الخميس 10 يوليو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"صالح يعود"... كوميديا سوداء وإسقاطات

Time
السبت 09 مارس 2019
View
5
السياسة
كتب - مفرح حجاب:


قدمت فرقة المسرح العربي عرض "صالح يعود" على مسرح الدسمة ضمن فعاليات الدورة الثانية عشرة من مهرجان أيام المسرح للشباب وسط حضور جماهيري كبير، تقدمه رئيس المهرجان المخرج عبدالله عبدالرسول، مدير المهرجان عبدالله البدر، فضلا عن ضيوف المهرجان والمهتمين بالشأن المسرحي في الكويت.
مسرحية "صالح يعود" تبدو من المشهد الأول أنها لا تعتمد على المنطق ولا على الطريقة التقليدية في صناعة العرض المسرحي، بل يبدو لي بأنها مغامرة مسرحية بكل ما تعنيه الكلمة، فرغم خبرة المخرج عيسى صالح الحمر القليلة بالتواجد في المهرجانات كمخرج، إلا انه أبهر الجميع واستطاع أن يعلن عن نفسه بقوة من خلال عرض قدم فيه كل شيء واستخدم كل الأدوات المسرحية وشغل الجمهور بهذا الكم من الكوميديا طوال العرض، بل أن الأداء التمثيلي يكشف كم أرهق الممثلين في التدريب مما جعل العرض يخرج بهذا الشكل، فالفنانين الشباب الذين شاركوا في هذه المسرحية استطاعوا أن يقدموا اسقاطات على الفساد بكل أنواعه ولكن بحرفية مذهلة وطريقة غير مباشرة وأيضا قدموا مفهوم الديكتاتورية، فضلا عن طريقة الأداء، والتفاعل الكبير الموجود على الخشبة جعل الجميع يطالب بفتح شباك من أجل أن تكون هناك فرصة للجمهور بكل أطيافه لمشاهدته، فالعرض ليس خطيرا ولم يكن كبيرا ولكنه بسيطا وفيه كل أنواع الإبداع ووصل الى الجميع بسهولة، وهي خطوة تحسب لفرقة المسرح العربي، التي أعطت هذا الكم الكبير من الشباب الفرصة، لتقديم عمل بهذا المستوى الفني الرائع.
المسرحية تدور في حديقة عامة من خلال بطل العمل "صالح"، الذي تمر عليه العديد من الشخصيات الاجتماعية ويريد أن يجلس على الأريكة الخشبية ويستحوذ عليها وحده، لكنه يجد فتاة تجلس عليها في انتظار عودة زوجها من الحرب، ويظل يسخر من المرأة وكأنه يلمح الى إصابتها بالجنون، ويفشل في نهاية الأمر في الاستحواذ على الأريكة، ثم يأتي بعد ذلك لصوص يجلسون على الأريكة ويخاف "صالح" من غدرهم فلا يستطيع أن يحصل منهم على الأريكة، لتصل إلى الحديقة "أم غريب" وابنها ليخاف ويترك لهما الأريكة، وعندما تأتي الشرطة ومن بعدها الزوج قادما من الحرب، يظل "صالح" عاجزا عن الاستحواذ على الأريكة الى أن يقول سأظل مصرا على نيلها وحدي حتى لو ذهبت الى أم الدنيا، ثم يأخذنا المخرج الى أجواء مصر، حتى تأتي البلدية لتأخذ الأريكة وينتهي الأمر بأنه فشل في الجلوس عليها أو الاستمتاع بها.
اعتمد المخرج الحمر على الكوميديا في بناء العرض المسرحي وعمل على توظيف دور الفرقة الموسيقية، التي رافقت العرض بالعزف الحي، فضلا عن موهبة خالد الثويني في الغناء واستخدام صوته وتوظيفه بشكل مبهر، كما ان حركة الممثلين في القيام والجلوس وغيرها كانت اكثر انضباطا واستطاعوا أن يملأوا جنبات وعمق المسرح، ثم أن السينوغرافيا والأزياء جاءت أكثر من رائعة وتمثلت في الاضاءة وحتى أزياء الفنانين، يبقى أن مسرحية "صالح يعود" قدمت اسقاطات كثيرة على الخشبة واستخدام أبيات للشاعر أحمد مطر: "قلت للجني: أبدل كل أصحاب الصروح الفاسدة.. قال لي: ما الفائدة؟ سوف يأتي مثلهم أو ربما أكثر منهم مفسدة.. إنما تختلف اﻷسماء لكن المعاني واحدة!.. قلت: ما الحل إذن؟.. قال: بسيط.. لو غدت آمالكم في ذاتكم منعقدة.. وإذا لم تطلبوا من مارد تخليصكم من مردة.. أيها اﻹنسي ﻻ حل سوى أن تصبحوا ناسا.. فلن تعتدل القمة حتى تستقيم القاعدة"، ليختتم العرض بموت "صالح" وبقاء الكرسي وعليه بدلة الديكتاتور. الجدير بالذكر أن مسرحية "صالح يعود" من تأليف د.نادية القناعي، إخراج عيسى الحمر، تمثيل خالد الثويني، سارة رشاد، أمير مطر، يعقوب حيات، عدنان مهدي، تصميم الديكور محمد بهبهاني، تصميم الإضاءة يوسف الحشاش، عزف الموسيقى الحية عبدالوهاب السعدون وعبدالله الخالدي وبدر الفرج ويعقوب الفيلكاوي، مساعد مخرج وتصميم الأزياء وماكياج رنا الوارث، المخرج المنفذ أمير مطر، مدير الإنتاج نواف البحراني.
آخر الأخبار