الأولى
"صفقة القرن"... الأمن لإسرائيل وللفلسطينيين شبه دويلة
الأربعاء 29 يناير 2020
5
السياسة
عواصم - وكالات: شبه الفرنسيون "صفقة القرن" بقالب الجبن الذي يستمتع الإسرائيليون بمذاقه الشهي، فيما نصيب الفلسطينيين منه الفراغات التي تتخلله يقيمون فيها دولتهم الموعودة، بينما وصفتها صحيفة "لوتان" السويسرية في افتتاحيتها، بـ"فضيحة ومهزلة وإهانة للعقل والمنطق"، وشككت وسائل إعلام أميركية وأوروبية عدة في جدواها."صفقة القرن" التي تركت الكثير من الغموض والغضب أثارت الجدل، اذ لم تبح بأسرارها كاملة، ولا تزال عصية على الفهم، رغم ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلنها في "شو إعلامي" كبير ليل أول من أمس. وكما قال الروائي الراحل غسان كنفاني "يسرقون رغيفك... ثم يعطونك منه كِسرة... ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم"، جاءت ردود الفعل على الصفقة في معظمها، مواكبة لطلب الرئيس ترامب من الفلسطينيين "اغتنام الفرصة الأخيرة لإقامة دولتهم"، بين مطالب بقبولها ثم المطالبة بحقوق جديدة، أو دراستها بتأن، أو استكمال نواقصها عبر المفاوضات والبناء عليها باعتبارها مشروعا يمثل بداية جيدة. الخطة فضحها مسؤولون إسرائيليون أمس، بالقول إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سيطلب من وزرائه، يوم الأحد المقبل، الموافقة على ضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية"، بينما أكد نتانياهو أن الخطة الأميركية "تقضي بأن تكون العاصمة الفلسطينية المقترحة، في ضاحية أبوديس على أطراف مدينة القدس". أضاف أنه سيقدم اقتراحا "لتطبيق القانون الإسرائيلي في غور الأردن وشمال البحر الميت ومستوطنات الضفة الغربية حتى تقره الحكومة في جلستها المقبلة"، كاشفا عن أن "إسرائيل ستعرض على الفلسطينيين سيادة مشروطة ومحدودة في نهاية العملية".وفيما تعترف "صفقة القرن"، بإسرائيل دولة يهودية، فإنها تقضي بالعمل على حل الدولتين، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والاعتراف بسيادتها على غور الأردن، وتعد بتقديم استثمارات بقيمة 50 مليار دولار للدولة الفلسطينية، والأراضي المخصصة لفلسطين لن يقام عليها أية مستوطنات لمدة 4 سنوات، وسيتم نزع السلاح من قطاع غزة ووقف أنشطة حركتي "حماس" و"الجهاد"، واعتراف الفلسطينيين بدولة إسرائيل، مع حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين خارج نطاق دولة إسرائيل.في المقابل، رد الرئيس الفلسطيني محمود عباس: "أن القدس ليست للبيع، وأن الصفقة الأميركية لن تمر، وستذهب إلى مزبلة التاريخ".من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، إن حركته تمد يدها للرئيس عباس: "للعمل في خندق واحد والاتفاق على ستراتيجية تقوم على إنهاء الانقسام"، معربا عن أسفه "لحضور دول عربية إعلان ترامب خطته للسلام".