تعرضت للشائعات وأثارت الجدل بعد عودتها للأضواءالقاهرة - أمل زيادة:بريق الشهرة والأضواء رئة يتنفس بها الفنانون، لذا يضحون بالكثير، بل يقاتلون من أجل البقاء في هذه الدائرة، حيث المال وحب الجمهور وتهافت علية القوم عليهم، وعندما يقرر البعض، خصوصا الفنانات، الابتعاد والتضحية بكل هذا، سواء بسبب ارتداء الحجاب أو الاحتجاب طواعية أو رغما عنهن، فلابد أن تكون هناك قصة تستحق أن تروى، لذلك تفتح "السياسة" ملف "فنانات بين الحجاب والاحتجاب"، عن بعض من ضحين بالأضواء والشهرة لأسباب عدة، حتى إن عادت بعضهن.
* رؤية في المنام وراء اعتزالها الفن... ولم تقدم سوى 20 عملا تمثيلا وانتاجا* كانت سببا في اعتزال بعض الفنانات بجلسات دينية دائمة تعقدها في بيتها* التقت محمود ياسين في أول أفلامها فجمع الحب والزواج بينهما حتى الآن* نفت أن جهات خارجية منحتها الملايين حتى تترك الفن بلا رجعةتعد أشهر فنانة من اللاتي اعتزلن وارتدين الحجاب فيما يتعلق بالشائعات التي تثار حولها، لكونها مثيرة للجدل منذ أعلنت احتجابها وحتى بعد عودتها للأضواء، رغم أن حياتها الفنية لم تكن بهذا القدر من الإثارة والاهتمام، فكل رصيدها الفني 16 فيلما بعضها من انتاجها علاوة على 4 مسلسلات تلفزيونية، لدرجة أن الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم هاجمها وبعضا من المحتجبات مثلها واتهمهن بأنهن يتاجرن بالحجاب ويتقاضين الملايين من ورائه، فهي لم تكتف بالاعتزال والحجاب فقط، بل كانت تعقد جلسات دينية أعلنت من خلالها فنانات أخريات اعتزالهن الفن وارتدائهن الحجاب، كما كشفت ذلك الراقصة سحر حمدي في أحد البرامج بأنها من أول جلسة حضرتها في بيتها قررت الاعتزال وارتداء الحجاب، كذلك قامت بتقديم برنامج ديني، ورغم ذلك أثارت ضجة كبيرة بعد أن ظهرت من دون حجاب، مما وضعها في دائرة الجدل وكيف لها بعد أن كانت تدعو للحجاب أن تتخلى عنه. إنها الفنانة شهيرة، أو عائشة محمد أحمد حمدي، التي ولدت في الأول من فبراير 1949، أحبت الفن منذ طفولتها ما دفعها لأن تلتحق بمعهد الفنون المسرحية، لتبدأ رحلة الاحتراف في عالم الفن، حيث شاركت في بعض الأفلام، بدأتها عام 1971 بفيلم "حكاية الأصل والصورة" الجزء الثالث من ثلاثية "صور ممنوعة"، الذي شاركت فيه محمود ياسين ومحمود المليجي البطولة، من إخراج مدكور ثابت، وفي هذا الفيلم التقت لأول مرة بالفنان محمود ياسين، ونشأت بينهما قصة حب، انتهت بالخطوبة قبل الانتهاء من تصوير الفيلم، ثم الزواج بعدها بعدة شهور، وظلت لمدة ثلاث سنوات بعيدة عن العمل لانشغالها بحياتها الزوجية الجديدة، التي أسفرت بعد عام واحد عن انجابها ابنتها رانيا، لتعاود بعد ذلك رحلتها مع التمثيل، حيث شاركت في "أنا وابنتي والحب" عام 1974، لتتوالى أعمالها في السينما مثل" سؤال في الحب، شقة في وسط البلد، ضاع العمر ياولدي"، وتتوقف بسبب حملها للمرة الثانية وإنجابها عمرو في 13 مارس 1978، لتعود مجددا شقراء السبعينيات وهذا كان لقبها، حيث شاركت في العديد من الأفلام منها "عصر الحب، رحلة الشقاء والحب، الرجل الذي عطس، الجلسة سرية، القناص، وصمة عار، نواعم، عودة الهارب، ليل وخونة، خبطة العمر" وفي عام 1993 قدمت آخر افلامها "الحب بين قوسين"، الذي قامت ببطولته مع هشام عبدالحميد، لتعلن بعده الاعتزال وارتداء الحجاب. وكان بعض هذه الأفلام من انتاجها، حيث كانت قد قامت بتأسيس شركة للإنتاج السينمائي، وبجانب هذه الأفلام شاركت في أربعة أعمال تلفزيونية، هي "الكهف والوهم والحب، الزوجة آخر من يعلم، كائن اسمه المرأة، سنبل بعد المليون" علاوة على مسرحية "البهلوان" أمام الفنان حسن يوسف.سبب جوهريكان قرار الاعتزال وارتداء الحجاب سنة 1993 مفاجئا للكثيرين وأثار العديد من التكهنات حولها، فمن يقول بأنها اعتزلت، لأنها لم تحقق النجومية التي كانت تحلم بها، خصوصا أن هناك من جئن بعدها واستطعن تجاوزها، وهناك من ردد بأن وراء هذا الاعتزال المفاجئ جهات عربية خارجية تسعى لاحتجاب الفنانات وتمنحهن الملايين، لكنها كشفت فيما بعد أن الاعتزال وارتداء الحجاب جاء بعد مشوار قد لا يكون طويلا مقارنة بغيرها من الفنانات، وطوال هذا المشوار كانت تشعر بأنها مقصرة بحق أسرتها وربها، بسبب الفن الذي كان يستحوذ على كل وقتها وتفكيرها، كما أنها كانت طوال هذه الفترة من العمل بالتمثيل دائمة التفكير في الحياة وهل هي مستعدة للقاء الله إذا انتقلت إليه، لذا كان الاعتزال.كما كشفت شهيرة أيضا عن رؤية في منامها كانت سببا جوهريا وراء حجابها، حيث رأت كفاً معلقاً في الهواء وقد أمسك بالمصحف الشريف، وعندما ذهبت للمختصين بتفسير هذه الرؤيا، أشاروا عليها بضرورة قراءة القرآن باستمرار، فكان ذلك بداية حقيقية لتعمقها في قراءة التفاسير وكتب الحديث والسنة والفقه، مما جعلها تعتزل الفن وهي في أوج نشاطها الفني، وقبل أن يغيب عنها جمالها وشبابها، فقد كانت تجاوزت الأربعين بسنوات قليلة، وزادها تمسكا بالحجاب والاعتزال شعورها بالتقصير في العلاقة بينها وبين الله، فأرادت تعويض ما فاتها من العبادات، فقد كانت تفرط كثيرا فيها حتى الصلاة كانت تضطر لتأجيلها وتفويتها بسبب عملها أمام الكاميرا، الأمر الذي كان يشكل عبئا على كاهلها لم تستطع التعايش معه طويلا، لأنها لم تكن تشعر بالراحة، ودائماً يراودها الإحساس بأن شيئاً ما ينقصها، وهو ما وجدته بالبعد عن الأضواء والكاميرا كممثلة.ورغم الهجوم الذي تعرضت له إلا انها ظلت على موقفها ورأت راحتها واستقرارها في العزلة والتواري عن الأضواء وتكريس وقتها لعائلتها والعبادة، بل لم تكتف بما وصلت إليه من هدايتها لنفسها، فعملت على أن ينال هذا الخير الذي وصلت إليه غيرها من الفنانات، ففتحت بيتها لمجالس العلم والذكر، لذلك كانت سببا في ارتداء فنانات أخريات للحجاب واعتزال الفن مثل "سهير البابلي، سهير رمزي، سحر حمدي" وغيرهن. مع تزايد الهجوم عليها وأن الجلسات الدينية هدفها استقطاب الفنانات وإبعادهن عن الفن وارتداء الحجاب وانها تتقاضى عن ذلك أموالا طائلة، وهو ما نفته صراحة، حيث أكدت عدم صحة الشائعة التي تطارد الفنانات المعتزلات بأن وراء اعتزالهن شخصية ثرية عربية يقوم بدعم هذا التوجه مادياً، ودللت على ذلك بأن أسباب احتجاب الفنانات مختلفة، بل قالت بأنها شاهدت بعض الفنانات وهن يقمن ببيع المصوغات الذهبية كي يتمكن من الإنفاق على حياتهن في الظل.
"اللهم تقبل" بعد اعتزالها الفن بفترة طويلة، ارتدت ثوب الداعية الإسلامية من خلال الفضائيات، عندما أطلت في برنامج بقناة "إقرأ" بعنوان "اللهم تقبل"، وكان "التتر" الخاص به مفاجأة كبيرة أيضا، حيث كان بصوت الفنانة المعتزلة شادية، التي لم تكن تظهر وقتها وابتعدت بشكل كامل عن الأضواء، وفعلت ذلك مع صديقتها شهيرة كمباركة وتأييد وتشجيع لها على حسن الاختيار، خصوصا أن قناة "إقرأ " التي تطل منه بهذا البرنامج، كانت أهم قناة توعوية دينية إسلامية حينها.وعن تجربتها ذكرت أن تقديم برنامج ديني لا يقل أهمية عن دور العالم في معمله، خصوصا إذا كانت مقدمة البرنامج شخصية محبوبة ولها شعبية ومتابعون يثقون فيها وفي فكرها المعتدل، لذا رأت أنها تستطيع أداء رسالة من خلال هذه المنابر، وبسبب ذلك قبلت العرض الذي قدمه لها مالك "راديو وتلفزيون العرب" الشيخ صالح كامل، لتكون أول فنانة تقدم برنامجا دعويا، مما شجع زميلاتها من الفنانات المعتزلات على السير في نفس الطريق، حيث قدمن برامج دينية متنوعة ومختلفة. وحقق برنامجها شهرة كبيرة وحاز على إعجاب الجمهور ولفت الأنظار حتى في أوروبا، مما دفع القناة الثانية الفرنسية إلى أن تذهب إليها في بيتها وتسجل معها حديثا طويلا، كما سجلت معها قناة bbc باعتبارها فنانة أثرت بحديثها على الجاليات العربية في الخارج، وكثيرا ما كشفت أن هذا البرنامج كان سببا لهداية الكثيرات وكيف أنها تلقت اتصالا من سيدة تبكي وهي تقول "انت غيرتي حياتي".جدل دائمظلت شهيرة محتفظة بشكل الحجاب المحتشم لسنوات طويلة تجاوزت الخمس وعشرين عاماً، حيث كانت تغطي الرأس والرقبة والكفين، ولم يحرمها ذلك من الأناقة التي اعتادها الناس منها، لكنها لم تتخل عن مفاجأتها، حيث لاحظ الناس أنها في السنوات الاخيرة بدأت تخفف من غطاء الرأس، حيث ظهرت ذات مرة في إحدى المناسبات الاجتماعية وهي ترتدي قبعة فقط، مما تسبب في تعرضها لهجوم وطاردتها الشائعات، التي تؤكد انها نزعت الحجاب وتخلت عنه بدليل ظهورها بالـ "كاب" ورقبتها مكشوفة، أثار هذا الهجوم استياءها الشديد، فردت بأن هناك أموراً لابد أن نهتم بها أكثر، ولا يجب أن نختصر الالتزام بالدين في غطاء الرأس، لأن عورة المرأة المغلظة في جسمها، فلا تكشفه لغير محارمها، علاوة على أنها تعد نفسها من القواعد من النساء، أي لا حرج عليها إذا تخففت من الحجاب، لافتة إلى أنها ارتدت الحجاب عندما كانت في قمة شبابها ونجاحها الفني تقرباً من الله، حتى لا تثير الفتنة بجمالها، لكنها لم تعد كذلك، فقد مر على حجابها أكثر من 25 عاما، والمرأة عندما تكبر يمكن أن تتخفف في ملابسها، كما جاء في سورة النور عن القواعد من النساء، أي اللائي كبرن في السن، ولا يطمعن في الزواج والإنجاب فلا حرج عليهن أن يضعن ثيابهن بدون تبرج، طالما لا يقمن بكشف جزء من الجسد وخلافه، وبالتالي فقد أعطاها الله حق التخفف. مؤكدة أن الحجاب ليس له مواصفات محددة، والخلاف حوله لازال دائراً حتى الآن بين المفكرين، لكن هناك إجماع على الاحتشام، وهو ما تلتزم به.حجاب النفسثم ما لبثت أن ظهرت في أحد البرامج الفضائية وهي تضع غطاء للرأس في منتصف الشعر ويكشف نصف شعرها، فثار الرأي العام ضدها مرة أخرى واتهمها البعض بالاستهانة بالحجاب وقدسيته، وفي هذه المرة كان ردها بأن الحجاب الحقيقي يكمن في الأخلاق والاحتشام وأن الحجاب حجاب النفس والعقل والبعد والزهد عن مغريات الحياة الدنيا.ولم تقم الدنيا عليها إلا بسبب صورة تم تسريبها للصحافة تجمعها بالفنانة سهير رمزي وهما بلا حجاب، حيث كانتا في حفل خيري تابع لمستشفى أبو الريش، بعدها انتشرت الصورة عبر المواقع والصحف تؤكد أن الفنانتين تخلتا عن الحجاب، وحتى تهدأ هذه الثورة قامت بنشر تدوينة في "فيسبوك" جاء فيها "أعود لأتكلم عن الحجاب وليس الحجاب بالكامل، بل غطاء الرأس؛ لأن الحجاب ليس غطاء رأس فحسب، بل هو جزء منه والباقي جسد المرأة وسلوكياتها ومعاملاتها واحتفاظها بالحشمة والاحترام، من وجهة نظري وقناعاتي أرى أني مازلت محجبة، إلا من غطاء الرأس الذي يعتبره العامة ومن ليس له ثقافة دينية أنه هو الموضوع وبعد كده لا يهم".وأنهـــــت منشورها بأنها عندما وجدت أن الأزهر الشريف لفــــــت نظره هذه القضية، وعلق أخيرا في أكثر من برنامج، مؤكدا على أن المرأة فتنة في كل سن وليس عليهــــــــا أن تنزع غطاء الرأس تمامًا، لذلـــــك عــــادت لغطــــاء الرأس احتراما لرأي الأزهر الذي تضعه فوق رأسها، وللمصلحة العامة حتى تمنع الفتن نظرا لكون الكثيرات يتخذنها قدوة ولا يجب أن تخذلهــــــن، وبالفعـــــــــــل عادت لتغطية الرأس بالكامل.ورغم كل ما يثار حول الفنانة شهيرة إلا أنه لا خلاف على أنها ظلت طوال مسيرتها الفنية بعيدة عن أيه أدوار مبتذلة وأحاطتها وبيتها السمعة الطيبة، وقد يكون ذلك سببا في غيرة البعض منها، وهو ما أكدته شخصيا عندما ذكرت أنها تعرضت لمكيدة من إحدى الفنانات المنافسات حتى بعد اعتزالها الفن وارتدائها الحجاب، حيث قامت هذا الفنانة التي امتنعت عن ذكر اسمها باللجوء إلى السحرة وعمل سحر أسود لها، ترتب عليه إصابتها بمرض جلدي، لم تجد معه كل العلاجات الطبية سواء في مصـــــر أو خارجها، حتى استطاعت بحول الله وقدرته بالاستعانة ببعض المشايخ من فك هذا العمل وإبطاله، وكانت نتيجة ذلك أن الشفاء الكامل منه تحقق لها.ويبقى السؤال هل يمكن أن تعود شهيرة للفن مجددا، هذا السؤال طرح عليها مرارا وكانت إجابتها بأنها ليس لديها مانع من العودة إلى التمثيل إذا وجدت العمل الذي يجعلها تعود مرة أخرى للوقوف كممثلة أمام الأضواء محبذة أن يكون هذا العمل من تأليف ابنها عمرو محمود ياسين.


شهيرة مع زوجها قبل الاعتزال