فؤاد الهاشمكان يوما اكثر سوادا من سواد صحائف افعالهم حين قرر كفرة قريش وعبدة اللات والعزى وهبل ومناة الثالثة الاخرى، وطاغوت وذو الشرى، وود وعوض وسواع ويعوق ونسر ويغوث وإساف ونائلة ودوار وذو الخلصة والعائم والفلس وجلسد وأبغال والاقيصر والمحرق، ان يوقعوا صحيفة مقاطعة بنى هاشم عقابا على من أسلم منهم " فلا نتزوج منهم ولا يتزوجون منا، لا نشتري منهم ولا يشترون منا، لا نبيعهم ولا يبيعوننا، لا يدخلون بيوتنا ولا ندخل بيوتهم، ولا نجالسهم ولا يجالسوننا"! ثم علقوها داخل الكعبة حتى يقرأها القاصي ويتبعها الداني!ومرت ثلاث سنوات عجاف كانت صرخات اطفال المسلمين تدوي من الجوع بين جبال مكة، حتى قيض الله لهم رجالا كان منهم هشام بن عمرو بن ربيعة، وزهير بن ابي امية، والمطعم بن عدي، والبختري بن ابي هشام، وزمعة بن الاسود بن عبدالمطلب، الذين عابوا على قومهم فعلتهم تلك، وسعوا الى الصحيفة لتمزيقها فتصدى لهم ابوجهل، لكنه كان أشبه بتصدي جدار من القش امام سيل عظيم، وحين هموا بنزعها من مكانها، وجدوا ان اصغر مخلوقات الله، وهي حشرة الارضة قد اكلتها، ولم تترك منها الا "بإسمك اللهم"، فسبحان من له الملك والدوام!
ما أشبه ماضي مكة بحاضر الكويت، وها هي وثيقة العار يسطرها "كفار الاخوان" ومن دار في فلكهم من نطيحة ومتردية، وساقطة من عل، كتبها ووقعها عبدة البنا وسيد قطب والالباني، وكل راسبوتينات الدولة الاسلامية منذ دخول فيل أبرهة لتتلقفه حجارة الطير الابابيل وحتى عصر جهيمان، و"جبهة النصرة"، وزمن اللحى الكثة ذات الايادي المنكوحة!لكن الكويت وشعبها المسلم الحقيقي لن يعدم ظهور فحول امثال ابن ربيعة وابن أمية وابن عدي وابن أبي هشام، وابن عبدالمطلب، ليمزقوا وثيقة العار تلك بأظافرهم ونواجذهم، قبل ان يلقوا ببقاياها الى أرضة تمصمص ما بقي من عصارة امخاخ اصحابها...إن وجدت!لكم دينكم ولشعب الكويت دينه، فلا انتم سائرون على نهجه، ولا هو سائر على نهجكم، فقد اشترى الشعب آخرته، وبعتم انتم آخرتكم، فطوبى للشارين وويل للبائعين!