صفر الشعلة!

طلال السعيد

معالي الوزير فهد الشعلة وفقه الله، وزير الدولة لشؤون البلدية يقول في تصريح صحافي: "التكويت وصولا الى صفر وافدين"!
تصريح في غاية الاهمية يحاكي نبض الشارع الكويتي الذي يرى الكويتي ينتظر ديوان الخدمة سنوات طوالا، ولا يجد وظيفة بينما الوافد قبل وصوله الى مطار الكويت يجد وظيفته ذات الراتب الخيالي، الذي لا يحلم به المواطن، حتى وان كان على بند المكافآت، وما عليه الا ان يحمل لقب مستشار.
ذلك اللقب السهل جدا عليهم، الصعب جدا علينا، فالمستشارون الكويتيون لا يعدون على اصابع اليد الواحدة، ولا نعرف منهم الا المستشار الطبطبائي في الديوان الاميري، الذي اعترض على مرسوم حل "مجلس 20"، ولم يؤخذ برأيه، وقد جاء رأيه مطابقا لرأي المحكمة الدستورية التي ابطلت المجلس، بينما المستشار الوافد "قطهم على صخر"!
اما في البلدية فوظائف الوافدين تورّث لابنائهم من بعدهم، وهذا حاصل هناك، وفي "الاوقاف"!
المهم ان "صفر الشعلة" الذي يتحدث عنه صعب المنال، والطريق اليه طويل جدا، وقد يخرج الوزير الشعلة من الوزارة لينضذم الى لواء الوزراء السابقين، ولم يصل الى صفره الذي يصبو ونصبوا نحن اليه، منذ زمن بعيد!
ولكي يتأكد الوزير ان هدف الوصول الى "صفر وافدين" صعب المنال ما عليه الا ان يقوم بجولة على الفروع، ليرى كيف يسيطر عليها الوافدون سيطرة تامة، لدرجة ان لا معاملة تنجز، ولا ملف يتم توقيعه من دون موافقة او مباركة موظف وافد!
هل زار الوزير الشعلة إدارات البناء في يوم من الايام، قبل ان يكون وزيرا، او بعد ان اصبح وزيرا، وهل وجد موظفا كويتيا واحدا يؤدي الواجب، ويستقبل الناس في تلك الادارة، وان وجد فهو لا يتواجد في مكتبه؟
زبدة الكلام ان الوافد في البلدية جعل من نفسه ضرورة، واضاف الى نفسه هالة جعلت من كبار المسؤولين يشعرون ان الاستغناء عن الوافد امر مستحيل، ولا يتصور معالي الوزير ان البلدية هي ذلك المبنى العريق في الكويت العاصمة، والذي لا يخلو ايضا من وافد يتحكم في احد اجنحته، فما يجري في الفروع ادهى وامر، حتى ادارة تجهيز الموتى التي تتبع البلدية مستعمرة وافدين!
وما نتمناه من وزير البلدية ان يهمس باذن زميله وزير "الاوقاف" على اعتبار ان كليهما حكومة، ويقول له: لنقم بزيارة لادارة المساجد علنا نجد موظفا كويتيا واحدا نكحل به عيوننا...زين.