الدولية
شبح الحرب بين روسيا وأوكرانيا يخيِّم على شبه جزيرة القرم
الاثنين 26 نوفمبر 2018
5
السياسة
موسكو، عواصم - وكالات: في أسوأ أزمة منذ سنوات تهدد بنشوب نزاع مسلح في شبه جزيرة القرم، وجهت روسيا تحذيرا شديدا أمس، إلى أوكرانيا المجاورة، بعدما احتجزت العديد من السفن البحرية الأوكرانية بالقرب من منطقة القرم المتنازع عليها. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان، إن روسيا "سوف تكبح بحزم أي محاولة للاعتداء على سيادتها وأمنها"، متهمة "سياسة كييف التي تتبعها بالتنسيق مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي" بأنها تسعى "لإثارة خلاف مع روسيا"، ومحذرة من "عواقب وخيمة". وتشهد العلاقات بين أوكرانيا وروسيا توترا على خلفية رفض خفر السواحل الروسي عبور سفن تابعة للبحرية الأوكرانية في مضيق كيرتش قبالة شبه جزيرة القرم، واصطدامه بإحدى السفن الأوكرانية واحتجازه ثلاث منها، ما أسفر عن إصابة عدة أشخاص.واعلن الرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو فرض الأحكام العرفية في البلاد خلال الستين يوما المقبلة، على خلفية النزاع مع روسيا في بحر آزوف، حسبما ذكر المكتب الرئاسي في كييف.واحتجزت روسيا سفينتين حربيتين مصفحتين وسفينة جر أول من أمس بعد اتهامها بدخول المياه الروسية بشكل غير شرعي قبالة ساحل القرم في بحر آزوف. ووضع الجيش في حالة تأهب وأثار الحادث مخاوف من اتساع التصعيد العسكري، فيما كان من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة أمس، كما دعا حلف شمال الاطلسي إلى لقاء طارئ لبحث الحادث. واقترح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن برلين وباريس يمكن أن تقوما بجهود وساطة. وقال إنه بمناسبة اجتماع مقرر منذ فترة مع روسيا وأوكرانيا الاثنين في برلين، ستعمل فرنسا وألمانيا "معا وعند الحاجة كوسيطين من أجل تجنب تحول هذا النزاع إلى أزمة خطيرة".واتهم حلفاء اوكرانيا الغربيون روسيا باستخدام القوة دون مبرر، فيما دعت كييف شركاءها إلى فرض مزيد من العقوبات على موسكو. وقال وزير الخارجية الاوكراني بافلو كليمكين للصحافيين في كييف "هذه أعمال عدائية مخططة من قبل الاتحاد الروسي ضد أوكرانيا. سنطالب (في مجلس الأمن) بالإفراج الفوري عن بحارتنا وتحرير سفننا، مشيرا إلى أن محادثات تجري مع الاتحاد الأوروبي وغيره حول فرض مزيد من العقوبات على روسيا.وأصرت موسكو أن اللوم يقع على كييف. وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوفن أن "الجانب الروسي تصرّف بشكل يتطابق تماماً مع القوانين، القانون الدولي والقانون الداخلي في آن معاً"، مشيراً إلى أن الأمر يتعلق بـانتهاك سفن حربية أجنبية المياه الإقليمية لروسيا الاتحادية".واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جهته أوكرانيا بانتهاك القانون الدولي عبر "أساليب خطيرة شكلت تهديدات ومخاطر على حركة عبور السفن الطبيعية في هذا الممر البحري" معتبراً الأمر "استفزازاً صريحاً". واندلعت الأزمة عندما كانت السفن الأوكرانية تمر في مضيق كيرتش المؤدي إلى بحر آزوف من البحر الأسود، والذي تستخدمه اوكرانيا وروسيا. وقالت اوكرانيا أن سفينة تابعة لحرس الحدود الروسي صدمت سفينة جر اوكرانية وبعد ذلك اطلقت النار على السفن وشلت حركتها. واضافت أن مضيق كيرتش أغلق بناقلة نفط وأن طائرات الجيش الروسي كانت تحلق فوق البحر. وأكد جهاز "اف اس بي" الأمني الروسي المشرف على قوات الحدود، أن النيران أطلقت وأن السفن احتجزت، متهما السفن الأوكرانية بـ"انتهاك الحدود الروسية". وقالت أوكرانيا إن ستة من بحارتها أصيبوا وإن إصابة اثنين منهما خطيرة. بينما قال جهاز "اف اس بي" أن ثلاثة فقط أصيبوا بجروح غير خطيرة وتلقوا علاجاً طبياً. وتعتبر هذه المواجهة تطورا خطيرا في النزاع الطويل بين اوكرانيا وروسيا والمتمردين المدعومين من موسكو في شرق اوكرانيا. وقتل نحو 10 آلاف شخص في القتال. وكتب رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك على تويتر "أدين استخدام روسيا للقوة في بحر آزوف"، مضيفاً أن "السلطات الروسية يجب أن تعيد البحارة والسفن الأوكرانية والامتناع عن أي استفزاز جديد". وعبّر سفراء فرنسا وبريطانيا والسويد وبولندا وهولندا الذين يقومون بجولة في الصين في بيان مشترك عن "مخاوفهم من تصاعد التوتر الأخير في بحر آزوف ومضيق كيرتش"، وحثوا روسيا على إطلاق سراح البحّارة الأوكرانيين المعتقلين وإعادة السفن المحتجزة. وأكّدت فرنسا أنّها لا ترى "مبرراً ظاهراً في استخدام روسيا القوة" ضد السفن الأوكرانية. واتهم وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت روسيا بانتهاك القانون الدولي.