الاثنين 23 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
شيخ الهيبة
play icon
الأخيرة

شيخ الهيبة

Time
الثلاثاء 26 سبتمبر 2023
View
73
السياسة

زين وشين

نعى الديوان الاميري المغفور له، بإذن الله، الشيخ مبارك العبدالله الاحمد الصباح، رحمه الله.
رحل "شيخ الهيبة"، وراعي قصر نايف العامر، بإذن الله، بكل ما يحمل هذا اللقب الذي استحقه من مكانة عظيمة، تاريخية واجتماعية وامنية، في عقول وقلوب اهل الكويت، الذين يعرفون معرفة جيدة ما هو قصر نايف ومن هو صاحبه!
قصص بعضها دخلت التراث الكويتي الاصيل، تتناقلها الاجيال، ويرويها الآباء للابناء، فمن لا يعرف قصر نايف الشامخ شموخ دولة الكويت، وما جرى داخله وحوله من احداث، لا يمكن ان يهملها التاريخ، رغم انها لم تدوم، ولم يهتم احد بكتابتها.
ومن لم يسمع عن المرحوم عبدالله الاحمد الصباح، وبطولاته، وصولاته، وجولاته، ومن بعده نجله مبارك العبدالله الاحمد، الذي لا يزال قصر نايف عامرا بوجوده، حتى توفي غفر الله له.
"شيخ الهيبة" كان، ولا يزال المرجع المعتمد الذي ترجع اليه الاسرة الحاكمة الكريمة، في جميع شؤونها، وشؤون الحكم، وكان كذلك مرجعا للشعب الكويتي المخلص، الذي ما ان يصل اليه الفرد منهم الا وانتهت مشكلته، مهما كانت، حتى وهو خارج السلطة.
ولعل اهم ما يقال عنه رحمه الله انه "يعرف الناس"! وهذا كاميره على غيره، وجعل منه مرجعا مهما، فقد عرف عن الشيخ مبارك، رحمه الله، شدته وقوته بالحق، بالاضافة الى حرصه الشديد على أهل الكويت الذين يعرفهم كما يعرف اولاده!
فهو من القلة القليلة الذين يعرفون اهل الكويت معرفة جيدة، ويحرص على التواصل معهم، وسماع شكاواهم، وتسهيل امورهم.
إرث عظيم يتفق مع عظمة الحياة التي عاشها، قبل وبعد استقلال دولة الكويت، وتاريخ لم يدونه كتاب التاريخ، مع الاسف الشديد، لكنه محفوظ في قلوب الناس تتناقله السن الرواة، وتتحدث به الاجيال.
هذا الارث العظيم تركه الراحل الكبير خلفه، ورحل، نسأل الله ان يهيئ لهذا التراث الوطني المهم من يجمعه، ويهتم به، ويدونه خدمة للكويت، وخدمة للاجيال التي لم تعايش شيوخ الهيبة، الذين تشكل سيرهم، واعمالهم، وانجازاتهم جزءا مهما جدا من تاريخ بلدنا الغالية.
برحيل الشيخ مبارك العبدالله يختفي نجما اضاء سماء الكويت فترة من الزمن، كان فيها صمام الامان لهذه البلاد واهلها، فقد كان يعمل بعيدا عن الاضواء، عملا عظيما مضنيا غير معلن، الا ان اهل الكويت يعرفونه معرفة جيدة، في نهاية حياته اقعده المرض عن الجلوس في قصر نايف، ولم يتخل عن دوره الوطني.
عظم الله اجر الكويت، واهل الكويت، بهذا الراحل الكبير، والهم الجميع الصبر والسلوان، وتغمده بواسع رحمته… آمين.

طلال السعيد

آخر الأخبار