صحراء كريمي تناشد العالم من مهرجان "البندقية" عدم نسيان أفغانستان

أفسح مهرجان "البندقية" السينمائي الدولي، المجال أمام المخرجة الأفغانية الشهيرة صحراء كريمي ومجموعة من صناع السينما في بلدها للتعبير عن مأساة الفن والسينما بعد سيطرة طالبان، والوضع اليائس لصانعي الأفلام الذين فروا بعد تغير الحال.
وقالت المخرجة صحراء كريمي، لمجموعة من الصحافيين في المهرجان: "تخيل أن تبدأ يومك المعتاد وبعد بضع ساعات عليك أن تقرر أصعب قرار في حياتك: البقاء أو المغادرة".
وتابعت وهي تكتم دموعها: "ترى أمام عينيك انهيار أحلامك، ترى أمام عينيك انهيار بلدك، وفي غضون ساعات قليلة، لم يكن لديك حتى الوقت لجمع أغراضك الشخصية... تخيل الوضع".
تروي كريمي، وهي أول امرأة تترأس منظمة الأفلام الأفغانية، كيف ألغى أصدقاؤها الفنانون الذين بقوا في أفغانستان حساباتهم في منصات التواصل الاجتماعي، واختبأوا، لأن وزارة الاتصالات أصبحت تحت سيطرة طالبان، لذا فهم سيكونون في خطر.
وناشدت كريمي، الصحافيين في مهرجان البندقية السينمائي أن يرووا قصتهم للعالم كله، وأن يتذكروا شعب أفغانستان، وأن يساهموا في المساعدة. وأوضحت كريمي أن أحلامهم كصناع سينما لأفغانستان دُمرت في 15 أغسطس، وقالت: "يبلغ عدد سكان أفغانستان 33 مليون نسمة، 70 في المئة من هؤلاء السكان تقل أعمارهم عن الثلاثين عاما، 55 في المئة من هؤلاء السكان هم من النساء والفتيات، وفي غضون ساعات قليلة توقفت أحلام ومستقبل الجميع مثلما توقف كل شيء". وبكت كريمي، وهي تروي قصة هروبها، حيث كان أمامها ساعات فقط لتقرر ما إذا كانت ستبقى أم ستغادر، متندمةً على "كل ما ضاع" بعد سيطرة طالبان الكاملة على البلاد.
وأشارت إلى توقّف العديد من الأفلام في مراحل ما قبل وما بعد الإنتاج، إضافةً الى ورش عمل صناعة الأفلام، والمفاوضات بشأن وثائق التأمين على المعدات، حيث باتت جميع هذه الأمور في يد طالبان.
وقالت إن المخرجين الأفغان يلقون ترحيباً متزايداً في المهرجانات السينمائية الدولية، "كان حلمنا إنتاج أفلام، ورواية قصصنا من زوايا مختلفة، ومن وجهات نظر مختلفة لإظهار جمال بلدنا".
وناشدت مخرجات أفغانيات مشاركات في الحلقة النقاشية مع كريمي، بينهن ساهرا ماني، العالم بألا ينسى الشعب الأفغاني وأن يدعم فنانيه، محذرات من أن دولة بلا ثقافة ستفقد هويتها في نهاية المطاف. يذكر أن فيلماً لكريمي عرض في مهرجان البندقية السينمائي العام 2019.