الأخيرة
شماتة الأعداء
الثلاثاء 04 فبراير 2020
5
السياسة
طلال السعيداستعاذ الحبيب المصطفى(صلى الله عليه وسلم) من شماتة الأعداء، لما لها من تأثير سلبي على نفسية المرء سواء كان مذنبا أم غير مذنب، فشماتة الأعداء أشد إيلاما من وقع الحكم نفسه على المرء، وبخاصة ذلك الذي كان يتبوأ في يوم من الأيام منصباً مهماً، أو له مكانة في المجتمع، والناس تتسابق لكسب وده ورضاه وخدمته ان لم يكن حباً في شخصه فطمعاً بمنصبه، ثم تصدر ضده الأحكام بالسجن أواعادة مبالغ تم الاستيلاء عليها من دون وجه حق، عندها تتحرك الناس ضده بين شامت ومتشف، ولا يترددون بإظهار فرحهم بمصيبته، وكان بينهم وبينه عداء قديم، مع العلم ان هذا الشامت لوسنحت له الفرصة نفسها لأكل الأخضر واليابس، ولم يتردد عن ذلك. نحن لسنا في ذلك المجتمع الفاضل الذي تسوده الفضيلة، فما زلنا نؤمن بمقولة "من صادها عشاها عياله" وما زلنا نقول عن المسؤول النظيف الذي خرج من الوظيفة صفر اليدين أنه غبي لم يستفد من وظيفته، ونقول عن المسؤول الحرامي انه ذكي، عرف كيف يستفيد من وظيفته ويكون ثروة.وما زلنا نمجد الواقف، ونطبل له ونحن في الواقع نحسده، وما ان يقع الا وتحول الحسد الى شماتة، مع الأسف الشديد، فتآكل مجتمعنا من الداخل. لماذا لانترك العدل يأخذ مجراه، وإذا كنا نريد الإصلاح فلنتوقف عن ترديد كل مانسمعه حتى ان كانت القضية قضية رأي عام تهم الجميع كما حصل في ضيافة الداخلية، كأنما الناس تنتظر الإشارة لتشمت، وليس لتصلح، فلنترك الخلق للخالق، بعيدا عن الشماتة التي تعوذ منها الحبيب المصطفى، وليعمل كل منا على تحصين نفسه ضد المال الحرام، واستغلال المنصب، ولنأخذ الدروس والعبر مما نراه يجري أمامنا كل يوم ...زين.