كتب - مفرح حجاب:أبدى الفنان والمخرج صادق بهبهاني، استغرابه من عدم اسناد أي عمل درامي محلي له، رغم ان غالبية المنتجين اثنوا على موهبته الإخراجية، وقدموا له التهنئة على فيلمه السينمائي "ودي اتكلم" وما سبقه من أعمال، وقال في حديثه إلى "السياسة" في كل العالم مخرجو السينما هم أفضل من يخرج الدراما، حتى الذين لم يدخلوا اكاديميات أو معاهد فنية، معربا عن أسفه لاستعانة المنتجين بمخرجي اعلانات لأعمالهم الدرامية.وفي رده على انه لم يعمل من قبل مساعد مخرج في دراما التلفزيون، حتى يتم ترشيحه لإخراج مسلسل، أوضح أن أهم المخرجين لم يعملوا مساعدين وأنجزوا اعمالا رائعة حصدت جوائز، فالقضية تتعلق بالموهبة والممارسة، مشيرا الى انه من الصعب بعد كل تجارب الإخراج السينمائية ان يعمل مساعد مخرج في الدراما، ليس لشيء وانما لن تكون هناك اضافة حقيقية.وقال بهبهاني: الإخراج الدرامي يحتاج فهما ودراية وعقلا يترجم الفكرة الى واقع، والأهم هو حب العمل الذي يقدم للجمهور، متمنيا أن تأتي المبادرة من المنتجين تشجيعا على ما قدمناه وما سنقدمه، حيث ان الكثير منهم شاهد "ودي اتكلم" على منصة "نتفليكس" وقام بتهنئتي.واعتبر بهبهاني، ان صناعة الدراما ستتغير خلال المرحلة المقبلة في ظل عرضها على المنصات والتطبيقات الإلكترونية وغيرها، ما يرجح بشكل كبير نهاية المسلسلات المكونة من 30 حلقة وسيحل محلها السباعيات والأعمال التي تقل عن 10 حلقات، وبالفعل بدأت منصة "نتفليكس" تنفذ اعمالا بهذه الصورة في ظل وجود تطبيقات كثيرة تعرض أعمالا درامية، لافتا الى ان الدراما الرمضانية لن تتأثر كثيرا خلال السنوات المقبلة في التلفزيون، لكن المستقبل للمنصات الإلكترونية سواء للدراما أو الأفلام التلفزيونية وغيرها.وفي رده على غيابه عن الساحة، شدد صادق، على أن الظهور بلا جديد لا يفيد وانه لا يحبذ التواجد الا اذا كان لديه شيء يقدمه للناس، واستطرد: قد اتواجد لدى فنان لديه عمل أو أقوم بزيارة له كما كنت أفعل مع الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، وكذلك مع الفنان يحيى الفخراني، حيث ذهبت من الكويت الى مصر لزيارته، مؤكدا انه لا ينتمي إلى جيل المغرورين.واضاف بهبهاني: اشعر بالأسف مما يحدث من بعض أبناء هذا الجيل، إذ بعضهم لم يقدم سوى أعمال بسيطة وينظر الى الناس باستعلاء وتكبر، ويغضب عندما يتحدث عنه النقاد بأن هناك تقصير في عمله، وعندما يرد تكون الأنا عنده بزيادة ويرفض ان يقول بأن عمله فشل، موضحا ان "السوشيال ميديا" واعداد المتابعين واموال الإعلانات لها دور كبير فيما يفعله بعض الفنانين. وقال بهبهاني: ان الفنانين الكبار ومنهم عبدالكريم عبدالقادر، عندما تجلس معه يقول انا ما زلت هاو، غير هذا الجيل الذي ضعفت لديه القيم، متمنيا ان يتخلص هؤلاء من الأنا ويتعلموا الوفاء ويكون الإبداع دائما هو سيد الموقف في اعمالهم وتصرفاتهم.وعن تكرار بعض الأفكار في الدراما المعاصرة، رأى ان هناك أمور كثيرة من بينها الرقابة والجودة في الإنتاج، واضاف: غالبية المنتجين لا يهتمون بالنص ويكون المؤلف هو الأضعف أجرا، وبعض المنتجين ليس لديه استعداد ان يدفع اموالا كثيرة، متمنيا على المؤلفين الجيدين الا يبالغوا في اسعارهم من أجل تقديم اعمال جيدة. وقال: ان البعض يتحدث عن التطوير وللأسف هو يطور أمواله اكثر من الدراما، ولذلك طغى الظهور النسائي في الدراما خلال السنوات الماضية بسبب التسويق، لكن الأمور بدأت تعود الى طبيعتها خلال الموسم المنتهي، مشددا على ان الأعمال تعرض ولا يذكرها احد بسبب غياب الرؤية والفكر في الإنتاج. وفي رده على غياب النجوم العرب في افلامه، قال بهبهاني: ان ذلك ليس متعمدا، واذا كان للفنان العربي دور فلن أتأخر، لأن الربح مطلوب من أجل الاستمرارية، مشيرا الى ان السينما في الكويت تحتاج العنصر الكويتي من أجل المحافظة على هويتها.وكشف في نهاية حديثه عن فيلم سينمائي جديد سيبدأ تصويره بعد انتهاء "كورونا"، يحمل موضوعا في غاية الحساسية وسيكون مفاجأة بمعنى الكلمة، منوها الى انه كان يفترض ان يبدأ فيه خلال مارس الماضي.

صادق مع عبدالحسين عبدالرضا