منوعات
شيخوخة العين... كابوس يهدد ملايين البشر
السبت 06 يونيو 2020
5
السياسة
* 80 % من مشكلاتها يمكن علاجها إذا تم التدخل في الوقت المناسب * فحص العين ضروري بعد الأربعين للاطمئنان على الشبكية* شاشات التلفزيون وضوء الهواتف النقالة تؤثر سلباً على العيون* السكري وضغط الدم المرتفع والسمنة تساهم في الإصابة * التغذية السليمة والرياضة تقويان المناعة وتقيان من المضاعفاتالقاهرة - نسرين قاسم:مع التقدم في السن تبدأ وظائف الجسم في الضعف تدريجيا، وتعتبر حاسة البصر أكثر الحواس تأثرا بعلامات السن.في هذا السياق، أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا كشفت فيه أن أكثر من ملياري شخص في العالم يعانون من مشاكل في الرؤية والإبصار، محذرة من خطورة الإهمال في التعامل مع مشكلات العين والمبادرة إلى التدخل العلاجي لاسيما أن 80 في المئة من مشكلات العين قابلة للعلاج.حول شيخوخة العين، وأسباب الإصابة، وكيفية الوقاية والعلاج، أكد عدد من الأطباء والمتخصصين في لقاءات مع"السياسة" أن اضطرابات البصر وشيخوخة العين تعد كابوسا يهدد ملايين البشر، مبينين أنها تحدث نتيجة تآكل مركز الابصار، والتهاب الشبكية الصباغي، وزفرة العين، وأنها إن لم تعالج في الوقت المناسب تؤدي إلى فقدان البصر، كما نصحوا بضرورة الفحص الدوري بعد سن الأربعين وتناول الأغذية التي تساعد في تقوية جهاز المناعة، وفيما يلي التفاصيل: بداية، أوضح الدكتور عمرو السمرة الأستاذ بمعهد بحوث العيون، أن الأسباب وراء اضطرابات البصر وشيخوخة العين متعددة منها أن يحدث تآكل لمركز الإبصار الشيخوخي وهو مرض يحدث مع التقدم في السن فيتأثر هذا المركز بشكل واضح مما يؤدي إلى ضعف الرؤية، خاصة أثناء القراءة، هناك أيضا التهاب الشبكية الصباغي الذي يصيب قاع العين نتيجة خلل جيني،يمكن أن يتطور ويفقد الشخص المصاب به الرؤية، وربما يتطلب الأمر زرع مشيمة في العين تجرى في الخارج بنسب نجاح ضئيلة. وأضاف يوجد كذلك ما يسمى بـ"زفرة العين" التي تعد مرضا خطيرا يصيب العين بسبب التعرض للحرارة الشديدة، ما يؤدي إلى تكون التهابات على سطح العين الخارجي في شكل ورم حميد، يحتاج العلاج إلى التدخل الجراحي، فإذا لم يتم الانتباه لها وعلاجها تؤدي الى فقدان النظر. وتابع كشفت الدراسات أن من الأسباب الرئيسية لاضطرابات البصر، عدم علاج الانكسار البصري اذ يتسبب عدم التعامل مع "مشاكل قصر النظر وبعد النظر والاستجماتزم"، ما يقرب من نسبة 43 المئة من أسباب مشاكل العين في الكبر وهو الحد الذي ربما لا يجدي معه علاج.وأشار إلى إن التعرض للضوء الزائد عن الحد وشاشات التلفزيون، التليفونات المحمولة، أجهزة الكمبيوتر، والألعاب الالكترونية تؤثر سلبيا على العيون، فمن يعملون بشكل مستمر على الأجهزة اللوحية والشاشات دون أن تطرف عيونهم، يلحق ضرراً كبيرا بالشبكية، لأن العين في حاجة مستمرة إلى راحة على فترات منتظمة لمدة 20 ثانية لكل 20 دقيقة. كما ينبغي فحص العيون والكشط الدوري بواسطة الاختصاصي، اذا لوحظ وجود احمرار بالعين، تراجع حدة الرؤية، وحدوث التهاب في العين، مع حدوث صداع متكرر، عندها يجب زيارة طبيب العيون، لإجراء الفحص، لافتا إلى أن بعض الأمراض التي تصيب العين مثل الجلوكوما تزيد من ضغط العين، دون ظهور أيةأعراض على المريض، لذا فإن أهمية الفحص تزيد إذا كان يوجد تاريخ عائلي يشير لاحتمال الإصابة. ناصحا بضرورة الفحص الدوري خاصة بعد سن الأربعين، لأن في هذه المرحلة العمرية تكون هناك حاجة و بشكل مستمر الى الاطمئنان على قاع العين والشبكية.إعتام العينمن جهته، أشار استاذ طب وجراحة العيون في جامعة عين شمس الدكتور محمد مغازي، إلى أن مشاكل إعتام عدسة العين، وقصر النظر وطوله،والمياه البيضاء، مشاكل يمكن علاجها نهائيا اذا تم التدخل الصحيح في الوقت المناسب، لافتا إلى أن حاسة البصر تعتبر أكثر الحواس تضررا بعد سن الأربعين، اذ تقل مرونة عدسة العين، وتتراجع قدرتها على التركيز، وتصبح الرؤية عند البعض أكثر صعوبة، وتنعدم أحيانا عند الآخرين، كما يعتبر إعتام العين أو الكاتاراكت في تلك المرحلة من بين أكثر الأمراض أو الأعراض انتشاراً، اذ تصاب عدسة العين البلورية داخل العين بالضبابية أو الغشاوة، ما يزيد من صعوبة الرؤية ويؤدي إلى عدم القدرة على التمييز بين الأشياء والألوان بسهولة، وقد يتطور الأمر إلى ضعف عام في البصر، يمكن علاجه بالجراحة حسب تشخيص الطبيب.وأوضح أن من أمراض العين أيضا الجلوكوما "المياه الزرقاء"، الذي يصيب العصب البصري عادة بعد سن الخمسين، مبينا أنه يمكن علاجه بعدة وسائل تخفف الضغط الداخلي للعين، من ثم انقاذ العصب البصري ليؤدي مهمته في نقل المعلومات والبيانات خلال رؤية الأجسام والأحجام التي تقع عليها العين،معرفة الالوان، الأبعاد، وتحويل ذلك إلى المخ لتتم عملية الرؤية، يزداد المرض صعوبة كلما تقدم الشخص في السن.جفاف العينإلى ذلك، قال الدكتور محمد رمضان، أستاذ طب العيون بكلية الطب جامعة بنها تعد الجلوكوما "المياه الزرقاء"، من أشهر أمراض العين المتعلقة بالشيخوخة، اذ تدمر العصب البصري، لذا يجب علاجها مبكرا لتلافي المشكلة ومضاعفاتها الخطيرة،اذ أن تأثيرها يضعف نظر المريض في جوانب العين فقط، ثم لا يلبث أن يصيب العين بكاملها ما يؤدي إلى العمى. كما أن مشكلة المياه البيضاء من أمراض التقدم في العمر، يعاني فيها المريض من وجود "غلوشة" وعدم وضوح في الرؤية، يمكن علاجها بسهولة مع الاهتمام والمتابعة مع الطبيب المختص. أيضا هناك مشكلة جفاف العين فهي من أبرز امراض العيون وأكثرها إصابة لكبار السن،فيها تقل أو ينعدم إفراز العين للدموع، لذا لابد من متابعة كبار السن مع الطبيب المختص، تخفيض مشاهدة التلفاز والتعامل مع الهواتف والحاسب الآلي. كذلك يعد انخفاض الرؤية من أهم أمراض الشيخوخة لأنه عندما تنخفض الرؤية،يشعر المريض بعدم القدرة علي قيادة السيارة خاصة أثناء الليل.فترة الشيخوخةبدوره، أكد استشاري الأمراض الباطنة والسكرالدكتور عبد الله ابو زيد، أن حماية العيون من مشكلاتها المتعددة في فترة الشيخوخة يستوجب التخلص من جميع أسبابها المباشرة أو التي تأتي من مضاعفات أمراض أخرى كالسكري الذي يعد واحدا من أهم الأسباب لضعف البصر، ربما يؤدي إلى العمى – لا قدر الله – فيجب على كبار السن المصابين بمرض السكر اتباع التعليمات والنصائح التي تحافظ على وصول الدم بشكل منتظم إلى العصب البصري. وأوصى بتناول المياه بكثرة للعمل على سيولة الدم، وتجنب ارتفاع لزوجته، الحفاظ على الحركة الدائمة بممارسة الرياضة، والمشىي للعمل على تدفق الدم باستمرار، وتناول الأسبرين، ما لم يوجد ما يحول دون تناوله من موانع طبية أو أمراض أخرى تتأثر بتناوله مثل الربو، لأن الأسبرين يعد من أهم المسيلات للدم، في هذه الحالة يجب أن يتم تناوله يوميا.وتابع: إن مرض السكر شائع بين كبار السن ويرتبط بالكثير من العادات الغذائية السيئة للمريض، والانفعالات غير الصحية للشخص السليم، فيسبب مضاعفات صحية لأعضاء الجسم المختلفة، خاصة العين على المدى الطويل ومع تقدم الإنسان في السن يكون تأثيره أكبر، فيحدث اعتلالا وإتلافا للأوعية الدموية الكبيرة والدقيقة الموجودة في شبكية العين، فيضعف النظر بشكل كبير، لذا يجب التدخل بشكل سريع لأن التأخير قد يؤدي لفقدان البصر تماما، داعيا لتجنب ارتفاع الضغط الذي يسبب حالة عصبية شديدة تؤدي الي مضاعفات كثيرة للجسم أبرزها التأثير السلبي علي العين الذي يؤدي أحيانا إلى فقدانه إذا لم يتم علاجه سريعا.جهاز المناعةفي السياق نفسه، أكدت خبيرة التغذية الدكتورة جيهان حلمي، أن التغذية السليمة وإتباع نظام غذائي مناسب لكل مرحلة عمرية من أهم الأسباب للحفاظ علي أعضاء الجسم وعملها بشكل سليم والوقاية من التعرض للأمراض، مشيرة إلى أن هناك أنواعا من الأغذية تساعد في تقوية جهاز المناعة للجسم، كما تساعد في المحافظة علي صحة العين وتقوية جهاز المناعة لها، وبخاصة الغنية بفيتامينى أ، سي، أوميغا 3، وفي الوقت نفسه، يجب تجنب النظام الغذائي غير الصحي، والسمنة، وزيادة الوزن، لأن كل ذلك يعجل بالإصابة بأمراض البصر في سن الشيخوخة، فقد توصلت دراسة نشرت في المجلة البريطانية لطب العيون، إلى وجود صلة بين اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة غير الصحية والضمورالبقعي المرتبط بالعمر.وأشارت إلى أن خبراء منظمة الصحة العالمية أكدوا أن أمراض العين لا تتطلب مراجعة أطباء العيون فقط، بل يجب كذلك الحذر من كثير من المضاعفات الصحية الأخرى التي تؤثر على العين بشكل غير مباشر والتي ترتبط بكثير من السلوكيات السيئة والعادات الغذائية غير سليمة والأمراض الجسدية الأخري مثل الضغط والسكري. وذكرت أن هناك بحثا نشرته المنظمة على صفحتها الرسمية على شبكة المعلومات الدولية، أكدت على مراعاة القواعد الصحية التي تساعد في المحافظة على البصر، في مقدمتها الامتناع عن التدخين، لأن النيكوتين يسبب اضرارا بالأوعية الدموية، ويعمل على تضييقها بعد ذلك، مما يتسبب في عدم حصول العين على التغذية اللازمة لها، بالتالى تسبب اعتلالا بشبكية العين، وخفض كمية الدم التي تصل إليها. لافتة إلى أن الخبراء طالبوا من يعانون من ضعف البصر، وبخاصة في الدول الفقيرة، بتناول مواد غذائية تساعد في المحافظة على حالة الأوعية الدموية بصورة جيدة، اذ يتم علاج مشاكل الجلوكوما والمياه البيضاء والزرقاء بطرق غير صحيحة.