سُلوكِيَّاتْ سِيَاسِيَّة واِجتماعيّة تُقَصِّر العمر

د. خالد عايد الجنفاوي

توجد سلوكيات، سياسية واجتماعية، سلبية تقصِّر عمر الانسان، نفسيًّا وفكريًّا وبدنيًّا، وحتى روحيًّا، بسبب أنها تستهلك بشكل هدّام كل قواه الذهنية، والجسدية، وإمكاناته، وتنخر كرامته الفطرية، ونذكر منها التالي:
-الخطاب السياسي التَّحريضيّ: هو الخطاب التهيجي الذي يستعمله الساعون الى التسلّط السياسي على الآخرين، والذي يتصّف بالتحريض على تجريد الآخر المختلف من سماته الإنسانية، وخصوصا كل خطاب سياسي نرجسي يحض خلاله على ارتكاب العنف في المجتمع لأسباب شخصية، أو سياسية، أو أيديولوجية وصوليّة، على حساب الاستقرار الاجتماعي.
وسيؤدي هذا الأمر لا محالة الى زيادة نسبة الاضطرابات والضغوط النفسية لدى أعضاء المجتمع الآخرين، مما قد يفضي الى ارتفاع نسب الإصابة بأمراض ضغط الدم والقلب والاكتئاب، والعدائية وبحدّة الطبع وبالتوتّر المزمن، ما سيؤدي الى تقصير أعمار الضحايا الذين يعيشون في بيئة ينتشر فيها الخطاب السياسي التَّحريضيّ.
- التَّطْبِيل: هو مظلة يتدلى منها التملّق والتَزَلّف الى أهل المال وأصحاب النفوذ الأيديولوجي، والسياسي والاجتماعي، بهدف التقرّب إليهم، وخصوصا بقصد الحصول على المال، والهبات، والامتيازات اللاشرعية وغير القانونية، ويؤدي الى انحطاط المستوى الأخلاقي لمن يمارس هذه السلوكيات التي تميت الضمير الانساني الحيّ.
- التَّعَصُّب القبلي والطائفي والفئوي: يؤدي السعي السلبي في ممارسة التحيّزات العنصرية، والتحريض على الاستقطابات القبلية، أو الطائفية، أو الفئوية، في مجتمع وطني يتصّف بهوية وبثقافة وطنية تشملان كل أطياف المجتمع التَعَدُّدِيّ، الى ارتفاع نسب النفور والتفكك والجنوح والعنف الاجتماعي.
-سرعة الغضب والانفعال: أسرع طريق لتقصير عمر الانسان في عالم اليوم هو انغماسه الارادي في سرعة الغضب والانفعال السلبي ما يؤدي حتمًا الى إصابته بمرض ارتفاع ضغط الدم (القاتل الصامت).
-أكل الأموال بالباطل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ"(النساء 29).
من يأكل المال الحرام سيتعرّض لعقوبات ولكوارث ولمصائب دنيوية وأخروية، والله عز وجل أعلم.
-الزوج النكديّ والزوجة النكديّة: اللوم المستمر والنقد اللاذع المتواصل وتعمّد الغم والتلذذ بتعذيب الشريك الآخر في الحياة الزوجية "يقصف" العمر فعليًّا وحقيقيًّا، وليس فقط مجازيًّا!

كاتب كويتي

@DrAljenfawi