حوارات
يؤدي سُوء الإدارة الحكومية، حتى في أعظم الدول من حيث المساحة والموارد الطبيعية، والإمكانات البشرية، الى تدميرها بسبب عجز القيمين على أجهزتها وهيئاتها الحكومية عن إدارتها، بشكل حسن (الإدارة الناجحة).
ومن بعض الأسباب الرئيسية لسوء الإدارة الحكومية، وفقًا لرأيي الشخصي، وكيفية التغلّب عليها، نذكر ما يلي:
- المُساءلة الإدارية المهنيّة الجّادة: عندما لا توجد جهة رقابية مستقلة تمامًا تمارس مساءلة الموظفين والمسؤولين بشكل مِهنِيّ وجاد، سيؤدي ذلك الى فشل الإدارة.
وإذا وجدت جهة رقابية ضعيفة الأداء فالأمر أسوأ بسبب وجود إمكانية الفعالية في المراقبة، مع عدم توفر محفّزاتها الأساسية.
-المسؤول الفاشل، يفتقر الى السمات الإدارية الفعّالة في القيادي الناجح، ويفضي فشله الى ما هو أسوأ بسبب عجزه تأدية كامل مسؤوليته الوظيفية، وتحوله بِالتّبَعِيّة الى "قدوة سيئة" لمن هو مسؤول عن أدائهم، ومن صفاته أيضًا نرجسيته، وضيق أفقه، وعدم كفاءته فكريًّا، وعلميًّا، وإداريًّا، وربما تزويره مؤهلاته، أو بسبب ضعف شخصيته، أو تهربه من تحمّل مسؤولياته القيادية. - تفشِّي المَحْسوبيَّة: المحاباة، والتحيّز، وتفضيل موظف على موظف آخر بسبب كونه من الأقرباء، والشِلَليّة القبلية، أو الطائفية، أو الطبقية، أو الفئوية الإقصائية في بيئة عمل وظيفية حكومية، ودورها السلبي إمّا في إسناد المناصب لتكوين مراكز قوى لها ولاءات تحيّزيّة خارج نطاق المكان الوظيفي، أو العبث بتقييمات الموظفين، ومنح الترقيّات لموظفين معينين دون سواهم، هي بعض مظاهر سوء الإدارة التي تسببها المحسوبية.
-الفوضوية الإدارية: تتّصف الإدارة السيئة بغلبة الفوضوية فيها، لا سيما في تغافل حفظ المعلومات، وعدم القدرة على استعمال الوسائل المتطوّرة، والفعّالة لإنجاز الإدارة وفق الستراتيجيات العامة للبرنامج الحكومي، بسبب ضعف كفاءة الموظف أو المسؤول.
-العقل الجمعي الفاسد: يتحوّل العقل الجمعي في أي مجتمع الى أداة إفساد عندما يروج فيه تبرير سرقة المال العام، وتزوير المؤهلات، والتحيّزات الفئوية.
وتكاد تختفي فيه قيم المواطنة الصالحة، وتنتشر فيه مفاهيم وتعابير التسيّب الوظيفي، في مجتمع يعاني من استئثار أقلية مؤثرة فاسدة ذات طابع مافيوي باستحقاقات الأغلبية.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
د. خالد عايد الجنفاوي