سيمون... من القاع إلى القمة

جاءت بداية الفوز المثير لإسبانيا 5-3 على كرواتيا في ثمن نهائي بطولة أوروبا لكرة القدم أول من أمس، بمثابة كابوس للحارس أوناي سيمون، بعدما أهدى التقدم لكرواتيا لكن النهاية كانت حالمة عندما أنقذ مرماه من هدف مؤكد في بداية الوقت الإضافي.
وكانت إسبانيا تسيطر على المباراة إلى أن أعاد بيدري كرة إلى حارسه، لكنه فشل في السيطرة عليها لتمر من فوق قدمه إلى داخل المرمى بعد 20 دقيقة من البداية، معلنة تقدم كرواتيا 1-صفر. وهذا هو الهدف الأول على الإطلاق في بطولة أوروبا للاعب بالخطأ في مرماه من خارج منطقة الجزاء. لكن زملاء الحارس سيمون البالغ عمره 24 عاما حافظوا على ثقتهم به. وقال سيرجيو بوسكيتس، قائد إسبانيا: "نثق به تماما. أوناي يملك عقلية قوية وهو طموح في الوقت ذاته. أعتقد أنه أظهر رد فعله بعد الهدف بتألقه في حماية مرماه. كان واثقا تماما بعد الهدف". ونال سيمون إشادة كبيرة على إنقاذ مرماه، لكنه يفتقر للهدوء عند اللعب بقدميه، وهو ما ظهر في مناسبتين ضد كرواتيا.
وتسبب خطأ سيمون في تأخر إسبانيا حتى أدرك بابلو سارابيا التعادل، ومن ثم تقدم الفريق 3-1، قبل أن يستقبل هدفين في الدقائق الأخيرة، لتتجه المباراة إلى الوقت الإضافي. وفي النهاية فاز منتخب لاروخا بنتيجة 5-3. وقال ميكل أويارزابال الذي هز الشباك في الدقيقة 103 بعد 3 دقائق من تسجيل ألفارو موراتا الهدف الرابع: "الأخطاء جزء من كرة القدم وعندما يرتكبها الحارس يصبح وقعها أكبر. ثقتنا في أوناي لم تهتز".
ومنحت النهاية المثيرة بتسجيل كرواتيا هدفين في الدقائق الأخيرة للوقت الأصلي لتدرك التعادل 3-3 الفرصة لسيمون لرد اعتباره. ومع انطلاق كرواتيا للهجوم سعيا لخطف التقدم، أنقذ سيمون كرة من أندريه كراماريتش من داخل منطقة الجزاء.
وأعاد هذا التصدي الأمل لإسبانيا التي أحرزت هدفين سريعين لتصعد إلى دور الثمانية، حيث ستواجه سويسرا في سان بطرسبرغ يوم الجمعة.
وقال بوسكيتس: "هذه هي كرة القدم وهذه الأمور تحدث. لكن أهم شيء هو استجماع رباطة جأشك وإظهار عقليتك القوية وأعتقد أن أوناي والفريق فعلا ذلك ".

اشادة إنريكي
بدوره، أشاد لويس إنريكي مدرب إسبانيا بشخصية لاعبيه بعدما تعافى المنتخب الفائز ببطولة أوروبا ثلاث مرات من بداية كارثية، والتفريط في التقدم بفارق هدفين، قبل الفوز في النهاية على كرواتيا.
وقال لويس إنريكي في مؤتمر صحافي: كانت مباراة مثيرة جدا وحدث فيها كل شيء. شاهد الجميع الروح القتالية للفريق، لكن عندما تختفي كلمة الأنا وتظهر كلمة الفريق، فبكل تأكيد يكون من الرائع أن أكون جزءا من مثل هذه المجموعة.
وواصل لويس: لم يصنع المنافس أي فرصة ومع ذلك استقبلنا هدفا. وعندما حدث ذلك شعرنا بأن الأمر غير عادل وبكل تأكيد يمكن أن يتسبب ذلك في صدمة لبعض الدقائق.
وزاد إنريكي: أنا سعيد أننا حصلنا على فرصة ثانية. هذا لا يحدث باستمرار. سارت الأمور بجنون بعد الدقيقة 80، حيث كان بوسعنا تسجيل الهدف الرابع وحسـم المبـاراة. يجـب أن نتعلـم من آخر عشر دقائق. وأضاف مدرب برشلونة السابق: لا نملك هذا القدر الكبير من الخبرة الدولية داخل التشكيلة، وربما تكون مثل الأخطاء من الضروري حدوثها.