الجمعة 04 أكتوبر 2024
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

شدّوا الرحال!

Time
الاثنين 27 مايو 2019
View
5
السياسة
طلال السعيد

في الحديث الصحيح عن الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) قال: "لا تشد الرحال إلا الى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى"، وبموجب هذا الحديث فإن رسول الهدى (صلى الله عليه وسلم) نهى عن شد الرحال لغير المساجد الثلاثة لما لها من فضل على بقية المساجد، واقلها المسجد الأقصى الصلاة فيه عن خمسمئة صلاة، لذلك تشد لها الرحال.
المؤسف حقا أن الرحال عندنا اصبحت تشد الى مسجد الدولة بتشجيع من وزارة "الأوقاف"، وكأن الصلاة في هذا المسجد أفضل وأكثر أجراً من الصلاة في غيره من مساجد الكويت، أو هكذا يحاولون الإيحاء به، بالتلميح وليس بالتصريح، والمؤسف حقا أن هناك من يسير في الركاب، ويشد رحاله من مختلف مناطق الكويت الى مسجد الدولة طمعا بمزيد من الأجر والثواب!
في سنوات مضت فتنوا الناس بطفل لم يبلغ الحلم، جعلوه يؤم المصلين في المسجد الكبير، وسلطوا عليه الضوء الكاشف، فتهافتت الناس على المسجد الكبير للصلاة معه، او خلفه، وظنوا انهم حققوا بذلك نصرا عظيما للإسلام، أو زادوا عدد المهتدين، أو ردوا الضالين عن ضلالهم، وكل هذا لم يحدث، فقد كانت فتنة ثم كفانا الله شرها وانتهت!
شعروا بفداحة الذنب بعدها، الا انهم لا يزالون يسيرون على الخط نفسه متصورين أن هذا طريق هداية الناس، أو أن هذا دور "الأوقاف"، مع العلم أن محاربة البدع ورد الناس لما كان عليه السلف الصالح من اهم واجبات "الأوقاف".
قد يقول قائل إن الرحال تشد لطلب العلم لأي مكان، خارج او داخل الكويت، ونحن نوافق هذا الرأي ونسانده بكل قوة، لكن ما هو العلم الذي يستفيده طالب العلم من صلاة القيام أو التهجد بالمسجد الكبير، والموضوع كله لا يتعدى قراءات بأصوات مختلفة، قد يكون بعضها جميل يجتذب المصلين ويشعرهم بالخشوع، وهم يتابعون، لكن هذا لا يستحق شد الرحال ففي الحديث الشريف: "رب اشعث أغبر مدفوع بالابواب لو اقسم على الله لابرّه"، ولم يقل صاحب صوت جميل في التلاوة تسلط عليه الاضواء في مسجد كبير تنقل صلاته على الهواء مباشرة، فيهرولوا لها على غير هدى تاركين مساجدهم التي اعتادوا الصلاة فيها، ولا ينصرفون منها حتى ينصرف الامام، فيكتب لهم قيام ليلة.
المؤسف حقاً أن أكثر الأئمة اصبحوا يتطلعون للصلاة بالناس في المسجد الكبير للتميز، وتلك فتنة اخرى كفانا الله شرها، والله وحده هو الذي يعلم القبول، فربما تقبل الله عز وجل من جميع المصلين في مسجد صغير في قرية نائية، يصلي فيهم إمام يقرأ آية ويتعثر بالأخرى، لكنه تطوع ليصلي القيام بأهل قريته بنيّة صافية لو جه الله عز وجل، ولم يتقبل من الآخرين، فهل من عاقل راشد ينبه الإخوة في "الأوقاف" ليقفوا عند حد معين، ويبتعدون عن المساهمة في افتتان الناس بمسجد معين، او امام معين، هربا من البدع التي يعلمون انها ضلالة وكل ضلالة في النار... زين
آخر الأخبار