الأخيرة
سيف القانون!
السبت 27 يوليو 2019
5
السياسة
طلال السعيدمن حق وزير الصحة أن يقول إنه سوف يردع المعتدين على الأطباء بسيف القانون، فمن واجبه بلا شك الوقوف مع الأطباء والدفاع عنهم، خصوصا اثناء عملهم، فالاعتداء على الأطباء قضية كبيرة تحتاج الى وقفات طويلة، ومن حقنا أن نسأل الوزير: لماذا تبادل الضرب و"الهوشات" كلها تتم مع جنسية واحدة من الأطباء فقط ،فنحن ليس لدينا احصائية دقيقة عن الاعتداءات التي حصلت وتحصل في المستشفيات، لكن الواضح للجميع ان كلهم من جنسية واحدة، وهنا يجب التوقف والتفكير بهذه النقطة طويلا!واذا كان الوزير سوف يشهر سيف القانون، وهذا حقه، لكن من حقنا كمواطنين عليه ان يشهر سيف القانون على سارقي الأدوية الذين لا نعرف كيف يخرجون بها، وبكميات كبيرة ولا يتم اكتشافهم الا في مطارات الوصول، كما حصل في مطارات مصر، أيضا نتمنى ان يشهر سيف القانون على ابطال الأخطاء الطبية من أشباه الأطباء الذين هربوا الى بلادهم بعد ان تسببوا بوفاة مواطنين، وأين سيف القانون عن اصحاب الشهادات المزورة من الأطباء، وما اكثرهم، هم والمنتمون للأحزاب الذين تم تعيينهم بالصحة في فترة من الفترات، أو في غفلة من الزمن!واين سيف القانون عن المستشفيات التي يعالج فيها المواطن بالممرات، بينما الوافد يستمتع بالغرفة الخاصة، لا يخرجه منها إلاّ الموت، أما الذين يسكنون أجنحة المستشفيات بعد ان تركهم ذووهم، فحدث عنهم ولاحرج! واين سيف القانون عن الذين يعطون المواطن مواعيد طويلة المدى على الأشعات التخصصية، بينما الوافد يجري الأشعة وجميع التحاليل في اليوم نفسه، واذا لم يعجز سيف القانون نرجو ان يشهر على اصحاب الأبواب المغلقة من الأطباء والاستشاريين في العيادات، الذين يدخلون ابناء جلدتهم من دون موعد، والمواطن الذي ينتظر دوره لا يلتفتون اليه، خصوصا حين يكون من عباد الله الكادحين الذين لاصوت ولا واسطة ولا معرفة لديهم، واذا فرغ من كل هؤلاء عليه ان يشهر سيف القانون على الذين يعفون ابناء جلدتهم من الرسوم، بل لا يطلبونها منهم فيصرف لهم كل شيء بالمجان على مرأى ومسمع من الجميع، فهل يستطيع الوزير ان يشهر سيف القانون على كل هؤلاء قبل ان يشهره على مواطن مريض او مرافق مريض استفزه الطبيب، أو أهمل حالة مستعجلة عنده، أو انشغل عنه بمباراة كرة قدم، فتبادل الضرب مع الطبيب وأصبحت قضية؟سيف القانون يجب ان يكون على المخطئ، وما اكثر الأخطاء عند الجهات الطبية، فهل الأطباء معصومون عن الأخطاء بينما المواطن فقط هو الذي يخطئ ليجد سيف القانون بانتظاره؟ لو فكرنا بالامر جيدا لوجدنا المريض أو مرافقه يبحث عن العلاج، والاهتمام حين يحضر الى المستشفى، ولا يهمه غير ذلك، فإما ان يخرج وهو يدعو للطبيب، او يخرج بقضية، كل هذا متوقف على طريقة تعامل الطبيب ومدى رحابة صدره، واستيعابه للمريض الذي جاءت به الحاجة الى المستشفى، وهناك أطباء خدموا سنوات طويلة لم يختلفوا مع مريض واحد، بل أصبحوا أصدقاء لمرضاهم، فلماذا لا يقتدي بهم اصحاب القضايا من الأطباء الذين ما يلبث احدهم ان يتنازل عن القضية، وبقية القصة معروفة، إلا انها لا تحتاج الى سيف القانون...زين.