الجمعة 04 أكتوبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
صناعة الدراما في مواجهة القيم الاجتماعية والرقابة وأزمة التمويل
play icon
"رقية وسبيكة"
الأولى   /   الفنية

صناعة الدراما في مواجهة القيم الاجتماعية والرقابة وأزمة التمويل

Time
السبت 08 يوليو 2023
View
10
السياسة
مفرح حجاب

تواجه صناعة الدراما في الكويت أزمات عدة ساهمت بتراجعها في أسواق الفضائيات والمنصات الرقمية، وجعلت الكثير من صناعها يفضلون تصوير أعمالهم خارج البلاد، مما أثر بالتبعية على أجور الفنانين والفنيين والكوادر التي تعمل فيها.
من يتابع نهضة الدراما الكويتية في بدايتها سيجد انها شكلت حالة من الحراك الثقافي والفني وأصبحت واجهة حضارية للكويت لدرجة أن اللهجة والثقافة الاجتماعية الكويتية كانت الأكثر حضورا بمنطقة الخليج، فضلا عن ان الفنانين والمثقفين قادوا القوة الناعمة، وكانوا مثالا يحتذى به في المجتمع الخليجي والعربي من خلال أعمال رائدة شكلت وجدان الجمهور وحققوا من خلالها نجاحاً وشهرة طاغية.
بدأت صناعة الدراما التلفزيونية الكويتية العام 1964 من مسلسل "يوميات بوعليوي" بطولة الفنانين عبدالحسين عبدالرضا، عبدالعزيز النمش، مريم الصالح، خالد النفيسي ومحمد جابر، ثم توالت الأعمال في حقبة الستينات وكان أبرزها "لعبة الأيام، القلب الكبير، محكمة الفريج"، وفي السبعينات شهدت صناعة الدراما الكويتية مرحلة مختلفة ومن أهم الأعمال التي عرضت حينها مسلسلات "الحدباء، ابن الحطاب، الحظ والملايين، درب الزلق، الأقدار" وغيرها، ثم جاءت طفرة الثمانينات ومعها نقلة كبيرة في الدراما المحلية، حيث شهدت الساحة الفنية نشاطا كبيرة مصحوبا بالتحاق عناصر كثيرة بالعمل الفني بعدما كان هناك نوع من التحفظ على امتهان الفن، ومن أبرز أعمال هذه الفترة "إلى أبي وأمي مع التحية، درس خصوصي، خالتي قماشة، رقية وسبيكة، على الدنيا السلام، العتاوية"، وفي التسعينات تمتعت الدراما الكويتية بمتابعة غير مسبوقة من الجمهور الخليجي والعربي، إذ بدأت تنافس عربياً بشكل أو آخر من خلال مجموعة من الأعمال أبرزها "لن أمشي طريق الأمس، زمن الإسكافي، الملقوفة، سليمان الطيب، قاصد خير، الدردور، القرار الأخير" وغيرها، لتنتقل إلى مرحلة أوسع انتشارا وأغزر إنتاجا مع بداية الألفية الجديدة، حيث زادت شركات الإنتاج الفني المحلية وبدأت الفضائيات تبحث عن الدراما الكويتية بعدما أصبحت الكويت من الأسواق الواعدة في صناعتها وتسويقها، وساهم في ذلك وجود المؤسسات الأكاديمية التي تؤهل العديد من الكوادر بالعلم والمعرفة سواء من الفنانين الذين أصبحوا نجوما أو الفنيين أصحاب الدور الكبير في الدراما، وكان من أبرز الأعمال "جرح الزمن، ثمن عمري، سوق المقاصيص، الفرية، الحيالة، أبو الملايين، زوارة خميس، ساهر الليل"، وصولا إلى الفترة الماضية مع مسلسلات "نوح العين، الوصية الغائبة، أمينة حاف، قرة عينك، مجاريح" وغيرها من الأعمال التي كان لها حضور كبير وأحبها الجمهور وتابعها بكثافة عبر الشاشة.
شهدت صناعة الدراما التلفزيونية في السنوات الأخيرة متغيرات كثيرة على مستوى التمويل والتسويق، حيث كان يدعمها تلفزيون الكويت منذ البداية، إما بالإنتاج المباشر أو بتكليف المنتجين وفق نظام "المنتج المنفذ"، وهو الأمر الذي كان يساعد الكثير منهم في دخول حلبة الإنتاج عبر عدد من الأعمال، لكن في ظل الإقبال الكبير على من الفضائيات الخليجية الكبرى على الدراما الكويتية، لكن سعى مجموعة من المنتجين للسيطرة على الإنتاج الدرامي والتسويق في الكويت منهم المنتج اللبناني عامر الصباح، الذي قدم مجموعة كبيرة من الأعمال، زاد معها أجور الفنانين بشكل جنوني ما جعل الكثير من المنتجين يخرجون من سوق الصناعة، وبالتزامن بدأت وزارة الإعلام تعيد النظر في "المنتج المنفذ" والاستفادة منه حتى انها فضلت في السنوات الأخيرة شراء عروض الأعمال بسبب تكلفة الإنتاج المرتفعة، ما جعل الكثير من الشركات تتوقف خوفا من المغامرة في ظل دخول الدراما السعودية كمنافس قوي ولاعب رئيس في السوق.
كما ساهم في تراجع الدراما الكويتية وتسويقها، الموضوعات التي تقوم بطرحها وتتجنب من خلالها بعض القضايا الشائكة ما جعلها تبتعد عن مواكبة المتغيرات الإجتماعية، إذ كثيرا ما تصطدم بالقيم الاجتماعية والمحاذير ما جعل العديد من المنتجين يهربون منها بالتصوير خارج الكويت، حتى يقدم ما يريد بعيدا عن رقابة إجازة النصوص ولكي يحظى عمله بمشاهدة جيدة عبر محتوى درامي فيه نوع من الحرية.
يبقى ضرورة البحث عن حلول واقعية منطقية من أجل الحفاظ على صناعة الدراما كي تحتفظ بالريادة في المنطقة، سواء عبر دمج شركات الإنتاج الفني مع بعضها البعض، أو على الأقل تشاركها معاً في إنتاجات ضخمة، ثم السعي لإقناع المؤسسات الإقتصادية الكبرى بدعم بعض الإنتاجات، لتظل الدراما واجهة الكويت الحضارية في المنطقة، وليظل نجوم الكويت هم القوة الناعمة التي تفتخر بهم، إذا أردنا الخروج من هذه الأزمة.

"أمينة حاف"


"الوصية الغائبة"


"قرة عينك"


"نوح العين"

آخر الأخبار