شعليك يا مواطن الماء المفلتر ببلاش!

قال الشايب: "حدثني مايس الأعطاب ابو قد مدولبي، الاستاذ فليت بن قنه بان أحد ربعه مفارقه الحلى، لا شكل ولا منطق! تخاوى مع ربعه لزيارة احد المرضى، ومن دخلوا عليه استلمه أسئلة متنوعة ومفاجئة، انت وش تونس (تشتكي) العاصمة؟ يوم انه علمه بمرضه قال له: مرضك هذا صاب عمي الله يرحمه، ومن هالساعة هذي اعلنها لك صريحة، وبدون زعل بانك لا تنسى تكتب وصيتك، وتطلب العفو والرحمة من الله!
عقب الزيارة عاتبوه ربعه، وهم يقولون له: انت وراء لسانك متبرئ منك؟
ما أطولها عليكم، قول طول، بيوم من الايام تسحب اهل الديوانية، واحدا ورا الاخر لزيارة مريض ثاني، حس فيهم وركب معاهم السيارة! قالوا له: حنا فداء ذا اللحية، أنك تخرس خالص يا زول، ما نبيك تقول اي كلمه عند المريض، ولك عشوه دسمه!
وعدهم بالتزام الصمت، وعدم النطق ببنس برطم، وفعلا أوفا بكلامه! وعند انتهاء الزيارة وقف قبال الباب يناظره ويناظر المريض ثم قال: متهيأ لي ان باب الغرفة صغير، وعلى ما اعتقد صعب انهم يطلعون النعش منه!
وسالفة حبيبنا اللي سكت دهرا ونطق كفرا، للاسف، تنطبق على حكومتنا الموقرة، الناس لها كم سنة بشهورها وأيامها ولياليها ناطرين خبر الزيادات، والبديل الستراتيجي، واسقاط الديون! وهي ساكته ما چن الموضوع يهمها، ما غير تسرب اخبار لفلان ولفلنتان، تجس نبض المواطن (تفرغت لك يا ساكن القلب لحالك) اللي جاله لين عظام، وفلات فوت من العوزه!
ويوم انها تكلمت بلسان أحد الوزراء (ما من خير) طالبت باستعجال القيمة المضافة والانتقائية (ما دري شنهو)؟ والدين العام، واللي قبل العام!
وكان ختامها مسكاً وعنبراً سعيداً بتصريح لمدير البلدية اللي أمهل المواطن سنه كاملة لترخيص مظلة سيارته، والا يشيلها من عروقها!
وقبل لا اختم راح أزف لكم بشرى قدمتها وزارة التجارة للمواطن (تستاهل اهم شي راحتك) بإلزام المطاعم والمقاهي بتقديم الماء المفلتر ببلاش، وسلامتك يا مواطن من العين والحسد".
المتمولس: "يقول أحد الحكماء إذا تبي ترتاح بهالدنيا؟ خلك انسان ما منك فايده"!
وفي هذه الأثناء رفع على مسامعنا الشيخ زغلول أذان الظهر.

كاتب كويتي

محمد خلف الشمري

‏[email protected]