السبت 21 سبتمبر 2024
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

صناعة الفرح مسؤولية مشتركة وعلى القطاع الخاص التحرك

Time
السبت 06 مايو 2023
View
11
السياسة
حسن علي كرم

في كل مناسبة وطنية او دينية او مواسم الصيف، تسارع وسائل النشر، لا سيما الصحافة الى كشف عدد المغادرين وعدد القادمين من والبلاد، وفي جميع الاحصاءات يبقى التفوق من نصيب المغادرين.
والسبب غياب وسائل الترفيه والترويح التي تدفع المواطنين الى المغادرة نحو الشرق والغرب بحثاً عن ترفيه لا يجدونه في وطنهم.
هذه المعزوفة ليست جديدة، فعلى مدى سنوات طويلة، او بالاحرى العقود الطويلة وتلك المعزوفة تدور وتدور والاسطوانة باتت مشروخة، ولا هناك جدية من الحكومة لتحقيق متطلبات الترويح والترفيه وخلق الفرح في بلد صيفه غبار ونار وشتاؤه زمهرير.
ذلك فان هرب الباحثون عن الترفيه فلا تلومونهم، بل اللوم يقع على حكومات قررت ان الترويح من المحرمات، وان على المواطن التزام منزله والاكتفاء بمشاهدة برامج تلفزيون "دولة الكويت"، فالمؤمن لا ينبغي ان يسيح في بلاد الكفار التي يكثر فيها الفسق والعري والمزمار، وليس هناك موجب حتى يصرف امواله في السفاسف وغير ذلك!
لقد ادركت الدول التي تنشط فيها وسائل الترفيه، وكل يوم نكتشف دولة تكشف عن انشطتها، وتقدم جميع وسائل المغريات لجلب السواح اليها، والفنادق ذات الخمس نجوم والمراكز الصحية، والملاهي والمراقص، المفتوحة والمغلقة.
بعض هذه الدول لم تكن حتى سنوات قليلة معروفة على خريطة السياحة، الا انها وجدت ان السياحة احد اهم روافد الدخل، بعد النفط والصناعة. جماعتنا ناس قنوعين، مكتفين بالنفط الذي يضمن معاشات ورواتب الموظفين والمتقاعدين، والباقي على الله.
رحمه الله الشيخ ناصر صباح الاحمد الذي ادرك مبكراً ان السياحة رافد من روافد الدخل، فكان خطط لتطوير الجزر والمناطق الشمالية، لكنهم وقفوا عظمة في بلعومه، وذكروه بالمنكر والنكير وحساب الاخرة، ما جعله يهرب الى نفسه واوجاعه والامه ويغادر الدنيا راضياً مرضيا.
هكذا هم اعداء النجاح واعداء التقدم والخير واعداء بناء دولة عصرية، تقف الى صفوف الدول الناهضة.
وفقاً لاحصاءات غير رسمية فان نحو سبعة مليارات من الدنانير وضعفها دولارات يصرفها الكويتيون في رحلات الصيف والشتاء والاعياد وخلاف ذلك، هذا المبلغ الملياري الضخم يعد ميزانية، بل ميزانيات ثلاث او اربع دول، فمن اولى بلحم ثوره يا اتقياء الامة حتى كفرتم في عيون الناس كل جميل؟
لا الوم احدا اذا رفع عقيرته وكفر الناس بلا مبرر فقط لكونه يبحث عن وسائل ترفيه له او لأبنائه الصغار، ما يضطره الى ان يتكبد مبالغ طائلة ليغادر البلاد الى دول خلت من اللحى الطويلة والدشاديش "ميني جوب".
اقول هذا مثلاً، وهناك دول اللحى والدشاديش القصيرة ممنوعة، ومن يتجاوز القانون جزاؤه السجن وبئس المصير، فهل تلك الدول التي فرضت اجراءات تصون مجتمعاتها من افكار سوداوية وخزعبلات جاهلية اخطأت ام هذي الكويت التي تركت لهم الخيط والمخيط اخطات؟
في كل الاحوال نحن امام قضية -ان كنا نفهمها قضية- يطول الكلام فيها، لكن يبقى ان نقول ونعيد ان صناعة الترفية والترويح والفرح ليست من مسؤولية الدولة وحدها، انما مسؤولية مشتركة، للقطاع الخاص، واصحاب الثروات الضخمة الذين يفضلون الاستثمار في الدول، البعيدة والقريبة، ويتركون وطنهم على طينه وغباره.
على الاستثمار الوطني، لا سيما الخاص، ان يستثمر في داخل الوطن وتبني مشاريع مربحة تنقذه من الكآبة، ويعمل على خلق جمال وابداع.
ولا شك استثمار ناجح، هذا الى جانب خلق مصادر للترويح والترفيه الناس بحاجة اليها.
الكويت لا تزال فقيرة بوسائل الترويح ولا يجوز ان تكتفي بمدينة العاب يتيمة، فيما هناك بلدان، قريبة ومجاورة، تعج بوسائل الترفيه والترويح. على الحكومة تشجيع القطاع الخاص لتوظيف رساميله في الداخل، الكويت اولى باموالها، والمليارات التي تذهب مع المسافرين نستطيع ان نصنع منها كويتاً جميلة وجديدة، وهذا مو صعب اذا توفرت الارادة.

صحافي كويتي

[email protected]
آخر الأخبار