائر الانتخابية لتكون كمكونات قبلية وطائفية، مبينا أن الشعب يدرك تماما بأن صمت الحكومة عن الفرعيات وشراء الأصوات ناهيكم عن إختلاق الأزمات من أجل أن يلجأ المواطن لنواب المصالح. وأعرب الرشيد عن أسفه عندما قرأ بيان من جمعية اعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت ذلك الصرح الأكاديمي يلقون به اللوم على ما حدث أول من أمس على خيار المواطنين، مطالبا بضرورة التمسك بالدستور ويكفينا أن نرى قوى الفساد تسرح وتمرح بعواصم العالم.من جانبه، يقول أستاذ العلوم الاجتماعية التربوية د.محمد المهيني أنه عاصر تأسيس الدستور ومجلس الأمة وصوت في أول مجلس تشريعي عام 1963، لافتا إلى أن مؤسس الديمقراطية الحديثة في الكويت الشيخ عبدالله السالم رحمة الله لم يكن في حسبانه أن الديمقراطية في البلاد يمكن أن تهبط لهذا المنحدر.وأشار إلى تاريخ التأزمات السياسية يعود منذ تزوير مجلس 1967 ما أدى لانتكاسات خطيرة وجاء حل مجلس الأمة 1976 بصورة غير دستورية ليضيف للتأزمات وكذلك تم حل مجلس 1986 وتم كذلك في المجلس الوطني ممارسات غير ايجابية وتوالت الانتكاسات الى هذا اليوم ما أدى لحل الكثير من المجالس.ونبه المهيني إلى أنه لايوجد فصل للسلطات بل يوجد تدخلات مباشرة وصريحة وواضحة في اعمال السلطات، مشيرا إلى أن ماحدث في قاعة عبدالله السالم أول من أمس يعكس كيف تدار الحياة السياسية في برلمانات الدول المتخلفة، لافتا إلى أن مجلس الأمة يعاني من التهلهل رغم أن الكويت بها رجال وعلماء، متسائلاً: أين نواب اليوم من نواب السابق كأحمد الخطيب وسامي المنيس وجاسم القطامي وغيرهم من الرموز.وأشار المهيني الى أن جلسة أول أمس لها تبعات اجتماعية خطيرة على الاجيال الصاعدة وتولد العنف بصورة غير طبيعية في المجتمع لانه كان يفترض أن يكون هؤلاء النواب القدوة ولكن مع الاسف ضربوا المثل السيئ في الممارسة البرلمانية وعلى الصعيد النفسي، يشير أستاذ علم النفس في جامعة الكويت د.خضر البارون إلى أن مافعله نواب مجلس الأمة أول أمس يؤثر على جيل كامل سلبيا، خاصة وأن كافة وسائل التواصل الاجتماعي نشرت تلك الهوشات والالفاظ الجارحة خاصة وأن النواب يفترض أنهم قدوة ورمز وتم اختيارهم على هذا الاساس وعندما يقوم الرمز والقدوة بهذه السلوكيات الشاذة فمن الطبيعي أن الاجيال الصاعدة ستشب على العنف. ولفت الى أن ماحدث من بعض النواب لا يرتقي لمستوى الديمقراطية بل سلوكياتهم تلك تولد العنف لدى الابناء والشباب، مشددا على أهمية أن يتجه نواب مجلس الأمة الراهن بعدم ممارسة تلك السلوكيات مع ضرورة أن يختار النائب كلامه قبل أن ينطقه حتى ولو كان في حالة غضب حيث إن عضو مجلس الأمة بمثابة القدوة فإذا كانت القدوة بهذا الشكل فكيف سيكون الوضع عند بقية الشعب.

مشهد من هوشة المجلس أول من أمس (تصوير- رزق توفيق)