السبت 07 يونيو 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

سيطرة دويلة الإخوان على اتحاد الطلبة تبديد للمستقبل برعاية حكومية

Time
الأربعاء 11 ديسمبر 2019
View
5
السياسة
دعوات الى سن قانون يوقف الممارسات الإخوانية اللا قانونية وتحريضها على المجتمع


الجماعة استأثرت بالاتحاد وجعلته منصة لإطلاق صواريخ الفُرقة والشِّقاق


حمد اليوسف: "الائتلافية" تسيطر على الانتخابات الطلابية نتيجة دعم "الجماعة"

"م.ع": يرصدون جميع الطلاب ويستعلمون عن ظروفهم الاجتماعية لاستقطابهم

د.عبدالله الغانم: يديرون الانتخابات الطلابية بنفس عقلية إدارتها في الكويت

أنور الرشيد: دعم الدولة المستمر للإخوان وراء استحواذ "الائتلافية" على الانتخابات

فيصل الحربي: لا يجوز أن يكون لاتحاد الطلاب دستور وكأنهم دولة داخل دولة

حماد النومسي: الانتخابات الطلابية تقوم على منهج فئوي على غرار البرلمانية




تحقيق ـ ناجح بلال:

شوهت الأعمال التخريبية و"الهوشات" التي رافقت انتخابات اتحاد طلبة أميركا مؤخراً صورة العمل النقابي الطلابي وأساءت إلى العرس الديمقراطي الطلابي الذي يفترض أن يعكس الوجه المتحضر لطلبة أميركا، وذلك بسبب "قلة" ذات توجهات حزبية معروفة ومدعومة علنا من تيارات "إخوانية" على حسب تأكيد المتابعين.
وفي موازاة الأصوات النيابية التي حملت مناصري القائمة القريبة من "الإخوان المسلمين" مسؤولية العبث والفوضى، طالب أكاديميون وناشطون وسياسيون بوضع حد لتدخل تلك الجماعة في الوسط الطلابي ووقف التحريض التي تمارسه على بقية مكونات المجتمع.
وأكدوا لـ"السياسة" أن "الإخوان المسلمين" حرصوا على الاستئثار بمقاعد اتحاد الطلبة ليتخذوا من هذا الكيان منصة لإطلاق صواريخ الفرقة والشقاق التي تصيب المجتمع، وتحدث فيه الاصابات الخطيرة والبسيطة.
ودعوا إلى سن قانون يوقف ممارسات "دولة اللاقانون الإخوانية التي تسيطر على الاتحاد منذ 41 عاما من دون وجود قانون ناظم لعمل الطلاب، أو مظلة قانونية تضع حدا لمثل هذه التنظيمات غير الشرعية التي تعبث بمكونات المجتمع، مدللين على ذلك بالممارسات التي تعتمدها هذه الجماعة باستثمار النزعات القبلية والفئوية كما حدث في انتخابات سابقة في جامعة الكويت واعتمادها أسلوب التخريب والعنف الذي حصل أخيرا في أميركا حين شعرت بسقوطها، متسائلة كيف يمكن أن يستأمن هذا التنظيم المصنف إرهابيا في الدول الشقيقة على مستقبل أبنائنا الذين هم مستقبل بلدنا؟
"السياسة" فتحت هذا الملف للوقوف على الممارسات الخاطئة التي تشوب العمليات الانتخابية الطلابية وطرحنا السؤال العالق في أذهان الفئة الغالبة في المجتمع: إلى متى تظل القائمة الائتلافية مهيمنة على الانتخابات الطلابية؟ وما هي طرقها وستراتيجياتها تجاه ذلك؟
واليكم التفاصيل:
يقول الطالب حمد اليوسف إن القائمة الائتلافية مازالت تسيطر على الانتخابات الطلابية نتيجة الدعم الذي تقدمه هذه الجماعة للطلبة بشكل غير مباشر فضلا عن انهم يركزون على الطلاب الجدد ويحاولون تقديم كافة المساعدات لهم حتى ينخدع في طريقتهم.
وبين الطالب "م.ع" أن القائمة الائتلافية ترصد كافة الطلاب وهناك ما يقال بأنهم يقومون حتى بالاستعلام عن الظروف الاجتماعية للطلبة بشكل غير مباشر من أجل مساعدة الطالب الذي يعاني من محدودية دخل اسرته، لافتا الى أنهم يقومون بهذه الخدمات ليس من أجل إرضاء الله عزوجل ولكن بغية جر هؤلاء الطلاب في فكرهم، كما أن ضعف كافة القوائم الاخرى ساعد القائمة الائتلافية على التقدم.
ويرى باحث أكاديمي نقابي سابق فضل عدم ذكر اسمه كان وثيق الصلة بالقائمة الإئتلافية عندما كان يدرس بالجامعة بأن هناك ممارسات غير طبيعية تقوم بها القائمة الائتلافية التي لاتقبل حتى النصح ممن ينتمي إليها، لافتا إلى أنه عندما خالفهم في الرأي اعتبروه عدوا، مفيدا أن هذه القائمة لديها وفرة مالية من ميزانية الجامعة ومن الاموال التي تأتيها من جماعتهم فضلا عن دعم بعض البنوك لهم ماليا ومعظم هذه الاموال تصرف بشكل غير اساسي.
وتساءل: هل يجوز أن يكون أعضاء المكتب التنفيذي من قيادات القائمة الائتلافية سابقا، إذ إن رئيس اتحاد الطلاب سابقا وهو من القائمة الائتلافية أصبح من أهم قيادات المكتب التنفيذي الذي يفترض أنه يشرف على الانتخابات الطلابية، لافتا الى أن اعضاء المكتب التنفيذي يتم اختيارهم من قبل القائمة الائتلافية التي اصبحت الخصم والحكم في نفس الوقت.
وبين الأكاديمي أن ماحدث في انتخابات الولايات المتحدة الأميركية كان من أجل إلغاء الانتخابات بعدما رأت "قائمة المستقبل" أن الفوز سيكون لغيرهم، مطالبا بضرورة أن يتم اختيار المكتب التنفيذي من الطلبة المتفوقين في كل كلية حتى تكون هناك حيادية.

صراعات ممنهجة
من جانبه، يعرب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبدالله الغانم عن أسفه للصراعات الممنهجة التي حدثت مؤخرا في الانتخابات الطلابية الكويتية في الولايات المتحدة الأميركية رغم أن هؤلاء الطلاب يعيشون في دولة تتمتع بالحريات ولكنهم يديرون العمليات الانتخابية الطلابية بنفس عقلية إدراتها في الكويت رغم أن أي قائمة طلابية لا تملك رؤية أو برنامجا.
وبين د.الغانم أن فوز القائمة الائتلافية دائما يعود لأنها الأكثر تنظيما بصرف النظر عن اختلافنا مع جماعة الإخوان، موضحا أن القائمة الإسلامية السلفية دائما تعطي أصواتها للقائمة الائتلافية حتى تضعف أو التيارات المدنية.
وذكر أن الانتخابات الطلابية منذ عهود طويلة يتم فيها التحالفات ودائما تجذب القائمة الائتلافية أبناء القبائل من خلال تحالف جمعية الإصلاح مع القبائل، خاصة وأن الانتخابات الطلابية تتم وفق العلاقات الاجتماعية والصداقات وهي لا تبعد كثيرا عن الانتخابات التشريعية.

التيارات المدعومة
من ناحيته، يرى رئيس مظلة العمل الكويتي "معك" أنور الرشيد أن ماحدث في انتخابات الطلاب في اميركا يعكس ما يتم في كافة الانتخابات الطلابية داخل الكويت وخارجها، لافتا الى أن الدولة طالما أنها لازالت تدعم التيار الاسلامي وخاصة جماعة الإخوان فهذا سيؤدي حتما الى استمرار فوز القائمة الائتلافية في كافة الانتخابات القادمة ولن تحقق القوائم الأخرى التي تنتمي للتيارات المدنية أي انتصارات طالما لاتحصل عن نفس الدعم الذي تتلقاه جماعات التيارات الدينية من الدولة.
وذكر الرشيد أن ماحدث في أميركا عبارة عن تجاوزات في اللائحة ولابد من محاسبة من يقوم بذلك بصرف النظر عن الجوانب الأخرى التي ذكرناها وبصرف النظر عن المنافس.

سيطرة "الإخوان"
ويقول الإعلامي والسياسي فيصل دحام الحربي إن ماحدث في الانتخابات الطلابية في الولايات المتحدة الاميركية يعكس وبشديد الأسف ما يحدث في أي انتخابات تجرى داخل الكويت سواء أكانت طلابية أو تشريعية او بلدية، مفيدا أن جماعة الإخوان تسيطر على الحركة الطلابية منذ عهود طويلة نتيجة تنظيها الشديد وتغلغلها في المجتمع فضلا عن أنها تتغلل في وزارات الدولة وتسيطر على الحركة الاقتصادية.
وذكر الحربي أن اتحاد طلاب جامعة الكويت الذي له دستور ومصبوغ بفكر الإخوان يعد بمثابة دولة داخل دولة ينقصه فقط أن يكون هناك علم ونشيد خاص لجماعة الإخوان داخل الكويت.
وذكر الحربي أن هناك تساؤلات عدة طرحها كثيرون على خلفية النتائج التي تفرزها الانتخابات الطلابية في جامعة الكويت وما يرافقها دائما من توظيف للنزعات القبلية والطائفية والتعصب الذي يمقته الكويتيون قاطبة.
ورأى أن ما تشهده الكويت في انتخابات الجامعة والكليات امر خطير ويستحق الوقوف عنده، لا سيما في ظل التخندق خلف اجندات اقل ما يقال فيها أنها غير وطنية وتحتاج الى وقفة حكومية جادة تئد هذه الانتخابات في مكانها الى ان يتم تصحيح مسارها والا فاننا امام انتخابات هزلية تقصي الطالب الكفء ويصل الى مصنع القرار من هم غير جديرين بذلك.
واشار الحربي الى أنه لا يشك فيمن يفوزون بالانتخابات الطلابية وبعضهم يستطيع ان يدير دفة الاتحاد بجدارة لكن ما نختلف فيه هو الطريقة العرجاء التي تحدث في الانتخابات الطلابية في الوقت الذي يفترض فيه ان سادة المستقبل هم من يفترض فيهم وقف هذه المهازل.
واوضح ان ما جرى في انتخابات أميركا ليس وليد الساعة وعلى سبيل المثال فإن ما رأيناها في الانتخابات السابقة داخل الكويت وخارجها وما صاحبها من مظاهر المشاحنات التي تنم عن حالة مرضية قد تفتك بالمجتمع وتدمر نسيجه الوطني ومكتسباته الديمقراطية وتقدمه.
وحمل الحربي الحكومة والمجلس مسؤولية ما يجري تحت ناظريهما من سلبيات مقيتة تتم مع الأسف في هذا العرس الديمقراطي كما تتحمل ادارة الجامعة والمجتمع ايضا مسؤولية هذه السلوكيات التي استمرت منذ عهود طويلة ابان فترات الانتخابات الطلابيه داخل الكويت وخارجها.
وتساءل الحربي: لماذا ترك هذا الجيل الذي هو ثروة الوطن ومستقبله ان يصل الى هذه المرحلة؟ وأين دور الجامعة في مثل هذه الأمور؟ وأين حملات التوعية والتثقيف بالممارسة الديمقراطية الحقة داخل الحرم الجامعي؟.

المشكلة بالفرعيات
ويقول رئيس حزب المحافظين المدني حماد النومسي أن الشعب لاينبغي أن يعيب على انتخابات الطلاب في الجامعة لانها تحدث نتيجة ثقافة المجتمع المبنية على معايير لا تعتمد على الكفاءة بل على جوانب القبيلية والفئوية والحزبية والطائفية ولهذا تتم الانتخابات الفرعية التي تسبق دائما أي انتخابات تشريعية او بلدية او تلك الانتخابات التي تتم في الجمعيات التعاونية ولذلك البلد يعيش في انتكاسة حقيقية.
وبين النومسي أن نشر الوعي والثقافة والتحضر يضمن أن يكون فرز الانتخابات الطلابية وفق المعايير الإيجابية التي تعتمد على الافضل وليس المنتمي لفئة، لافتا الى أن اشهار الاحزاب السياسية سيضمن أن يكون فرز أي انتخابات جيدا سواء اكانت طلابية ام تشريعية وخلافه ولكن يشترط ألا يسمح بإشهار الاحزاب المؤدلجة.


آخر الأخبار