الخميس 15 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى   /   المحلية

"شباب الوانيت" خطر متحرك وقاتل محتمل

Time
السبت 07 مايو 2022
View
5
السياسة
تحقيق - ناجح بلال:

غير مبالين بأرواح الناس وراحتهم، ينطلق معظم مقتني السيارات الحديثة التي تأخذ شكلا متوحشا ضخما "الوانيت" في الشوارع، ليكونوا عبئا على الطريق وإزعاجا دائما لأصحاب المركبات بالقيادة الرعناء، ناهيك عن الخطر من خلال الحركات الاستعراضية التي يرونها تعبر عن انفسهم بكسر القانون خاصة وانه غائب عنهم دون ان يحرك ساكنا تجاههم وهم بذلك يطبقون المثل القائل"من أمن العاقبة فقد أساء الأدب".
وهذه المعاناة التي نتحدث عنها تتكرر بكل ساعة على مدار اليوم وفي كل مناطق الكويت ويختص بها جيل من الشباب اعتادوا على استعمال هواتفهم اثناء القيادة، واعتبروا أن الشارع ملكية خاصة لهم لايشاركهم به أحد، وهم يتصرفون على هذا الأساس دون مبالاة، معتمدين على انعدام المحاسبة وغياب العقوبة.
هم يعتبرون انفسهم فوق القانون، فيما منفذو القانون غير قادرين على كف إزعاجهم ووضع حد لارتكاباتهم اليومية، مايبقي ازعاجهم للبشر مستمرا، والابتعاد عنهم قد يشكل خطوة في المحافظة على حياتك في ظل غياب الرادع.
ومع تحول هذه التصرفات الى ظاهرة في المجتمع يعرفها القاصي والداني، التقت "السياسة" عددا من المواطنين والمختصين للحديث عنها، لما باتوا يشكلونه من خطر داهم للمجتمع وحياة الناس، واكدوا جميعا ان غياب تطبيق القانون وعدم محاسبة المستهترين وتغاضي الطرف عنهم ساهم في انتشار عادات سيئة وخطيرة كالتقحيص في كل المناطق والشوارع الداخلية والدوائر حتى بات قسم كبير منهم يظن "ان الطريق ملكا له وحده" ففقدت قواعدها الاساسية "الفن والذوق واللباقة".
وطالبوا عبر "السياسة" بضرورة تفعيل دور الأسرة ورجال الدين والتعليم وتكثيف الدوريات للقضاء على الظاهرة السلبية، املين باقرار مجلس الأمة قانونا جديدا للمرور بأسرع وقت لتغليظ العقوبات على كل من يستهتر بالقيادة. واليكم التفاصيل:

في البداية، قال المواطن فهد الكندري إن الرعونة والاستهتار في القيادة من قبل الشباب "حدث ولاحرج"، مشيرا إلى ضرورة ردع أي مستهتر حتى يكون عبرة لاسيما ان رعونتهم لا تقتصر على منطقة بعينها بل تطول كافة انحاء البلاد حيث شاهد بعينه احدهم يقوم بحركات بهلوانية واستعراضية في منطقة الأندلس اسفرت عن اصطدامه باحدى السيارات.
وذكر المواطن بومنيف أن ظاهرة تقحيص السيارات تنتشر في ساحات مناطق السكن الخاص من قبل فئة الشباب وتسبب ازعاجا لسكان تلك المناطق ورغم شكاوى المواطنين المتكررة تظل هذه العادة السلبية منتشرة.
بدوره، قال المواطن ناصر المطيري إن الاستهار في القيادة له مظاهر عدة فهناك من يقود سيارته بسرعة عالية جدا في الطرق السريعة ويتحرك مابين السيارات كـ "الثعبان" دون أن يعبأ بأرواح الناس، وهناك من يمارسون التقحيص حتى في الشوارع الرئيسية والفرعية في معظم المناطق.
ويقول الشاب حسين الشمري إن ظاهرة الرعونة والسرعة تزداد كلما زاد الاستهتار بقوانين المرور في ظل "الواسطة" و"تبويس الذقون" التي تتدخل في معظم الاحيان، مشيرا إلى أن أرباب الأسر لايقومون بدورهم في توعية الشباب من مخاطر الرعونة في القيادة.
من جانبه، قال عبدالرحمن الأحمد إن ظاهرة الرعونة وتقحيص السيارات تنتشر في مناطق صباح الناصر والفردوس والصليبية والدوحة والعديد من مناطق الجهراء متسائلا لماذا لايتم استثمار طاقات هؤلاء الشباب لما يعود عليهم بالنفع بدلا من هذا الاستهتار المبالغ فيه.
ورأى المواطن حربي السويدان إن القضاء على استهتار فئة من الشباب لن يكون إلا من خلال تعليم الابناء احترام القوانين واحترام خصوصيات الغير مع ضرورة تفعيل دور المدرسة من خلال عقد ملتقيات دائمة لتوعية التلاميذ قي مختلف المراحل التعليمية بأهمية احترام القانون حتى يشب هؤلاء على احترام القانون، مشيرا إلى المثل القائل "من أمن العقوبة أساء الأدب".
من جانبه يرى الخبير في الشؤون الأمنية لواء شرطة متقاعد حمد السريع أن هناك جوانب عديدة للاستهتار في القيادة منها توقف الحركة على الطرقات فجأة بسبب قيام بعض الشباب بقطع الطريق أمام موكب عرس صديقهم والاستعراض بسياراتهم أمام الموكب وكثيرا ما تقع حوادث وإصابات خطيرة من وراء تلك الاستعراضات.
وأوضح ان استهتار بعض الشباب وتعطيلهم حركة المرور يصاحبه في كثير من الأحيان التعرض لرجال الشرطة والاعتداء عليهم في مشاهد مؤسفة بل ان بعض ضباط ورجال الشرطة يتعرضون للأذى الجسدي الشديد بسبب تلك الاستعراضات.
وذكر ان قانون المروريغرم هذه المخالفة بـ 50 دينارا أو محكمة قد تقضي بحبس المستهتر بالسجن من شهر إلى 3 أشهر مع حجز السيارة وسحب الإجازة لفترة لا تزيد على الشهرين وهذا العقوبات غير رادعة لوقف ذلك الاستهتار والخطر القاتل في الطرقات.
وتمنى السريع تغليظ العقوبات المرورية على المستهترين بالطرقات العامة والذين يعرضون أرواح الناس للخطر ويتطاولون على رجال الشرطة بما في ذلك سحب إجازة القيادة نهائيا ومصادرة السيارة كما يحدث في عدد من الدول الخليجية.
وبين ان قانونا جديدا للمرور قدم الى مجلس الامة منذ أربع سنوات ولم يتم تفعيله حتى الآن متمنيا بضرورة الإسراع في إقراره، لافتا إلى أن موقع عريفجان الذي خصص للتقحيص ليس كافيا ولذا لابد من توفير عدة أماكن أخرى.


احذروا هذه النهاية





323 حالة وفيات حوادث المرور في 2020... ومليون ونصف المليون دينار مخالفات

أظهرت احصائية وزارة الداخلية أن قطاع المرور حرر مخالفات بقيمة قدرها مليون و446 الف دينار في النصف الاول من العام الماضي، فيما بلغ عدد الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية 323 في عام 2021 و 352 حالة وفاة في عام 2020.
وأسفرت الحملات التي نفذت على مدار أسبوع من يوم الأحد الموافق 13-3 حتى يوم السبت الموافق 19-3-2022 عن تسجيل 1359 مخالفة مرورية متنوعة وحجز 4 مركبات في كراج الحجز وإحالة 19 حادثا مروريا، فيما بلغت العمليات الأمنية التي نفذت 345 عملية.


كبت نفسي... وإهمال تربوي

قال الخبير في علم النفس الاجتماعي د.أحمد سلامة إن المجتمع الكويتي بطبعه يحافظ على القوانين والانفلات الذي يمارسه البعض موجود في كافة المجتمعات وبالنسبة للاستهتار بقيادة السيارات يجب التصدي له بقوة حماية لأرواح البشر خصوصا مع تزايد الظاهرة مؤخرا.
واضاف سلامة أن الشاب الذي يمارس هذه الهواية يعاني من كبت نفسي لذا يفرغ طاقاته في التقحيص والاستهتار بالقيادة مشيرا الى إهمال الأهل أو الترفيه والدلع الزائد وعدم مراقبة سلوكيات الأبناء الذي يدفع ببعضهم نحو مخالفة القانون وعدم اتباع الارشادات المرورية.


الواسطة تلجم العقوبة

ذكر اكثر ممن التقت بهم "السياسة" ان الواسطة وتبويس الذقون ذات أثر سلبي وهي تلجم العقوبات الرادعة التي تشكل عبرة لمن لم تنله يد القانون بعد وطالبوا بأداء قوي ورادع من الجهات المعنية للقضاء على مثل هذه التصرفات التي تهدد حياة المواطنين ومرتادي الطريق وتشكل ازعاجا يوميا يعاني منه الجميع
آخر الأخبار