طلال السعيدشركات الاتصالات المتنقلة الثلاث كلها تبيع لنا الهواء، من دون استثناء، فهي تتسابق على العروض المغرية التي ما ان يدخلها الزبون الا ولا يعرف كيف يخرج منها، وكلها تعمل على سنترالات الدولة. ليس هذا موضوعنا، فالناس تأتي الى تلك الشركات برغبتها من دون اجبار، وكل يتحمل نتيجة اختياره، أما موضوعنا فهو تبرعات شركات الاتصال!هناك مبنى كبير ضمن "منطقة الصباح الطبية" يحمل اسم شركة "زين" مشكورة، لكن ماذا عن شركات الاتصال الاخرى، ولماذا ليس لها تبرع يراه الناس؟اليوم الكويت بحاجة ماسة الى مستشفى متخصص ومتطور للاطراف الاصطناعية، مثل بقية الدول.فقبل الغزو وانتشار الالغام كان مركز الاطراف الاصطناعية الكويتي يعتبر الاول في المنطقة ثم اصابه التخلف والجمود، بل خرج من دائرة اهتمام الجهات المختصة حتى لا يكاد يؤدي واجبه او يلبي الطلبات المتزايدة على الاطراف الاصطناعية، بالاضافة الى عدم توفر المواد الاولية التي تصنع منها الاجهزة، وهي مواد خاصة، بالاضافة الى بعض الجلود، فقد اصبحت تتأخر الطلبات، وتمتد المواعيد الى اشهر، فالقسم يعمل بكامل طاقته، الا ان الضغط عليه كبير.
ناهيك عن ضيق المكان وقلة الفنيين اذ رغم الحاجة الماسة اليه، الا انه لا يزال قسما ملحقا بمستشفى الطب الطبيعي، وليس له اطباء متفرغون له، مع الاسف الشديد. الدعوة الان الى شركتي الاتصالات التي لم يسبق لها التبرع، وليس لها انجاز على الارض، ان تتفق بينها على انشاء مبنى متكامل للاطراف الاصطناعية، يكون منفصلا وله ادارته الخاصة به، ويقوم على تطوير العمل، ويعود الى الريادة من جديد!نحن نعلم ان يوم الحكومة بسنة كاملة، ونعلم ايضا ان تطوير مركز الاطراف الاصطناعية ليس من اولوياتها، بل ولم يفكروا فيه، لذلك اتجهنا الى شركات الاتصال التي هي اسرع باتخاذ القرار، كذلك فعقودها مع الدولة تلزمها المشاركة في اعمال تنمية المجتمع، وليس هناك أكثر حاجة من حاجة الدولة الى مستشفى خاص ومتخصص بالأطراف الاصطناعية، فلا زلنا نعاني من تداعيات الحرب وألغام العراق التي زرعها في كل مكان، لا تزال تنفجر بين حين وآخر!وهناك من المتخصصين الكويتيين الذي تقاعدوا من هذا القسم حين كان في أوج عظمته على استعداد تام للعمل حتى من دون مقابل لتطوير العمل في مركز الاطراف الاصطناعية، بعد ان يكون له مبنى خاص، مثل الدكتور محمد العنزي وصحبه الكرام، الذين قام على اكتافهم القسم، فإلى متى التهاون والانتظار؟ سؤال برسم شركات الاتصال ووزارة الصحة...زين.
[email protected]