طلال السعيدهناك في الكويت براحة اسمها براحة عباس، وعنوانها معروف، وقصتها أن عباس هذا صاحب دكاكين تفتح على البراحة سميت البراحة باسمه، ثم تم تغيير اسمها فيما بعد، والجديد في الكويت الآن "صرخة عباس"، وعباس هذا احد ناشطي ما سمي "الحراك الشعبي"، فقد كان مع الحراك المزعوم ملكيا أكثر من الملك نفسه، بل وبالغ في التطرف، وناصب العداء كل من كان ضد الحراك، أو من كان له رأي مخالف لما يعتقدونه، أو لا يؤمن بفكرهم، فقد كان اهل الحراك كلهم بناحية وعباس هذا بناحية أخرى. ثم اكتشف بعد فوات الاوان انه آخر من يعلم، وأن الناس تساوم، وتبيع، وتشتري على ظهره وظهر المغرر بهم من أمثاله، وأن الحراك كان حراكا لمصالح شخصية نتيجة مواقف شخصية، لا دخل للصالح العام فيه، ثم تطور للأسوأ حين أصبح حراكا مدفوع الثمن من دولة خليجية، ذكرها الامير الراحل في مؤتمره الصحافي في واشنطن، واستشهد فيها في خطابه الشهير حين قال "كادت الكويت تضيع"!ومعروف للجميع أن حنكة وحكمة أميرنا السابق قطعت الطريق على تمويل الحراك، وحين انقطع التمويل توقف الحراك!عباس اكتشف ذلك متأخرا جدا، واطلق صرخته ضد نفسه وضد الحراك واهله ورموزه، واطلق عليهم المسميات التي لا تليق، وهذا ما كان يعتبره جريمة في وقت من الاوقات يستبسل في مكافحتها!أعتقد أن صرخة عباس هذه وصلت الى كل مواطن كويتي، فلا أحد يتصور الحراك المزعوم من دون عباس، تلك الشخصية الجدلية التي كانت تعويذة الحراك!قد يكون هذا الاعتراف بالحق جاء متأخرا، إلا أن من المهم أن يسمع الناس الحقيقة، خصوصا حين يشهد شاهد منهم، ومهم أيضا أن يعرف الناس منهم الوطنيين حقا ومنهم المتكسبين على حساب الوطن، لكن ما يؤلم حقا اولئك الشباب الذين صدرت ضدهم احكام اضاعت مستقبلهم، خلاف من يقضون زهرة شبابهم خلف القضبان بعدما غرر بهم!صرخة عباس المكلوم الذي كان يتصور ان المستقبل للحراك المزعوم، واذ بالحراك يتآكل من الداخل، وياكل اهله بعضهم بعضا، متناسيا ان البقاء للاصلح وانه لا يصح الا الصحيح. فهل يرحب بعباس هذا وامثاله في العمل الوطني الحق بعد اعلان توبته من خلال صرخته الشهيرة؟ومن التاريخ نتعلم فبعض المسلمين الاوائل لم يسلموا الا بعد فتح مكة، وهم من اسماهم النبي "صلى الله عليه وسلم" "الطلقاء"، بعضهم اسلم وحسن اسلامه وقاد جيوش الفتح، ومنهم من ارتد عن الاسلام فلم يكن اسلامه عن قناعة… زين.
[email protected]