شواطئنا تحت وضع اليد

أحمد عبدالعالي بوعباس

طالعتنا الصحف المحلية ووسائل التواصل الاجتمـاعي بخبر عن أن البلدية ستفتح شواطئ الكويت الجنوبية، وتزيل الحواجز المقامة من البعض لمنع الناس من ارتياد هذه الشواطئ.
إلى هنا والخبر مفرح وجميل جدا، ويبعث البهجة ويسر الخاطر، لكن ماذا عن شواطئنا التي امام المركز العلمي والـ"مارينا مول" اليـس مـن حـق المـواطـن ايضا الاستمتاع بها؟
هل يعلم صاحب القرار أن هذه الأماكن تغلق في وجه المواطنين، وبعضهم يفرض رسوما لارتيادها دون وجه حق، ويتم غلقه في وجه المواطن بشكل مستفز، وبوضع اليد دون أي مساءلة، وتحديدا المركز العلمي؟
منذ متى ضمت الأسكلة هناك إلى أملاك هذا المركز، وعلى أي أساس تم فرض رسوم خمسين دينارا للمشي فيها؟
أتمنى من السادة أعضاء مجلس الأمة متابعة هذا الموضوع ومساءلة المسؤولين عنه لأن ما يحدث هو استعراض عضلات على المواطن البسيط، وهذا مظهر من المظاهر السيئة التي عاهد الكل نفسه أن يصلحها وينهيها، وأن تكون ثروات الدولة وشواطئها وأراضيها مسخرة للمواطن، وليس من أجل مؤسسات أو شركات تفرض رسوما عليها من جيبه الذي لا نعلم متى سيتم الرأفة به، ولا تكون حكرا على فئة دون أخرى.
يا صاحب القرار نتمنى تكون لك وقفة مع هؤلاء الذين يظنون أنهم إذا تسلموا منصبا فكأنهم تولوا عرشا وأصبح احدهم السيد المطاع الذي يتلذذ بفرض سلطته، ولو كانت ليست سوى على شبر ارض، وينسى انه خادم للشعب من خلال مسؤوليته.
اتمنى أن يتأسى من لديه مشروع على شواطئ الكويت بإدارة "سوق شرق" فهي فعلا لديها إحساس وتحترم مشاعر الناس، وتفتح شواطئها ليلا ونهارا للتنفيس عن مرتاديها، وذلك لوعي الادارة الكامل أن هذا المكان في الأساس ملكية عامة، ولا يجوز التطاول وفرض السيطرة والقوة، وجباية الأموال من مرتاديه.
ومرة أخرى ادعو مجلس الأمة الى تعديل وإلغاء كل القوانين التي تسمح للكيانات الاعتبارية أو الشخصية بإغلاق شواطئ الكويت أمام المواطنين، أو تحصيل رسوم لا أخلاقية، ولا قانونية، ولا وطنية لارتيادها.
وأختم مقالتي بقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ".

كاتب كويتي