الأولى
شيماء العيدي ... "ساموراي" كويتية تتحدى السرطان
الثلاثاء 28 أغسطس 2018
5
السياسة
رغم الجسد المنهك والمثقل بالمرض ... تبدو الكويتية شيماء العيدي قوية شامخة كجبل أشم، لا تهزه ريح ولا تنال منه عاديات الزمن، تواجه قدرها بصبر وثبات.تخرج شيماء ــ سفيرة العمل الإنساني ومؤسسة حملة "أنا أقدر" وموقع التبرع بالخلايا الجذعية للأطفال ــ عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتزرع الأمل في النفوس وتنثر النور، وتوزع الابتسامات وتبدد ظلمات الخوف من المرض "الخبيث". شيماء ـــ أستاذة اللغة الانكليزية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والخريجة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ــ نموذج إنساني فريد، شعلة من الأمل والتفاؤل في جسد منهك وصل إلى مرحلة متقدمة من مرض السرطان، عجز الطب عن مقاومته وإيجاد علاج له.تفاعلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية مع قصة كفاح المحاربة الكويتية شيماء العيدي بعد صراع عامين مع مرض السرطان انتهى بتقرير من مستشفى في أميركا يعتذر عن عدم استقبالها بسبب استفحال المرض ووصوله إلى مراحل متقدمة لا علاج لها.كعادتها، قابلت شيماء الخبر بابتسامتها المعهودة، وقالت لمحبيها عن ردة فعلها بعد رفض المستشفى علاجها: "للأمانة غصة مؤلمة بالنسبة لي لكنها لم تدم إلا دقائق معدودة ولا أبالغ في ذلك، لأنني تذكرت فائدة رائعة قرأتها في أحد كتب تفسير القرآن الكريم وهي حسن التوكل على جميل عطايا رب العالمين، فقلت في قرارة نفسي، لماذا أحزن والله يجدد اختباري ليرى مدى حبي له وصبري على ما أصابني" .وبخلاف السواد الأعظم من البشر ممن يواجهون المرض بالعبوس والتشاؤم تنظر شيماء للسرطان نظرة إجلال واحترام، فهو اختبارها من رب العالمين وكيف لها أن تواجه عطايا الله بالحزن واليأس فهي ترفض تشبيهه بالظلام، وتؤكد "الأمل موجود في قلبي ولا يموت لأنه مقترن عندي بالله، الأمل ما له نهاية، ويجب أن نعرف أن السرطان مرض ولا يقترن بالموت، لأن الموت على رؤوس العباد، والكل ملاقيه". لم تهتم بالمرض قدر اهتمامها بمشروعها ورسالتها الكبرى؛ إذ تسعى إلى بناء بنك الخلايا الجذعية للأطفال، وقالت: "تلقيت خبر رفض علاجي عن طريق الإيميل، ولكنني كالعادة تعاملت مع الخبر بطريقة إيجابية سكتت فترة ليس حزنا، ولكن لأنه كان عندي أمل بعد إتمام العلاج تكثيف نشاطي لبناء بنك للخلايا الجذعية في الكويت لأطفال السرطان حول العالم ، لذلك الصدمة كانت بسبب تأخر انجاز المشروع".قصة كفاح شيماء ضد المرض أثارت إعجاب الآلاف حول العالم، لا سيما بعد تدشينها حملة "أنا اقدر" التي تقوم خلالها بالترويح عن مرضى السرطان بنفحة من الأمل على حسابها في موقع "انستاغرام"، فهي تنقل من خلالها الجميع ـــ مرضى وأصحاء ـــ من رحلة الألم الى الأمل. أشعل اسم شيماء مواقع التواصل الاجتماعي وأصبح رديفا للتفاؤل، طاقة نور تبعث أشعتها للجميع القريب قبل البعيد، فهي وإن كانت الأخت الصغرى لثمانية أشقاء، إلا أنها أكثرهم تفاؤلا ونشاطا فهي بقدر الألم تعطي حبا ومودة للمحيطين بها فتقول عن أسرتها والمحيطين بها: "أسرتي حزينة، تتعامل مع مرضي بطريقة عاطفية، لأني آخر العنقود، أنا مثل الطفلة المدللة، ويشوفوني شعلة النشاط والأمل، وعندما أتعب جسدياً أواجه الأمر بابتسامة، فيحزنهم أمري ويبكيهم مرضي كثيراً، إلا أني أعطي الطاقة الإيجابية ليس فقط للناس، بل للجميع". وأكدت أن اليأس لا مكان له في حياتها فقالت في لقاءات متنوعة "اليأس بالنسبة لي ممنوع ولا مكان له، فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس أبدا".