الثلاثاء 16 ديسمبر 2025
13°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

شريف عبد الصمد: نعيش العصر الذهبي للإنترنت وليس الرواية

Time
الأربعاء 22 يوليو 2020
السياسة
القاهرة- آية ياسر:


شريف عبد الصمد صاحب مخيلة خصبة وثقافة واسعة الإطلاع، لديه شغف خاص بالأدب الروسي، مولع بالقاص والكاتب المسرحي الشهير أنطون تشيخوف، استطاع جذب الأنظار إليه بقوة في الأوساط الثقافية المصرية والعربية، أشاد به القراء ونقاد الأدب بعد صدور روايته الثالثة تشيخوف والسيدة صاحبة الشيواوا" التي كانت ضمن الكتب الأكثر مبيعاً بمعرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2020، زاد من شهرة الرواية وكاتبها وصولها إلى القائمة القصيرة لجائزة "ساويرس" الثقافية،بدورة عام 2019 / 2020.
حول أعماله الأدبية وروايته الجديدة اجرت"السياسة"، هذا الحوار مع الروائي الشاب شريف عبد الصمد:

كيف تلقيت وصول روايتك" تشيخوف والسيدة صاحبة الشيواوا" للقائمة القصيرة بجائزة "ساويرس" الثقافية؟
تملكتني سعادة كبيرة فور علمي بذلك، فقبل الإعلان عن الخبر كان يوجد عدد قليل ممن قرأوا الرواية، لكن بعد الإعلان عن القائمة القصيرة شعرت أن الجائزة وضعت الرواية على الخريطة الأدبية في مصر.
ما الذي دفعك لاختيار الأديب الروسي أنطون تشيخوف ليكون بطل الرواية؟
في الواقع، كانت بدايتي مع الكتابة مع أنطون تشيخوف؛ ففي صيف عام 2006، بينما كنت أقضي إجازة الصيف مع أهلي في مدينة بورسعيد كنت عاكفا على قراءة قصص تشيخوف، بعدما انتهيت من القراءة، انتابني شعور بالرغبة في الكتابة، كتبت في ذلك الوقت قصصاً قصيرة مثلما كان يفعل تشيخوف، كانت تلك بدايتي مع الكتابة في المطلق، فيما بعد تعمقت أكثر في عالمه وشخصيته.
ماذا اكتشفت في شخصيته؟
أردت بكتابتي الرواية أن نرى الدنيا من منظور عينيه تماماً كما قرأناها في قصصه، اكتشفت أنه كان شخصا فريدا جدًا، رغم ذلك كان فقيرًا للغاية، لما ذاعت شهرته الأدبية ساعد الكثير من الناس، أسس مكتبة للقرية التي نبع منها، عالج الفلاحين البسطاء كطبيب بشري من دون مقابل تقريبًا، كانت له مغامرات عاطفية كثيرة مع النساء، رغم شهرته كان متواضعاً جدًا، طبعًا في نهايته كان مريضاً ومات بمرض السل، في الرابعة والأربعين.
هل يمكن اعتبار الرواية "سيرة متخيلة" له؟
في الحقيقة تضمنت الرواية معلومات كثيرة عنه، لكنها تبقى سيرة خيالية، سبق أن قرأت أكثر من سيرة كتبت عنه، كتبها غوركي،بونين، ومؤرخ فرنساوي، كما نشرت خطاباته، وآراء الكُتاب فيه.
كيف كانت آراء كتاب الغرب فيه؟
يوجد كتاب لباحث ألماني كنت قرأته، أرى أنه نجح في أن يتوصل إلى كتابة سيرة جيوغرافية له، أوضح أين كان يعيش وفي أي سنة، ما الأحداث المهمة التي مر بها، لكن تشيخوف نفسه رفض أن يكتب سيرة ذاتية له، ربما لأنه لم يكن يقدر نفسه حقها ولم يضع نفسه نداً لكتاب كبار آخرين.
كيف يراه أدباء مصر؟
عندما كان على قيد الحياة، لم يكن القراء خارج روسيا يعتبرونه كاتباً جادًا، لأنه في بدايته الأدبية كان يكتب قصصاً مضحكة للحصول على المال، لهذا تشكلت لدي البعض هذه الفكرة عنه، لكنه على النقيض، اكتسب في روسيا شهرة واسعة جدًا، بسبب مسرحياته، رغم أن أول عرض مسرحي له ناله الفشل.

صاحبة الكلب
من قصدت بالسيدة صاحبة الشيواوا؟
"السيدة صاحبة الكلب" كانت أول قصة قرأتها لتشيخوف، أكثر قصة أحببتها، قصة واقعية جدًا، فيها جمل كثيرة تدعو القارئ للتأمل، أظن أنها من أفضل القصص القصيرة على الإطلاق؛ كتبت باختصار مذهل مقارنة مع القصص في عصرها، مزجت فيها التراجيديا بالكوميديا بشكل غير مسبوق.
كيف قارنت بين الحركة الثقافية في مصر وروسيا في الرواية؟
كان تشيخوف يكتب خطابات كثيرة جدًا لأهله وأصدقائه، تمكنت بعد قراءة تلك الخطابات، من معرفة آراءه عن الحركة الثقافية الروسية في عصره، في روايتي كانت مصر أيضاً تمر بمجموعة من التغيرات والتحولات السياسية المهمة بعد الاحتلال الانكليزي وضرب الحركة الوطنية التي تزعمها أحمد عرابي، بالتزامن مع فترة زيارة تشيخوف لمصر، بينما كانت فترة نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، مهمة جدًا حيث بدأ وقتها الحراك في روسيا الذي أدى إلى قيام الثورة الروسية.
هل زار مصر بالفعل؟
نعم، كان يحب السفر كثيرًا، زار مصر، كما كتب عن جمال منظر جبل سيناء.
ما الأزمات الدرامية والمفارقات التي مر بها تشيخوف خلال إقامته في مدينة بورسعيد في أوج الاحتلال الانكليزي لمصر؟
بينما كنت أقرأ خطاباته إلى أهله وأصدقائه، اكتشفت في أحداها أنه بالفعل كان ينوي زيارة مدينة بورسعيد، اكتشفت بعد عام من كتابتي للرواية التي تخيلت فيها زيارته إلى بورسعيد، التي اخترتها أيضاً لتكون مكاناً للرواية، فبدايتي معه كانت أيضاً في هذه المدينة نفسها، لأنه كان يعاني من المرض فنصحه الأطباء بالسفر لأماكن أكثر دفئاً خارج موسكو التي تتصف بجوها البارد؛ ففكرت في أنه يمكن أن يزور مدينة بورسعيد لقضاء فترة نقاهة من مرضه قبل موته.
كيف رصدت التباين بين مواقفه والظرف السياسي والاجتماعي السائد في ذلك الوقت؟
في الواقع إنه لم يكن شخصًا سياسيا أو معني بأمور السياسة؛ نادرًا ما تبنى مواقف سياسية معينة، لكن في خطاباته أعلن عن تضامنه مع تظاهرات الطلاب في روسيا في ذلك الوقت، كما كان متضامناً مع الضابط اليهودي درايفوس الذي تعرض للسجن في روسيا بسبب التمييز الديني.
هل كان ليبرالي النزعة؟
بالطبع كان ليبرالي ويؤمن بقضايا إنسانية كثيرة، في روايتي يتعرض هو للاحتكاك بالطلاب المصريين والمثقفين وبالحراك السياسي الذي تخيلته سائداً في ذلك الوقت بين السراي و الخديوي والاحتلال والحراك الوطني في مصر.

خطورة الاكتئاب
كيف عالجت مرض الاكتئاب المزمن في رواية "شيء من الماضي"؟
أرى أن مرض الاكتئاب شيء خطير، كثيرون جدًا يعانون منه، لكن قليل هم من يكتبون عنه، ويسلطون الضوء عليه، أعتقد أن كل منا يعاني من الاكتئاب في حياته بطريقته الخاصة، أردت أن أبين في الرواية كم من صراع مع الذات لدى مريض الاكتئاب.
لماذا يبدو أبطال هذه الرواية كأنهم ملاحقون من قبل مخاوفهم وماضيهم؟
أعتقد أننا كلنا في الحقيقة ملاحقون من قبل الخوف وماضينا بطريقة أو بأخرى، فكل منا يعاني من شيء ما يحاول أن يتخطاه، قد يكون ألما يعاني منه ويحاول أن ينساه، لا يوجد أحد من بني أدم تكون الحياة بالنسبة إليه سهلة وخالية من أي معاناة؛ فكل منا يعيش في الوعي واللاوعي، الماضي والحاضر، النفس والذات...إلى أخره.
ما القضايا التي تطرقت إليها في روايتك "ظمأ الليل"؟
تدور حول فرقة موسيقية مثل فرقتي، وسط البلد أو "كاريوكي"، حاولت التطرق إلى الموسيقى وقضاياها، كيفية عيش حياة العازفين، مدى صعوبة أن يتفرغوا للموسيقى، تلك الأماكن التي يعزفون فيها ألحانهم ويغنون أغانيهم، مثل، البارات وساقية الصاوي، كل فصل في الرواية كان مخصصاً لعازف من الفرقة الخيالية، عندما كنت أكتبها حاورت موسيقيين كثر من ساحة الموسيقى المستقلة.
ما أقرب عمل إلى قلبك؟
أعمالي الثلاثة قريبة من قلبي بالطبع، لكن أول رواية تنشر للكاتب تكون غالية على قلبه، "تشيخوف والسيدة صاحبة الشيواوا" رحلة دامت اربع سنوات قضيتها في صحبة تشيخوف، كما أحببت"ظمأ الليل" لأنني أحب الموسيقى كثيراً، كما أحب من الفرق، فرقة وسط البلد وأيضا فرقة الدور الأول، وغيرها من الفرق الموسيقية.
عصر الـ"نيتفلكس"
هل نعيش العصر الذهبي للرواية؟
لا أظن ذلك، أعتقد أننا في العصر الذهبي لشبكة "نيتفليكس" وغيرها من القنوات، لكن دائماً يوجد قراء يعشقون القراءة، لأنها الأصل، في العادة فإن أي شخص يرغب في التحرر من الواقع والابتعاد عنه لبعض الوقت لابد أن يقرأ كتابا، يشاهد فيلما سينمائيا، يتابع مسلسلا جيدا، ليحلم معه، لكن القراءة نعيش معها الأحداث بشكل أقوى من الأفلام.
كيف ترى المشهد الثقافي المصري وأوضاع الأدباء الشباب؟
في الحقيقة أثق في وجود الكثير من الكتاب الموهوبين في مصر، دائماً أحب أن يرشح لي الآخرون أعمالاً أدبية جيدة لقراءتها.
هل من عمل أدبي جديد؟
نعم، انتهيت اخيراً من كتابة روايتي الرابعة، أحداثها تقع بين مصر واسبانيا وألمانيا وأفريقيا، أعتقد أنه يمكن اعتبارها إلى حد ما رواية بوليسية.



غلاف "ظمأ الليل"


غلاف "شيء من الماضي"


غلاف "تشيخوف والسيدة صاحبة الشيواوا"

آخر الأخبار