منوعات
شعراء تغنوا بحب الكويت: بلادي هواها في لساني وفي دمي
الأربعاء 20 فبراير 2019
5
السياسة
أقام مركز "فصحى" للاستشارات اللغوية أمسية عنوانها "بلادي هواها في لساني وفي دمي"،على مسرح الدكتورة سعاد الصباح في رابطة الأدباء الكويتيين، احتفاء بأعياد الكويت الوطنية، بالتعاون مع "أكاديمية قلم" وبيت الشعر الكويتي في رابطة الأدباء، أحياها الشعراء الدكتور سعد بن ثقل العجمي وفالح بن طفلة ونادي حافظ وسالم الرميضي، وأدارها الأديب الدكتور محمد الكنز.استهلت الامسية بآيات من الذكر الحكيم للقارئ الدكتور موسى علي، ثم ألقت الدكتورة آمال العواد مديرة مركز "فصحى "كلمة أشادت فيها بجهود المكز في رعاية العربية وأبنائها، والخدمات التي يقدمها للنهوض بالأجيال في مجال اللغة العربية.وبدأت الأمسية بقصائد الشاعر فالح بن طفلة:إنَّ الكويت لجنَّةٌ نحيا بها في أرضها لا تولد الأحقادُ مهما اختلفنا لا يدوم خلافنا فبحُبَّها تتوافق الأضدادُ كلُّ الطوائفِ في ذراها أخوةٌ قد ضمَّهم عهدٌ مضى وودادُ تبقى الكويت لهم على طول المدى أُمًّا ومن في ظِلَّها أولادُ هي للقلوبِ سعادةٌ لا تنتهي فيها الهموم المشجيات تُبادُ وجاءت قصيدة "ذكرى" كي تؤكد حضوره الشعري، وقدرته على التعبير عن مشاعره ورؤاه بقدر كبير من الصدق، يقول:لستُ أنسى منكِ ارتجافةَ شوقٍ كارتجاف العروس أولَ ليْلَهْ حينما كنتِ تجلسينَ جواريوخيالي في الحُسْنِ أطلقَ خيْلَهْ لحظةٌ أثبتتْ هواكِ بقلبيلا تخافي من بعد ذلكَ ميْلَهْ يا ابنةَ البدو إنْ دَهتْنا الليالي بـوداعٍ والبنُّ فارقَ هيْـلَهْسوف تبقى ذكراكِ ملءَ فؤادي واشتياقي لن يمنعَ البُعْدُ سيْلَهْ وقال في قصيدة "ما وراء الياء": لا تبحثـي فالتيـه في أسمائي إني اختبأتُوراء حـرف الياءِ أغرقت في بحر الغــواةِ مراكبي لما رأيتُ جزيــرة استصفائي وغرستُفي رمل الجزيرة أحرفي ووقفتُ أرقبُ ثـورة الصحراءِوبدت الرؤية الشعرية متأصلة في نفس الشاعر، خصوصاً تلك الومضات التي يمكن من خلالها استشراف الجمال في أشكاله وألوانه المختلفة، يقول قصيدة "خاتمة الدواهي": إذا ما قلتُ فيكِ جديد شعري فواريهِ بلا لفت انتباهِ ولا تتغنجي منهُ دلالاً وأنتِ أمام مرآة التباهي ستعرف طعم شعري أخرياتٌ تذوقنَ القصائد من شفاهي يُفتّشنَ القصائدَ في ارتيابٍ ويُرعبنَ الحروف بالاكتناهِ ويرمينَ القلوب بلا دليلٍ وهنّ من الغوافل والسواهي وأنشد حافظ قصائده تلك التي تبدى فيها الفعل الإنساني متناسقاً مع ما يحمله من جمال، واقتراب من المعاني الشعرية في تجلياتها المختلفة كي يلقي لوحاته الشعرية، يقول في واحدة منها تحت عنوان "عزف": اعزف لها... غنِّ يا صاعدا لحني رتّل لها ألقا من مُحكمِ الفنِّ،لا شيء يعنيها فهي التي تعني. وفي لوحة "فن بحري"، يرسم الشاعر بالكلمات صوراً تتحرك في اتجاهات متنوعة، ليقول: فلترفعوا الإيقاع أكثرَ حيثما يعلو أطيرْ إنّني من "نَهْمةٍ" هامتْ وتاهتْ في الأثيرْ روحي تجلّت في مراتبهاوطارتْ بينما جسدي أسيرْ ثم يعرج إلى لوحة أخرى أعطى لها عنوان "حداء": أيا بلدي هُنا أنشدتُ أغنيتي بملء الروح والكبدِ هنا مالتْ على كتفيسماءٌ أدْركتْ بددي وحيد رغم أن الريحلم تقدرْ على عددي وغنّى الشاعر لـ"عيد الحب"، ولكنه غناء يختلف عما نسمعه، فهو مزيج بين الفرح والحزن،الأمل واليأس، إلا أنه يجسد مراحل إنسانية مختلفة، يقول: أنا يا بنتُ من ذهبٍ، فؤادي بماء الشِّعرِ عمّدتُ الجهاتِ، ولي وطنانِ: غضُّ تحت جلدي وآخرُ من دموعِ العانساتِ، أنا في الحب كالنحات، قلبي أرى وجه الحبيبة في الحصاة.وكما عودنا الرميضي، في تقديم قصائد تحمل في معانيها ومفرداتها الدهشة، فقد قرأ بعضاً مما لديه من قصائد في سياق هذه الرؤى، التي يتبعها الشاعر في تقديم قصائده، ليقول في قصيدة "رسائل إلى أنا": تريث قليلاً، توقف قليلاً تعبت من السير للا مدى إلى أين تمضي؟ وتلك الطريق إلى أين تفضي؟ أتملك علماً يقيناً بدربك ضللَّ أم كان درب الهدى؟ تمهل قليلا وقف واترك النفس بين يديك، تعرَّف عليك، وسائل جنابك: ماذا لديك؟ قصيـــــدة "أنثى المطر" تضمنت الكثير من المشاعر التي جاءت في أنساق رمزية متنوعة، وفي صور خياليـــــــة، تعبر عن موهبة الشاعر، يقول: أنثى كأهداب الزهـــــــــر همساتها وقع المطر، كلماتها عزف الوتر، لفتاتها عطر الصبا، إن فوق روض الورد مر.وفـــــي نهايـــــــة الأمسيـــــــة وُزِّعت الدروع التكريمية، حيث قدمت للشعراء المشاركين في الأمسية، وإلى الكنـز ممثِّلًا لمركز فصحى، ونيابة عن الدكتورة آمال برّاك العوّاد. وبدر الياقوت ممثِّلًا لأكاديمية قلم.