عدنان قاقون"الحمدلله، الحمدلله كل شيء تمام، مش عم اقدر روح على المكتب عم اشتغل من البيت الحمدلله".هذه العبارة التي لطالما رددها دوما ابوهادي عند كل اتصال به للاطمئنان على صحته، كانت عزيمة الصمود في اعماقه، وان بدا ان هذه العزيمة تضعف شيئا فشيئا امام سطوة المرض، الذي تمكن من النيل من جسد الزميل القدير شوكت الحكيم، لكنه لم ينل من قدرته على المواجهة حتى الرمق الاخير.شوكت الحكيم امتلك مَلكة القيادة المهنية، وحنكة الادارة فكان حكيم "السياسة"، لم يكن الراحل مجرد قيادي في مؤسسة اعلامية عريقة،انما هو واحد من صناع مجد الصحافة الكويتية.عرفته منذ ان كنت رئيسا للاخبار المحلية في"القبس" وكنت على تواصل مهني معه، وعندما بدأت الكتابة في السياسة توطدت العلاقة اكثر فاكثر.قلت له ذات يوم: تذكرني دائما بالراحل الكبير سهيل عبود الذي فارقنا في "القبس" عام 2011 ولم تزل نصائحه عالقة في الضمير والوجدان.سهيل عبود وشوكت الحكيم كلاهما من مدرسة الحكمة المهنية قادران على ايصال الرسالة المهنية بطريقة سلسة محببة مقنعة،وكلاهما من اصحاب نظرية " احزم بصمت لان الصوت العالي هو لاصحاب الحجة الاضعف".لم يعمل شوكت الحكيم يوما على قاعدة انه موظف، بل كان يؤمن باهمية وقدسية الرسالة التي ينقلها، آمن بان الانتماء موقف، والوطنية موقف، وتوج انتماءه بموقف ووصية هي ان يدفن في الارض التي احب واحبته اخلص لها واكرمته، فكان ان دفن في الكويت على عكس التوقعات بنقل جثمانه الى مسقط راسه في لبنان.خالص التعازي لاسرة الفقيد الكبير،ولاسرة "السياسة" العزيزة، فامثال شوكت الحكيم باقون وان رحلوا.وكم يكون التقدير مضاعفا لو اطلق على واحد من اقسام او صالات صحيفة "السياسة" العريقة اسم الراحل تخليدا لذكراه.محلل سياسي@adnankakoun
[email protected]