طلال السعيدنحن الشعب المغلوب على أمره، أو قل السواد الأعظم من الكويتيين، لا نعرف ما يدور في الوزارات، الا اذا اضطررنا الى مراجعة وزارة ما، او من خلال ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا في ادارات العمل التي يعتبر فيها موظف تقدير الاحتياج ملكا، وغالبا ما يكون طباعا وافدا!
هذا الموظف بالذات بيده الحل والربط، بل وينفع اكثر من مدير الادارة، او حتى الوكيل، فهو الذي يقدر لك احتياجك من العمالة، وان لم يكن صاحب ذمة وضمير مثل الطباع الذي القي القبض عليه اخيرا الذي زوَّر تقدير الاحتياج مقابل رشوة مالية، بعد ضبطه من المباحث، اثر بلاغ قدم ضده، وسوف يتم استدعاء اصحاب المعاملات المشبوهة للتحقيق معهم، وسوف تتكشف حقائق جديدة!ليس من المعقول ان يكون هذا الطباع غير مسنود من مسؤول في الادارة نفسها، وليس من المعقول ايضا ان تكون هذه المرة الاولى التي ضبط على اثرها، فستجده متمرسا بهذا العمل منذ تعيينه، وسوف يتضح انه "يأكل ويطعم" ايضا، فالمبلغ اكبر من جيب طباع وافد، وللعلم التلاعب ليس قصرا على ادارة دون الثانية، فكل الإدارات مسرحا لجرائم رشوة، يتفنن فيها الاشقاء الوافدون، الا من رحم ربي منهم، وعلى من قبل بهم ووظفهم في هذا المكان أن يتحمل مسؤوليتهم، فطوابير الكويتيين طالبي التوظيف طويلة جدا، لكنهم يبحثون عن وافد يأكل يطعم، مثلهم مثل التربية مع متعهدي الدروس الخصوصية، مرورا بالمستشارين اصحاب الكروش اياهم، التي لا تكاد تخلو وزارة منهم، فقد عرف عن سعادة المستشار تسهيل الامور وهذا مايبحثون عنه!رغم الاستياء العام في الكويت كلها، وحديث الناس في كل مكان عن سيطرة الموظفين الوافدين على مفاصل الدولة، الاّ ان هناك أصرارا غريبا على بقاء الوضع على ما هو عليه، وكأن البلد لا يستطيع الاعتماد على المخلصين من ابنائه، مع الاسف الشديد، ولو افترضنا ان هذا الطباع كويتي الجنسية فهل يجرؤ المندوب سيئ الذكر على رشوته؟ لكن لايزال البحث جاريا عن الذي يأكل الفتات ويطعمهم اللقمة الكبيرة...زين.