صقر الرشود... "شكسبيري الهوى"

نظم المركز الإعلامي جلسة وفاء للفنان الراحل صقر الرشود بعنوان "صقر الرشود الغائب الحاضر" حضره رفقاء دربه منهم الكاتب عبدالعزيز السريع والفنان محمد جابر ولفيف من ضيوف المهرجان. من جانبه قال الكاتب والمخرج عبدالعزيز السريع ان الرشود كان ظاهرة مسرحية. لافتا إلى ان حضور زكي طليمات الى الكويت ساهم كثيرا في بلورة الحالة المسرحية ودفعها للإمام لاسيما انه كان يحظى باحترام الجميع كونه صاحب خبرة كبيرة. واستطرد "سمعت شخصيا من طليمات انه تمنى لو كان الرشود ضمن مجموعته المسرحية لموهبته الكبيرة".
واضاف السريع " صقر بدأ محاولاته قبل مجيء طليمات الى الكويت، لانه كان محبا للمسرح وشكسبيري الهوى، مارس الرشود التأليف والإخراج والتمثيل كان صانع عرض مسرحي متكامل ولديه ثقافة وحس نقدي خاص، يراقب الظواهر ويتعلق بها ويتوقف عندها ويحللها، كان الرشود يضع علامات استفهام ويسعى لإيجاد اجوبة لها ودائما ما يفرغ غضبه في المجهود البدني ويردد علي باستمرار انه لن يكمل الـ40 من عمره، خصوصا انني كنت الومه على ارهاق نفسه في العمل. وتوقف الكاتب المخضرم عند محطة هامة من حياة صقر الرشود لاسيما أول نص كتبه الراحل وقال "عندما كتب زكي طليمات تقريره عام 58 عن تطوير المسرح الكويتي كانت من اهم ملاحظاته غياب النص المسرحي المؤلف مسبقا، خصوصا ان فرقة المسرح الشعبي حينها كانت تعتمد على الاعمال الارتجالية التي يضع الراحل محمد النشمي خطوطها العريضة، في ذلك الوقت بادر الرشود الى كتابة اول نص مسرحي بعنوان "تقاليد" وكلف من قبل النشمي بإخراج العمل ولكن بعد فترة من البروفات بدأ الممثلون في التذمر وطالبوا بالعودة الى الأسلوب التقليدي الذي يعتمد على حد كبير على الارتجال، حينها طلب النشمي من الرشود ان يكتفي بتجسيد شخصية البطل على ان يتكفل هو بالاخراج وبعد وقت قليل سحب من الرشود دور البطولة واسند له شخصية فرعية ورغم ذلك ارتضى في سبيل ان يرى العمل النور. واستطرد السريع " بعد عرض "تقاليد" سعى الرشود الى تأسيس المسرح الوطني وقدم مسرحية "فتحنا" وكان يعتبرها تجربة فاشلة ثم شرعنا في تأسيس فرقة مسرح الخليج وشاهد حلمه وهو يتجسد على أرض الواقع لاننا كنا مجموعة متجانسة، اشتغلنا على مجموعة من الانشطة والندوات وحررنا مجلة "الكملة" وسلك صقر درب آخر ورفع شعار التنويع وقدم عدة اعمال ناجحة منها "حفلة على الخازوق" و"على جناح التبريزي" ثم انتقل إلى الإمارات ليساعد في نهضة المسرح وقدم اعمالا خلدت في ذاكرة الفن الإماراتي ومازالت باقية وخلال جولته تعرض إلى حادث مروري وكان رحيله فاجعة كبيرة للجميع، واتذكر انني كنت اسير الى جانب الفنان عبدالعزيز المفرج في جنازة الرشود، حينها قال لي المفرج اتمنى لو عاد صقر للحياة لثوان ليشاهد حب الناس وتقديرهم له.
من جانبه قال الفنان محمد جابر "تعاونت مع الراحل صقر الرشود في عدة مسلسلات بالإمارات، كان رحمة الله عليه فنان لا مثيل له مخرج صاحب رؤية وملاحظات دقيقة.. امين سر فرقة مسرح الخليج العربي الفنان عبدالله العتيبي قال "فخور بأنني انتمي إلى فرقة روادها الرشود والسريع والعديد من نجوم الساحة الفنية بالكويت والخليج، كان للرشود هيبة كبيرة، مخرج يملك ادواته ويفرض شخصيته على أي عمل.