الثلاثاء 23 سبتمبر 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

صابون المسجد!

Time
الأحد 28 أبريل 2019
السياسة
طلال السعيد

قلنا، ونقول، ان مساجدنا انحرفت انحرافا شديدا عن دورها الأساس، فلم يعد للمسجد تأثيره الحقيقي على الناس مثل ما كان في السابق، حين كان الامام كويتيا والمؤذن كويتيا والجماعة يرتبطون بمساجدهم، وامام المسجد الكويتي يحل اصعب المشكلات، خصوصا العائلية، ويسعى بين الناس بالخير.
فقد كان الامام نموذجا يحتذى به، اما الامام اليوم فاما وافد منتم يروج لفكر الجماعة التي ينتمي لها، والتي يدين لها بالولاء بعد ان أحضرته للكويت، وأما اخر شكله الخارجي امام او مؤذن وداخله حرامي يجمع التبرعات لصالح نفسه، مثل الامام الذي ألقي القبض عليه، وفي حوزته ثلاثون الف دينار، جمعها من التبرعات والزكوات والصدقات، بصفته اماما في هذا المسجد، كي يوزعها على الفقراء والمحتاجين بمعرفته، بينما هو يحولها لبلده لشراء بيوت ومزارع له ولأولاده!
وفي تصوري ان هذا الامام الحرامي اقل خطرا من صاحب الفكر المنحرف الشاذ، الذي ينشر فكره بين الناس فيؤثر بالنشء، فالحرامي يمسك بالنهاية، لكن الفكر المتطرف حين ينتشر تصعب جدا محاربته ويصعب القضاء عليه!
استغرب من وزارة "الاوقاف" التي يفترض فيها انها تمثل الحكومة، وتتبنى فكرها، وتعتمد توجهاتها ورغم ذلك تترك الحبل على الغارب لمحتلي المساجد، من المنتمين والوافدين، الذين يشغلون وظيفة امام مسجد لنشر فكرهم في المساجد المحتلة، والتي آن اوان تحريرها، ودليل بساطة الناس وثقتهم بمن يطلق لحيته، ويصلي بالناس، هذه الأموال الطائلة التي وجدت عند هذا الامام الحرامي، هذا طبعا خلاف ما تم تحويله في السنوات الماضية، ولو لم يلق القبض عليه لاصبح مليونيرا على حساب الصدقات!
فهل تتعلم الوزارة الدرس من هذه الحادثة المؤلمة، وتنتبه لمساجدها المحتلة، التي تتجاذبها تيارات السلف و"الإخوان"، والمستقل من الأئمة يجمع التبرعات لصالح نفسه، ويحولها لبلده، إلا من رحم ربي منهم، واذا حصل واشتكى مواطن على امام مسجد بسبب بدعة ابتدعها، او اطالة في الصلاة بغير موجب، أو فكر منحرف يحاول الترويج له، فيحاول مسؤولو الوزارة ان يفهموا الشاكي ان لهذا الامام قدسية لا يسمح بالتطاول عليها، فقد منحته الإمامة حصانة تحميه من الشكاوى ضده، او هكذا هم يريدون، وفي النهاية خبر بالصفحة الاولى يقول انه جمع التبرعات لصالح نفسه، او انه استقبل الانتحاري لمساعدته بتفجير مسجد، او انه أسس تنظيم الدولة الإسلامية بالكويت، و"الاوقاف" يقتصر دورها على عد الصابون كم صابونة صرفت لهذا المسجد، او ذاك والله المستعان...زين.
آخر الأخبار