صاحب المثل

طلال السعيد

صح لسان صاحب هذا المثل الشعبي ولله دره القائل: "أبوي ما يقدر الاّ على امي"، وللناطقين بغير الكويتية، معناه ان والدي لا يكون قويا الاّ على والدتي فقط، ولهذا المثل تكملة في غاية الجمال: تقول والا عيال الناس لا!
تذكرت هذا المثل وانا ارى مخلفات الوافدين على شارع الخليج يوم الاحتفال بالكريسماس، وتذكرت شجاعة هيئة البيئة على المواطنين، تسارع بمخالفتهم على كل صغيرة وكبيرة، بينما عيال الناس يعيثون بالبلاد فسادا، ولا يوجد من يوقفهم عند حدهم او يردعهم او يمنعهم من العبث بكل ماهو جميل، فقد تحول شارع الخليج الى مزبلة، مع شديد الاسف، بعد ان عاث به الوافدون وتركوا مخلفاتهم ورحلوا بغياب شرطة البيئة التي تدخل الى المدارس لتخالف المدرسين على تدخين سيكارة،بينما هذا العبث وأكوام الزبالة والمخلفات الواضحة للعيان وفي مكان مهم لا تجد من يوقف أصحابها عند حدهم او يخالفهم،فاين كانت عيون البلدية وهيئة البيئة وغيرها من الجهات الحكومية المهتمة بهذه المواضيع؟ ليس لها تواجد، وهذه المجاميع تكرر نفس الدمار في كل عطلة ومع نهاية كل شهر حين يخرجون بإجازاتهم من دون خوف ولا حياء، وما على الحكومة الا ان تلاحظ ساحة دروازة الجهراء كل جمعة، وتلاحظ ساحات الكنيسة ومدخل شارع فهد السالم مساء كل يوم احد، لترى حجم الدمار الذي يتركه كل وافد خلفه. اما حين يتعلق الامر ببيوت الكويتيين فإن البلدية وشرطة البيئة ومفتشي الكهرباء بالمرصاد لكل بيت كويتي، حتى وان كان أصحابه خارج البلاد فهذا حالنا ولايزال أبوي مايقدر الا على امي!
بالمناسبة، حدثني ثقة من ضباط المرور عن مجموعة من الشرطة من غير الكويتيين، او ما يسمى أبناء الكويتيات، انهم في كل نهاية زام يأتون وقد حرروا مخالفات بمقدار دفتر كامل، وبعد التدقيق اتضح للضابط ان الذين تتم مخالفتهم كلهم كويتيون، فسـل الضابط احد الشرطة: الا يوجد وافد واحد خالف او من مثلكم او على شاكلتكم من أبناء الكويتيات؟ فيستغرب الضابط حين يسمع إجاباتهم ان عدم مخالفة هؤلاء بسبب تعاطفهم معهم وتقديرهم لحالتهم المادية، اما الكويتي فلا!
هذه حالنا مع شديد الاسف، ولايزال أبوي ما يقدر إلّا على امي، وصح لسان صاحب المثل...زين.