نجوم عربية في سماء العالميةفقدت شقيقها في حادث ووالدها أعلن إفلاسه... فغنت "نظارتك السوداء"أكثر فنانة كولومبية مبيعاً على الإطلاق وتاريخها حافل بالجوائز والتكريملديها 4 اسطوانات بلاتينية ومليار مشاهدة و100 مليون متابع رفضت التمثيل وفضلت الإطلالة بشخصيتها في بعض المسلسلات كرمتها الأمم المتحدة.. وباراك أوباما اختارها مستشارة للطفولةانفصالها عن بيكيه جعلها "ترند" المنصات وخبراً صحافياً أولالقاهرة - أحمد أمين عرفات:"أغنياتها لها نغمة خاصة بها لا تشبهها أي نغمة أخرى، لا أحد يستطيع الغناء والرقص مثلها وبمثل هذا الإحساس الذي تفردت به"، هكذا كتب عنها الأديب الكولومبي الراحل غابرييل ماركيز، الحائز جائزة نوبل في الأدب، كما أنها تعد أكثر المغنيات الكولومبيات مبيعا على مدى التاريخ، وفقا لإحصائيات شركة سوني للموسيقى، ونظرا لشهرتها الطاغية، استثمرت شركة الدمي العالمية "ماتيل" نجاحها بتصميم دمي عدة مستوحاة من صورتها بحثا عن مبيعات وشهرة أكبر لمنتجاتها، وتكريما لها تم صنع تمثال حديدي لها بطول 5 أمتار تم وضعه في مدخل المدينة التي ولدت وعاشت طفولتها فيها، أنها المغنية شاكيرا ذات الأصول اللبنانية والتي نتناول اليوم رحلتها مع النجومية في سماء العالمية.ولدت شاكيرا، والتي يعني اسمها امتنان، في 2 فبراير 1977 في كولومبيا، لأب من أصول لبنانية يدعى وليام مبارك وأم من أصل إيطالي تدعي نيديا تورود، هذه الأصول المختلفة انعكست على ثقافتها، فشبت عن الطوق عاشقة للأدب والموسيقى، حيث بدأت الأسرة تكتشف قدرتها على سماع الأشعار ومحاولة نظمها في سن صغيرة جدا، كما اكتشفت أيضا أنها تمتلك صوتا جميلا، بجانب براعتها في الرقص، وهو ما لفت إليها انتباه جدتها لأبيها، فبدأت تعلمها فنون الرقص الشرقي، وكانت أول أغنية لها في الثامنة من عمرها، بعنوان "نظارتك السوداء" والتي كتبتها عن والدها تاجر المجوهرات، الذي فقد كل ثروته وأعلن إفلاسه، فعانت شاكيرا التي كانت طفلة مدللة من مرارة الفقر بعد أن عرفت قبله البذخ والثراء.دموع لا تجفلم يكن الفقر المحنة الوحيدة التي ألمت بالأسرة، إذ كان لشاكيرا ثمانية أخوة من أبيها أنجبهم من زوجته الأولى، وقد توفي أحدهم في حادث دراجة، فخيم الحزن على عائلتها، خصوصا أختها الكبرى التي لم تجف دموعها لفترة طويلة، بينما لجأ الأب إلى نظارة سوداء لإخفاء دموعه، وهي الصورة التي لم تغب عنها، لأن شقيقها الراحل كان يكبرها مباشرة وتحبه كثيرا، وبسبب تأثرها بحزن أبيها كتبت أغنيتها "نظارتك السوداء"، وما إن قرأها والدها حتى شعر بالحزن الدفين يسكن قلبها الصغير، سارع لاصطحابها إلى مكان خاص بالأطفال الذين بلا مأوى، وعندما شاهدتهم بملابس بالية وأقدام حافية، أيقنت أنها في حال أفضل بكثير مما هم فيه، ورغم عودتها إلى بيتها وهي راضية عن حالها، لم تفارق صورة الأطفال خيالها أبدا، وقررت تقديم ما في وسعها لمساعدة الفقراء. في تلك الفترة مارست شاكيرا، عرض الأزياء، إلا أنها توقفت عنها بعد أن وضعت قدمها على طريق احتراف الغناء، وهي في الثالثة عشرة من عمرها عندما حصلت على المركز الثالث في مهرجان "فينا دل مار" بأميركا اللاتينية عن أغنيتها "أنا هنا"، ما دفع شركة سوني للترفيه والموسيقى إلى التعاقد معها، لتسجل أول ألبوم في حياتها الغنائية العام 1991 بعنوان "سحر Magia"، وكانت كل أغنياته من تأليفها."بيلبورد اللاتينية"
لفتت شاكيرا، الأنظار بشدة في كولومبيا من خلال ألبومها الأول، خصوصا مع تبني محطة إذاعية لها كانت تبث أغنياتها بشكل دائم، وأصدرت ألبومها الثاني "خطر Peligro" لكنه لم يحقق لها طموحها، فقررت ألا تخطو خطوة واحدة إلا بعد دراسة متأنية، فعكفت على سماع مختلف الألوان الموسيقية، فوجدت نفسها تميل للأعمال ذات التأثيرات الصخرية القوية، وما إن وضعت يدها على ذلك حتى بدأت العمل الذي استغرق منها وقتا ليس بالقصير بذلت فيه جهدا مضنيا أثمر ألبوما بعنوان "الأقدام الحافية Pies Descalzos "، ويعد هذا الألبوم بدايتها الحقيقية في الغناء، إذ تجاوزت حدود كولومبيا لتصل إلى ثمانية دول مختلفة، كما احتل مراكز متقدمة في تصنيف الأغنيات، ففي الولايات المتحدة كان ترتيبه الخامس، وبسبب ما حققه من نجاح كبير نالت عنه شاكيرا ثلاث جوائز هي ألبوم العام في الموسيقى اللاتينية، فيديو العام، وأفضل مغني جديد، وأتبعته بألبوم "أين هم اللصوص Donde Estan los Ladrones" العام 1998، الذي حقق مبيعات هائلة لتصبح شاكيرا اسما كبيرا في الموسيقى الأميركية، يتنافس عليها المنتجون، لكنها فضلت الاعتماد على نفسها، فأنتجت الألبوم الذي تلاه على نفقتها الخاصة من حصيلة ارباحها من الألبومات السابقة وحفلاتها، بعنوان "بيلبورد اللاتينية Billboard Latin"، وقد اكتسح أسواق الغناء ليبيع أكثر من سبعة ملايين نسخة حول العالم، كما توج بـ "جائزة غرامي".كلما حققت شاكيرا، نجاحا سعت لأكبر منه، لذلك فكرت في الغناء بالإنكليزية دون الاكتفاء بلغتها الام، حتى تضمن غزو العالم بصوتها، وبحلول العام 2001 كانت تستعد لطرح ألبوم جديد، استغرق تنفيذه أشهر عدة ليصدر بعنوان "خدمة غسيل الملابس"، غلبت على أغنياته الإنكليزية وكلها من تأليفها، وقد تصدرته أغنية "حينما وأينما whenever wherever"، التي حققت نجاحا ساحقا وحصدت المركز الأول في 29 دولة حول العالم لتكون أنجح أغنية عالمية في 2002، وباع الألبوم أكثر من عشرين مليون نسخة وكان سببا في حصولها على أربع اسطوانات بلاتينية.كأس العالملم تكتف شاكيرا، بذلك بل سعت أيضا لتقديم ألبومات باللغة الإسبانية التي اتقنتها، وهو ما حدث مع ألبوم "تصحيح شفهى Fijacion Oral "، العام 2005، ونفدت معظم نسخه في أسبوع واحد، كما فاز بجائزة أفضل ألبوم، وحققت أغلب أغنياته نجاحا كبيرا، خصوصا أغنية "عذاب Tortura La"، التي نالت العديد من جوائز "غرامي اللاتينية" لأفضل أغنية في العام.دأبت شاكيرا، على إصدار الجديد، وكل ألبوم تطرحه يتفوق على ما سبقه، إذ حطم ألبومها "خصري لا يكذب Hips Don›t Lie" الذي طرحته العام 2006، أرقام الألبومات السابقة واحتلت به المرتبة الأولي في معظم دول العالم، ومع نجاحه الساحق تم دعوتها لإحياء حفل توزيع جوائز "غرامي" للمرة الأولى، وفي العام 2007 تعاونت مع الأميركية بيونسي في أغنية "الكذاب الجميل Beautiful Liar " والتي حصلت على جائزة "ام تي في" كأفضل تعاون مشترك. في العام 2010، أطلقت شاكيرا ألبوم "تشرق الشمس Sale el Sol " متضمنا أغنية "سيارة Waka"، التي نالت شهرة عالمية واسعة جعلت الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" يختارها الأغنية الرسمية لكأس العالم في العام نفسه، وقد حققت أكثر من مليار مشاهدة في "يوتيوب". "The Voice" أمام النجومية التي حظيت بها انضمت العام 2012، إلى تحكيم الموسم الرابع من برنامج المواهب العالمي "The Voice" عبر شبكة NBC، وتمكنت شاكيرا، من زيادة شعبيتها بشكل كبير لدى مشاهدي التلفزيون لما تمتعت به من حس كوميدي وحضور لافت، ورغم اعتذارها عن المشاركة في الموسم الخامس لارتباطات فنية، عادت أمام الإصرار على تواجدها للمشاركة في الموسم السادس. واصلت شاكيرا، النجاح فطرحت العام 2017 ألبوم "الذهبي El Dorado"، ومن أشهر أغنياته "ابتزاز Chantaje"، التي حققت أكثر من مليار ونصف مليار مشاهدة، ولم ينته العام 2020 إلا وكان لدى شاكيرا أكثر من 100 مليون متابع في "سبوتيفاي"، وحطمت الأرقام القياسية للجوائز الكبرى.لم تكن شاكيرا مجرد صوت قوى وجميل أو جسم فاتن يمتلك قدرة خارقة على أداء الاستعراض، لكنها أيضا تتمتع بالذكاء، حيث حرصت على الجولات الفنية من أجل دعم ألبوماتها، بإحياء حفلات مختلفة تؤدي فيها أغنيات ألبوماتها فيزداد الإقبال عليها..ورغم أن شاكيرا، خاضت التمثيل في بدايتها، فقد واتتها فرصة العمل في السينما العالمية بعد شهرتها كمغنية من خلال المخرج ستيفن سبيلبرغ، لكنها رفضت وفضلت مواصلة رحلتها مع الغناء، والاكتفاء فقط بالإطلالة ضيفة شرف بشخصيتها الحقيقية في مسلسلين أميركيين يغلب عليهما الطابع الكوميدي.وسط كل هذا النجاح العالمي، لم تنس شاكيرا، العهد الذي قطعته على نفسها، وهي صغيرة بضرورة مساعدة الأطفال الفقراء، فأسست جمعية خيرية باسم "الأقدام الحافية"، والتي فتحت أبوابها لمساعدة الفقراء من الأطفال في كولومبيا وتوفير فرص التعليم لهم وحمايتهم من العنف وكل ما من شأنه أن يوفر لهم حياة كريمة، ونتيجة لأعمالها الخيرية وجهودها الإنسانية تجاه الفقراء كرمتها منظمة الأمم المتحدة باختيارها سفيرة للنوايا الحسنة ومنحها الجائزة الإنسانية في 3 إبريل 2006. وقد أتاح لها هذا المشروع التعرف عن قرب على الأديب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، الحاصل على جائزة نوبل في الأدب، وتعاونت معه لإطلاق مؤسستها الخيرية، وعنها كتب "أغنيات شاكيرا لها نغمة خاصة بها لا تشبهها أي نغمة أخرى، ولا أحد يستطيع الغناء والرقص مثلها في كل الأعمار بمثل هذا الإحساس البريء، الذي اخترعته بنفسها". ليس هذا فحسب، بل أنها مع دورها الإنساني، قام البيت الأبيض بدعوتها لتلتقي الرئيس باراك أوباما لمناقشة قضية تنمية الطفولة ثم تعيينها في 2011 عضوا في مبادرة البيت الأبيض بشأن التميز التربوى للاتينيين.إن المتأمل في تاريخ نجمة الغناء شاكيرا، يكتشف أنها حطمت حواجز كثيرة، ويحسب لها تمكنها من الحصول على أربع جوائز عالمية في ليلة واحدة، عندما فازت بجائزة غرامي اللاتينية كأفضل مطربة وأفضل ألبوم وأفضل أغنية وأفضل فيديو كليب، ووفقا لإحصائيات شركة سوني تعد شاكيرا، أفضل المغنيات الكولومبيات مبيعا على مدى التاريخ إذ زادت مبيعات ألبوماتها على 72 مليون نسخة وأن ألبوم "خصري لا يكذب" كان الأكثر مبيعا في القرن الحادي والعشرين. خيانة الشريكأما عن حياتها العاطفية، فقد ارتبطت شاكيرا بعلاقة حب دامت 12 عاما مع لاعب الكرة الإسباني جيرارد بيكيه، توجت بإنجاب طفلين، لكن الاستقرار لم يدم طويلا حيث اكتشفت شاكيرا خيانته لها مع شابة صغيرة، فقررت الانفصال وحدثت بينهما مشاحنات علنية تبادلا خلالها الانتقادات والسباب وصارت حياة شاكيرا الموضوع المفضل لمواقع التواصل والصحف في كافة انحاء العالم. ورغم كل ما قدمته طوال السنوات الماضية، تواصل شاكيرا التي تبلغ من العمر 45 سنة، رحلتها مع النجاح والإبهار لتكون من أبرز المغنيات ذات الأصول الشرقية اللاتي لمعن بشدة في سماء العالمية.

شاكيرا

شاكيرا وبيكيه أيام الوفاق