صابر الرباعي أحيا أجمل أمسيات مهرجان قرطاج

لم تمنع درجة الحرارة المرتفعة في تونس، الآلاف من الجمهور عن الانتظار ساعات من أجل الظفر بمكان مناسب على مدارج مسرح قرطاج الأثري لمتابعة حفل الفنان التونسي صابر الرباعي، الذي أطل على الجمهور بعد أن امتلأ المدرج الأثري بهم، وغنى باقة من إنتاجاته التونسية والشرقية ملبيا كل المقترحات الغنائية التي طالب بها الجمهور.
يشار أن الرباعي، عاد إلى مهرجان قرطاج الدولي بعد غياب سنتين، وغنى ليل الثلاثاء بحفل مكتمل العدد، بعد أن نفدت كل التذاكر قبل 10 أيام من موعده وأبدع وأطرب في أجواء وصفها الحاضرون بالرائعة.
وقالت إحدى الحاضرات لموقع "سكاي نيوز عربية"" إن الرباعي "أبدع وأثبت أن النجاح في قرطاج لا يقتصر فقط على النجوم العرب والأجانب".
وعلقت أخرى بأن "الفنان التونسي الرباعي هو ملك الأغنية الرومانسية بلا منازع وقد خلق أجواء استثنائية بحضوره وصوته وتمكنه من المسرح، الذي يسمح له بالوقوف في عشرات الحفلات على قرطاج بنفس المستوى". فيما أكد أحد الحاضرين أن حفل الرباعي هو الأفضل إطلاقا في سهرات الدورة 56 لمهرجان قرطاج الدولي، وأضاف: "واكبت جل السهرات واعتبر سهرة الليلة استثناء وهي من أفضل السهرات التي مرت في تاريخ مهرجان قرطاج".
من جهته قال الفنان الرباعي في تصريحات إعلامية قبل صعوده خشبة المسرح: "هناك سر خاص بيني وبين جمهور قرطاج وعشرة عمر، وقد أعددت لحفلي جيدا استعدادا للقاء بهم، كما أنني أعتبر هذه الدعوة من المهرجان تكريما لي لاسيما أنها جاءت بعد عامين من الإقفال بسبب جائحة كورونا وتعطش الجمهور للمهرجانات والحفلات".
وأكد الرباعي: "تبقى سهرات قرطاج حفلات غير عادية في مسيرة كل فنان وهي ختام جولتي في مهرجانات تونس، وسأشد الرحال بعدها إلى مصر لإحياء حفلي في الساحل الشمالي".
وافتتح صابر الرباعي، حفله بكلمة شكر للجمهور الحاضر وأثنى على دعمه للإبداع وللفنان التونسي، ثم قدم صحبة فرقته بقيادة المايسترو قيس المليتي، باقة من أغنياته الناجحة خصوصا التونسية منها على غرار "تمنيت" و"دلولة" و"البنت العربية" و"أجمل نساء العالم" و"أتحدى العالم" و"عز الحبايب" و"مزيانة" و"مغيار" وغيرها.
تسلطن الفنان التونسي، على مدى أكثر من ساعتين في سهرة غنائية منوعة عادت بالحضور إلى نجاحات فترة التسعينات وأول الألفية وشملت الأغنيات التونسية القديمة للهادي الجويني وعلي الرياحي ومحمد الجموسي، التي نجح الرباعي في إعادتها.
كما غنى الرباعي، من آخر انتاجاته واستجاب لطلب الجمهور بأداء أغنيات شارات المسلسلات، التي نجحت بصوته مثل مسلسلي "صيد الريم" و"أولاد الغول" ولم ينس تقديم كوكتيل من التراث الموسيقي لمدينة صفاقس مسقط رأسه.
نجاح آخر شهده مهرجان قرطاج مع حفل الرباعي، بعد أن عاد البريق لسهراته هذه السنة ثأرا من سنوات الإغلاق بسبب جائحة "كورونا"، ولم يخلف التونسيون الموعد مع الطرب والفنون وأقبلوا بكثافة على مختلف السهرات، التي كانت تذاكرها تنفد قبل أيام واعتبرها الجمهور ملاذا للترويح عن نفسه بعيدا عن الضغوط الاقتصادية وتوتر المناخ السياسي. وما زالت أضواء مسرح قرطاج مضاءة حتى 20 أغسطس الجاري موعد سهرة ختام المهرجان مع الفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب، في إطار عام الثقافة التونسية المصرية 2022.