في كل دول العالم تتم المعاملات إلكترونيا، إلا بالمرور والهجرة عندنا، إذ لابد من المرور على "شبرات الطباعة" سيئة الذكر لندفع لهم بالتي هي أحسن قبل الولوج إلى الإدارة، وياليت المبلغ يعادل العمل، فهو يطبع حرفين على نموذج الدولة ليقبض ديناراً ويصور المعاملة بمئة فلس،وغالباً يكون الرد : لايوجد صرف لتتنازل بمحض إرادتك عن ربع الدينار!! هذا طبعاً خلاف الزحمة والوقوف بطابور طويل خلف مندوبي الشركات وغيرهم من الأشقاء الوافدين، لدرجة أنك لاتخرج من ذلك المعتقل،أو شبرة الطباعة لافرق، إلا وأنت تحمل جميع أنواع الأمراض وأقلها الزكام، فهل يصدق أحد أنه في عصر ثورة التكنولوجيا لايوجد حل يغني عن شبرة الطباعة ؟ أم أن هناك متنفذاً يستثمر تلك الشبرات، ومن مصلحته أن يستمر الوضع على ماهو عليه لدرجة جعلتنا نصدق أنه لايمكن الاستغناء عن تلك الشبرات المنتشرة حول مراكز الخدمة وإدارات الجوازات والمرور، مع العلم أن كل مايقوم به "مسلخ شبرات الطباعة"يمكن أن يقوم به موظف الكمبيوتر إذا وجد الموظف الشامل،وليكن ذلك مقابل رسم تتقاضاه الدولة ولا يتقاضاه أصحاب المسلخ، فقد اتضح بما لايقبل الشك أن وجود هذه الشبرات لمصلحة أفراد وليس للصالح العام،وأن هناك مستفيداً من الزحمة على الطباعة،فهل يقبل عاقل أن تباع علينا نماذج الأوراق الحكومية التي بالأساس توزع مجانا بدينار، وأي خطأ بالطباعة يتحمله صاحب العلاقة ما يجعل المواطن يشعر بالغبن، فلا شيء هنا يتفق مع العقل نهائياً،إلاّ إذا كانوا إلى الآن يفكرون بعقلية القرن الماضي،ويبحثون عن زيادة في التعقيد، فلا تستبعد أن يطلب منك الموظف الرسمي مراجعة شبرة الطباعة من جديد لتغيير النموذج، لسبب أو آخر، مع العلم أن كمبيوتر الموظف يستطيع بكبسة زر طباعة نموذج جديد حسب ماهو مطلوب من دون مراجعة تلك الشبرة التعيسة التي أصبحت فرضاً علينا،فمن الصعب جداً على المواطن أن يجبر على مراجعة مكان لايقتنع به أو يعرف أنه يمكن الاستغناء عن تلك المراجعة،ورغم ذلك يقف بالطابور خلف كل من هب ودب مجبراً لابطلا !!كل حكومات العالم تتجه إلى تبسيط الإجراءات للتخفيف على المواطن،والتخفيف أيضاً على الطرق ومنع الزحمة،حتى أن بعض البلدان الخليجية خصصت سيارات فان متنقلة تتجول بين المناطق يستطيع المواطن من خلالها إنهاء معاملاته،والبعض الآخر اعتمد التراسل إلكترونياً من خلال رقم سري خاص بالمواطن يمكن من خلاله إنهاء جميع الإجراءات، ونحن مازلنا تحت رحمة أصحاب شبرات الطباعة وموظفيهم الذين لايجيدون العمل على الآلة الكاتبة،بل مازالوا يعتمدون التهجئة بالطباعة حرف خلف حرف والمواطن يقف بالدور، فهل تلتفت الجهات المسؤولة لتلك الشبرات التعيسة فتريحنا منها وتسهل علينا الإجراءات ؟..زين
طلال السعيد