صباح الخير تركيا

د. حمود الحطاب

لم تكن جولات الانتخابات التركية، الرئاسية والبرلمانية، مجرد اجواء انتخابية سياسية عادية لدولة من الدول؛ فماذا كانت إذا؟
الانتخابات السياسية التركية كانت امتدادا سياسيا خطيرا جدا باتجاهات متباينة من التوجهات، السياسية والفكرية والعقدية، على مر عصور تركيا.
ولم تكن منبتة، اعني مقطوعة عن عروقها، ففوز المعارضة التركية،لا قدر الله، لا يعني البتة فوز كلجدار اوغلو كفرد سياسي، بل هو امتداد تاريخي لا ينتهي عند كمال اتاتورك فقط، بل امتداد لفلسفات وعقائد ثقافية لها طابعها، وتوجهاتها ومناهجها الخطيرة.
فوز كلجدار كان يعني بأبسط معانيه عودة الاتاتوركية الى الهيمنة الشاملة على البلاد، وليس ذلك كل شيء.
ولا اريد الخوض في سقوط المعارضة التركية، وما حملت، وما كانت تأمل؛ بل ما كان يأمل العالم من تأييدها، ودفعها دفعا نحو الفوز والهيمنة.
لكني اريد، وباختصار شديد جدا، ان اصبح على تركيا الديمقراطية التي تنفس شعبها الصعداء البارحة، ولم ينم ليلته بسبب تلك الفرحة العامرة والعارمة، سواء بسواء بفوز جديد لرئيسها طيب رجب اردوغان.
لقد سجدت من فوري، وقبل انتهاء كل الفرز، شكرا لله وحمدا ان صبح الله علينا وعلى تركيا بهذا النجاح الذي كنا نريده ونأمله.
صباح الخير يا مسيرة تركيا التاريخية العثمانية الشاملة.
صباح الخير يا تركيا السلام العالمي صباح الخير يا تركيا 2023، حيث انتهاء "معاهدة لوزان"، وما يعني ذلك لتركيا التي ستتسلم مقاليد سيادتها المالية، وكل ما تعنيه سيادتها بسبب تحررها من هذه المعاهدة، التي اضعفتها سنوات مديدة من العمر. كان يتوقع ان تنتهي معها تركيا والى الابد، لكنها لم تنته، بل لقد جاء انتصار انتهاء المعاهدة مع انتصار تنمية وعدالة تركيا، وامتدادها عالميا لتشكل قوة عالمية تشرق على الدنيا بسلام... وللحديث بقية إن شاء الله.

كاتب كويتي

[email protected]