"شتي يا بيروت" دراما واقعية عن تهريب البشر وقضايا الثأر والانتقام

يلتقي الفنان السوري عابد فهد كوكبة من نجوم الدراما في مسلسل "شتي يا بيروت"، من تأليف وسيناريو وحوار بلال شحادات وإخراج إيلي سمعان، ويعرض من الأحد إلى الخميس على "شاهد VIP".
يرصد العمل قضايا التهريب بكل أشكاله وعوالمه الخفية إلى الثأر والانتقام بين الأخوة، كما يطرح قضايا اجتماعية ووجدانية أخرى.
يصف الفنان عابد فهد "شتي يا بيروت" بأنه "عمل من رحم المجتمع، ودراما غنية بالأحداث، وهو بمثابة دعوة للنقاء كالمطر عندما يغسل الهموم والنفوس"، مضيفاً: جميعنا نعيش أزمة اجتماعية اقتصادية بكل معنى الكلمة، والعمل يعكس الواقع، فمعظم الشخصيات ضحايا، حتى المجرم نجد أنه ضحية المجتمع الذي لا يحتويه ويرفضه. وشخصية "عبدالله" ليست استثناءً إذ يلهث وراء نفسه لينقذ عائلته، فتراه يخرج من حفرة ليقع في أخرى.
ويستطرد فهد: تفاجئ الحياة "عبدالله" بأمور لم يكن يتوقعها، سواءً من خلال علاقته بحبيبته التي ضحى من أجلها وانتظرته بدورها طويلاً كي تتزوّجه، وصولاً إلى العازة للمال والطمع الذي يعمي القلوب والبصيرة ويجعل الواعي جاهلاً.
يتطرّق عابد إلى علاقة "عبدالله" بشقيقه "عبدالقادر" الذي يلعب دوره إيهاب شعبان، معتبراً أن العداوة بينهما هي فخ وقع فيه الأخير، مشيداً بتعاونه المتجدّد مع الكاتب بلال شحادات وتعامله مع المخرج إيلي سمعان.
من جهتها، أثنت الفنانة اللبنانية إلسا زغيب على أهمية المنصات لإيصال الدراما المتميزة إلى المشاهدين، مشيدةً بمكانة "شاهد" في العالم العربي، وتوضح أنها تؤدي دور "أماني"، امرأة مظلومة جداً في حياتها وتعيش مآسي عدة، فهي سائقة تاكسي توصل عبدالله (عابد فهد) في يومٍ من الأيام، وتنشأ بينهما علاقة تتطور لاحقاً حين تساعده في موضوع يتعلّق بابنه.
وتستطرد إلسا: "أماني شخصية نظيفة وبعيدة عن الأعمال المشبوهة التي تدور في الخفاء كالتهريب والاتجار بالبشر وغيرهما، لكنها تجد نفسها في أحداث لم تتوقعها".
وأعربت إلسا، عن سعادتها للعمل مع عابد فهد، لا سيما في نص كتبه بلال شحادات، وتحت إدارة المخرج إيلي سمعان للمرة الأولى.
بدوره وصف الفنان فادي أبي سمرا، شخصية "وليد" التي يقدمها بـ"أنها واقعية إذ غالباً ما نجدها تواجه المشاكل والمصاعب الاقتصادية، فوليد لديه طرقه الخاصة في العمل وحلّ المشكلات، وهو يصارع جاهداً في معترك الحياة كي يأخذ رزقه ويحفظ وجوده".
يعتبر أبي سمرا أن النص "يحاكي مواضيع نعيشها في الواقع في لبنان وسورية وغيرهما" على حدّ وصفه. ويضيف: "تتناول الأحداث أزمات ومشاكل الناس في البلدين، وهي مشاكل قد نجدها في بلدانٍ عربية أخرى، وأحببت طريقة المعالجة الدرامية للنص، وكيفية التطرّق لمثل تلك القضايا الحساسة والشيقة وتسليط الضوء عليها كالتهريب، عَبّارات البحر، والصراعات العائلية القائمة على الثأر وغيرها".
ويختم أبي سمرا: يجمعني مع عابد فهد في العمل رحلة مشتركة حيث تتقاطع الظروف بين "وليد وعبدالله"، فكلاهما يكافح للبقاء ويساعدان بعضهما بعضهاً، فهما في نهاية المطاف صديقان رغم الشقاق.
يؤكد بلال شحادات، أن كتابة العمل استغرقت سنة كاملة، ويضيف: حكايتنا معقّدة وقد تناقشت مع المخرج بكل مشهد تقريباً لنصل إلى الصيغة النهائية. والعمل يعالج موضوعاً إنسانياً شائكاً هو تهريب البشر وغيـر البشر عبر الحدود اللبنانية السورية، كما يسلّط الضوء كذلك على عوالم قذرة كالدعارة وغيرها إلى جانب قضايا اجتماعية وجدانية على غرار فقـدان الأعـزّاء والانتـقـام والسعي إلى الثـأر بين الأخوة وأولاد العم.
يعتبر شحادات أن الحكاية مبينة على 4 أبطال هم عابد فهد، إيهاب شعبان، زينة مكي، وإلسا زغيب. ويضيف: "نور وأماني أختان تضطران للعمل في أي مهنةٍ كانت لتوفير العلاج لأبيهما. أما عبدالله وعبدالقادر فيعيشان تحت رحمة الثأر، فأحدهما هارب من الثأر والآخر يلاحقه هذا الثأر"، إن جاز التعبير.
ويختم شحادات مشدداً على جهود المخرج إيلي سمعان الذي كان موجوداً في تفاصيل معظم المشاهد، كما يشيد بجهود فريق الإنتاج المؤلف من فراس العمري ولمى الصباح، معتبراً أنه راضٍ تماماً عن الصيغة النهائية للعمل.
ويعرب إيلي سمعان، عن إعجابه بالمواضيع الواقعية والحساسة والإنسانية التي يطرحها العمل، كتجّار الموت، وتهريب البشر من سورية إلى لبنان ثم إلى أوروبا، ويضيف: كل مسلسل له لغته الخاصة وفي "شتي يا بيروت" سنجد إضاءة مختلفة، وكذلك حركة كاميرا مختلفة ودائمة وغير مريحة لأنها تعبّر عن عدم راحة الشخصيات، إذ أركّز دائماً على الممثل في جميع الأعمال التي أقدّمها.
يتطرّق سمعان إلى محاور الحبكة، قائلاً: "جميعنا ندفع ثمن أخطاء الماضي.. كل الشخصيات تمرّ بمشاكل وإحباط، لكن رسالة العمل هي الدعوة لغسل وتنظيف تلك المشاكل والإحباطات الناتجة عنها".
يضم "شتي يا بيروت"، كوكبة من الممثلين منهم عابد فهد، إلسا زغيب، رامز الأسود، فادي أبي سمرا، إيهاب شعبان، زينة مكي، عبدو شاهين، لين غرة، جيري غزال، إيناس زريق، حسين مقدم، بمشاركة فايز قزق، أمانة والي، فادي ابراهيم، عمر ميقاتي، جناح فاخوري، إسكندر عزيز، علي سكر، ديما بياعة وآخرين، من تأليف بلال شحادات وإخراج إيلي سمعان.