محمد النقيبالأمس القريب أفل نجم وارتحل وودع عالم الصحافة والاعلام الكويتي رجل جليل ونابغة افنى حياته في خدمة الصحافة، وما ذكره عنه عميد الصحافة الكويتية، رئيس دار "السياسة" شخصيا بانه كان الصديق الصادق له، وكان متفانيا كمدير تحرير "السياسة" الغراء، رحمه الله، واسبغ عليه شآبيب الرحمة والرضوان.فقد كان، رحمه الله، وبشهادة من عرفوه عن قرب، وتعاملوا معه بالاجماع ومن دون استثناء، ينعونه ويرثونه، وفي مقدمهم الاخ سعود السمكة صاحب العمود اليومي المرموق "قراءة بين السطور" بانه كان حكيما في اقواله، وافعاله، وقراراته، فلا اندفاع ولا تسرع، ولا تراجع، بل هدوء وروية واتزان في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، كان قويا في عمله لا يكل ولا يمل، حسن الخلق، جم التواضع.لقد عرفت المغفور له الاستاذ شوكت الحكيم منذ سنوات عدة صديقا وفيا مخلصا، فقد كنت كاتب عمود بين الفترة والاخرى في "السياسة" الغراء، لكن مع انشغالات الحياة والعمل قلت كتاباتي، ولم تنقطع علاقتي بهذا الرجل الفاضل في اخلاقه، العظيم في تعامله مع الجميع، بدءا من القراء والزملاء وصولا الى اطياف المجتمع الكويتي الذي عاش فيه، وعشق تراب الكويت كعشقه لوطنه لبنان الشقيق، فقد كان خير هدية لبنانية لشقيقتها الكويت، وكان قليل الحديث، لكنه متحفظ في ارائه، ولا يسيء ويبدي رأيه لك، ومن دون احراج.رحم الله المغفور له ووفق ادارة "السياسة" الغراء في اختيار من يشغل الفراغ الذي تركه بوفاته، وهذا ليس مستحيلا على قامات الجريدة الغراء، وعلى رأسها العميد الاخ احمد عبدالعزيز الجارالله، رئيس التحرير، وأخوه الفاضل نائب رئيس التحرير سليمان عبدالعزيز الجارالله، فهما بلا شك قامات وهامات في عالم الصحافة، ولهما الرؤية والفكر الثاقب المستنير في إدارة الجريدة الغراء لسد الفراغ.وهنا اذ انعي هذه القامة التي فقدتها الصحافة، الكويتية والعربية، كرائد ومعلم، واودعه بكثير من الحزن والاسى، لكن قضاء الله وقدره، ولا راد لمشيئته سبحانه وتعالى.وهنا لا أعزي اسرته الكريمة، واسرة دار "السياسة" ومحبيه، بل اعزي الاخوة الافاضل قراء "السياسة"، وانا ضمنهم برحيل أخونا شوكت الحكيم.ولا نقول الا ما يرضي الله (إنا لله وإنا إليه راجعون).
[email protected]