شباب الكويت ... مثال التضحية والفداء

اثناء احتلال البلاد أخرج شباب الكويت ما لديهم من خبرات في العمل والتطوع في أروع مثال على حبهم وتفانيهم في سبيل الوطن، ففي عام 1990 أثناء الغزو الغادر برز العمل التطوعي للصامدين في الداخل، فكان أحد أعظم مكاسب الوطن من تلك الكارثة البغيضة، شباب وشابات رجال ونساء آمنوا بأن الحق معهم وأن الباطل تحتهم وأن الله سبحانه ناصرهم استعادوا ما فعله الآباء والأجداد لحماية وطنهم الغالي ببناء الأسوار الثلاثة.
في ذاك الوقت، استنهض الشباب دور المساجد بما احتوته من أمان وطمأنينة لتجمع شمل الأهالي وتبادل أخبارهم وشحذ هممهم، ثم أداروا الجمعيات التعاونية والأسواق الشعبية الداخلية لإمداد الصامدين بما يكفيهم من المواد والمؤن والأغذية لإطالة أمد مواجهتهم البغاة، وتشغيل المستوصفات والمستشفيات و العيادات المنزلية السرية لعلاج المرضى والمحتاجين والمصابين أيضاً من الاعتداءات الوحشية لقوات الاحتلال.
وبادروا الى وتشغيل مؤسسة المطاحن لتكون الرافد الرئيسي للقوت اليومي أيام الاحتلال، كما قاموا بتشغيل محطات الوقود رغم قرارات الاحتلال بالتضييق على بيعه، وحملوا على عاتقهم تنظيف المناطق والشوارع وإزالة المخلفات والقمامة بآليات ومعدات شركات النظافة حفاظاً على سلامة الأجواء العامة.
كان العمل التطوعي اثناء الغزو الغاشم، واجباً وليس مباهاة وتكسبا بل تضحية لحماية الوطن وتوفير مواد التموين والحرص على استمرار روتين الحياة المشحون بالوطنية.
لقد وضع ابناء الكويت الوطن أمانة في أعناقهم جميعا، فهبوا للمحافظة عليها والذود عن حياضه بالغالي والنفيس من أجل أن تكون الكويت الحبيبة واحة أمن واستقرار ورخاء لكل المحبين والخيرين من أبناء الإسلام والعروبة.