الأحد 22 يونيو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"صالح يعود" أنانية مليئة بالألم والوجع والكوميديا

Time
الأربعاء 23 يناير 2019
View
5
السياسة
كتب - فالح العنزي:


لم يذهب العرض المسرحي "صالح يعود" بعيدا، بل لامس الكثير من القضايا المجتمعية، بما فيها الأنانية، حب التملك والسيطرة وعدم الاعتراف بالواقع والحقيقة، صراع متشابك قاده "العجوز صالح" محمد صفر مع بعض النسوة، اللاتي تحمل كل منهن أملا ضعيفا، وجميعهن ينتظرن بجانب الكرسي، ولصوص يجدون أنفسهم عالقين مع رجل "فاصل"، صراع من أجل السيطرة والرغبة في عدم مغادرة الكرسي الذي توسط منتصف المحطة، زوجة مكلومة لا تريد الاعتراف بأن زوجها قتل في الحرب، وأخرى تمني نفسها برجل قد يخطفها على حصان أبيض، ولصوص يختارون الكرسي حتى يرتاحوا بعدما لهثوا كثيرا، لكن العجوز "صالح" يرفض السماح لأحد بالجلوس هنا، فهو يرى بأن السنوات التي قضاها مع الكرسي تمنحه أحقية امتلاكه.
الفنان محمد صفر قدم أداء رائعا وكوميديا جميلة، وأعطى النص بُعدا كوميديا، خصوصا بوجود "إفيهات" مكتوبة بعناية وظفت في محلها، على الرغم من أن النص مكتوب باللغة العربية، الا ان "الإفيهات" مررت بشكل انسيابي وغير مقحم، رسالة الألم الذي يشعر به صالح العجوز حملت بصيص أمل بأسلوب كوميدي ساخر، من دون ابتذال أو فلسفة مبالغة، بل حاكى الكثير من القضايا منها أيضا ما تجاوز الإقليمية في إطاره العام إلى قضايا الواقع العربي السائد.
شارك في المسرحية مجموعة من الممثلين منهم أريج العطار، خالد الثويني، كفاح الرجيب، أمير مطر، ومن إخراج عيسى صالح الحمر، ورمز الكرسي إلى بقعة من أرض في مكان ما، شهد فقط صراع البقاء. السينوغرافيا كانت بسيطة ومتواضعة وغير مكلفة، فطبيعة النص أجبرت الممثلين على الحركة في مساحة محددة، لذا لم يختر المخرج المبالغة في الديكور، وانما اعتمد على ايصال ما يريده من خلال الحوار، الذي جمع مجموعة من الشخصيات، يمثل كل واحد منهم قصة، ربما يحسب على المؤلف اللجوء الى "إفيهات" في غير محلها، لكن مثلما أسلفت هي لم تفسد العمل أو تظهره بشكل مبالغ.
آخر الأخبار